مَن أقصى نجوم الرياضة من إدارة الاتحادات الرياضية؟

1٬019

أحمد رحيم نعمة /

يتفق كثيرون في الوسط الرياضي على أن الإدارة الحالية لاتحاد الكرة العراقي فشلت فشلاً ذريعاً في قيادة الكرة العراقية، بل أنها أوصلت كرتنا الى طريق مسدود نتيجة التخطيط غير المبرمج من قبل القائمين عليها، والدليل أن منتخباتنا في السنوات القليلة الماضية أصبحت عبارة عن تكملة عدد للمنتخبات المشاركة في البطولات الآسيوية ، وحتى العربية ، إذ سعى القائمون على اتحاد الكرة الى إبعاد النجوم من أجل بقائهم في (السلطة) الكروية الحاكمة مدة أطول.
درجال وراضي وفرطوس ومحمود
نجوم الكرة في جميع أنحاء العالم عندما يعتزلون اللعب، فإنهم بلا شك يتسلمون مناصب مرموقة في (كابينة) اتحادهم الكروي إكراما لما قدموه لبلدهم في البطولات الخارجية التي تألقوا فيها، والدليل أن أغلب رؤساء الاتحادات العربية والآسيوية وحتى العالمية هم نجوم الرياضة ليس في كرة القدم فقط وإنما الأبطال في الألعاب المختلفة، ما عدا في العراق حيث يُركن الرياضي النجم جانباً، بل أنه يسرَّح من (خدمة) الرياضة دون السؤال عنه، فيبقى يبحث عن عمل لتكملة مشوار الحياة الصعب. عموماً، الكثير من نجومنا الكرويين يستحقون قيادة الكرة العراقية حالياً بعد فشلها في الاستحقاقات الخارجية، لكن القيادة الكروية المتسلمة زمام الأمور تأبى تقديم الاستقالة برغم المطالبات الجماهيرية الكبيرة.. فهنالك أسماء تستحق الجلوس على عرش الكرة ويمكنها أن تعيد أمجادها أمثال النجم الكروي وكابتن المنتخب الوطني عدنان درجال والحارس فتاح نصيف والخبير الكروي مجبل فرطوس، والنجم الطائر أحمد راضي والسفّاح يونس محمود والمايسترو نشأت أكرم.. هذه الأسماء الرنانة باستطاعتها إنقاذ الكرة العراقية والعودة بها الى الأمجاد.
لابد من الغربلة
يقول المدرب السابق لأحد منتخباتنا الوطنية لكرة القدم سالم عباس: الكرة العراقية، واتحاد الكرة بالدرجة الأساس، لابد من أن تحصل له (غربلة)، ويضيف: لقد ساهم الاتحاد الكروي الحالي مساهمة فعالة في تردي حال الكرة العراقية، بل وصل بها الى منحدرات خطيرة ربما تودي بها الى الهاوية، يومها لن ينفع دواء، وانما سنظل نعيش على أمجاد المرحوم عمو بابا والمرحوم عبد كاظم. فقد تبين بما لايقبل الشك أن (الجماعة) في اتحاد الكرة متمسكون بالمناصب حتى لو خسر منتخبنا مع المالديف أو باكستان وهما من أضعف منتخبات العالم! أعتقد أنهم سيتحكمون بالسلطة الكروية الى نهاية كأس العالم المقبلة، ولن تكون هناك بوارق لحجب الثقة لأن الهيئة العامة للاتحاد (تبصم) على بقائه دهراً كاملاً!! وهو ما خطط له أصحاب (الصاية والصرماية) ولاسيما أن أحد الأعضاء صرح أكثر من مرة بأنهم جالسون على دفة الحكم الكروي مهما حصل. وأشار المدرب عباس الى الحيف والخطة (الخمسية) التي لجأ اليها أهل الاتحاد في إبعاد النجوم وكانت كفيلة ببقائهم مدة أطول، فكثيرون يسألون: ما الذي ينقص الكرة العراقية في ظل الوضع الكروي المتأزم، هل تنقصها القيادات؟ .. وأعتقد نعم، أن القيادة هي التي تنقص كرتنا التي تعيش في دوامة ربما لن تفيق منها إلا بالتعاون الجاد من قبل المحبين والذين ليست لديهم أية مصلحة شخصية وإبعاد غير المهنيين من القيادة الحالية لأن بقاءهم خراب ودمار شامل للكرة العراقية.
رقم تكميلي للبطولات!
اللاعب الدولي السابق حسين كاظم تحدث إلينا بحرقة: لقد أكدت المواسم الكروية السابقة واللاحقة فشل عمل اتحاد الكرة العراقي في عمله، بل لقد سعى الى إبعاد نجوم الكرة السابقين أمثال مجبل فرطوس وأحمد راضي وعدنان درجال ويونس ونشأت ونجوم آخرين من الدخول الى كابينة الإدارة الكروية، فالتجارب الماضية أكدت أن عمل الاتحاد يقتصر على التمتع بالسفر مع الوفود المشاركة الى البطولات المختلفة وعقد البروتوكولات التي لا تنفع! بحيث أصبح عضو الاتحاد الجديد (ماجلان زمانه) بعد أن كان يحلم بالوصول الى حدود طريبيل! والأمثلة على هذه الحالة كثيرة، إذ ينشغل الاتحاديون بتقاسم الإيفادات حسب الضوابط، متناسين أن كرتنا تتقهقر الى الوراء. فعلى سبيل المثال لا نعرف متى يبدأ الدوري الكروي العراقي ومتى ينتهي! والسبب في طول الدوري العراقي يعود الى الحكمة والدراية والتخطيط والبناء (الأعوج)! الذي سار عليه خبراء الاتحاد العراقي.
عموماً، فإن ما يجري للكرة العراقية حالياً شيء مؤسف ونحن نرى المنتخبات الوطنية تتأرجح في البطولات وتخرج خالية الوفاض بعد أن كانت تتصدر البطولات العربية والآسيوية، وأصبحنا اليوم مجرد رقم يضاف والدليل على ذلك خروجنا المذل من كل البطولات التي كنا نتسيدها في زمن مضى وعلى أيدي منتخبات كانت تحلم بالفوز على الفريق العراقي!
ولا يسعنا إلا أن نتساءل: ماذا ينقص كرتنا بوجود عباقرة!! الكرة في اتحاد همّه الأول والأخير هو البقاء في السلطة الكروية!!