اكناسيو لوساردي لـ”الشبكة”:موسيقى الفلامنكو عراقية الجذور!

983

أحمد المختار/

من أوائل عازفي الفلامنكو جيتار في الارجنتين واسبانيا، مؤلف موسيقي وقائد كورال، ومهندس صوت من الطراز الأول، عمل أستاذا في جامعة بيونس آيرس العاصمة الارجنتينية، اشترك في أكثر من 02مهرجانا دوليا، وقدم العديد من الأمسيات على مسارح أميركا اللاتينية وأوروبا، وحصل على جائزة أفضل عازف جيتار لعام 2102 من اسبانيا.

اصدر ثلاث أسطوانات وانتج أكثر من 06 منها للعديد من الموسيقيين، يعمل حاليا مدير “استوديوهات لوس انجلس” في العاصمة البريطانية لندن، زار العراق مؤخرا بدعوة من مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية وكان لنا معه هذا الحوار:

*ماذا عن موسيقى الفلامنكو.. تاريخها وطبيعتها؟

– هو نوع من أنواع الموسيقى الاسبانية، وهو غناء الفلاحين ثم أصبح غناء الرحل والغجر، وجد حوالي نهاية القرن السابع عشر في جنوب اسبانيا الأندلس، هنالك جذور عربية للفلامنكو تظهر في طريقة الغناء من الحنجرة ومن خلال تشابه بعض الإيقاعات، موسيقى الفلامنكو معروفة كذلك في دول أميركا اللاتينية الناطقة بالاسبانية والمتأثرة بالثقافة الاسبانية مثل الارجنتين. يعتمد الفلامنكو على الرقص والتصفيق الجماعي أو الفردي بالأيدي لضبط الإيقاع. المقامات المستخدمة فيه بعضها يشبه العربية مثل مقام الحجاز والحجاز كار ومقام الكرد.

*حدثنا عن البدايات ومحطاتها المهمة؟

– ولدت في حي شعبي في مدنية “روساريو” قرب العاصمة الارجنتينية “بيونس آيرس” وكانت اهتمامات الأطفال والشباب أما الموسيقى أو كرة القدم، حتى أن فريق أطفال الحي الذي لعبت معه كان من ضمنه اللاعب الارجنتيني العالمي المعروف ليونيل ميسي، حيث كنا نسكن بنفس الحي وكان يصغرني بخمس سنوات ولكن كان اهتمامي بالموسيقى أكبر من كرة القدم، فدخلت مدرسة الموسيقى وأنا في سن مبكرة ثم المعهد المتوسط للجيتار وموسيقى الفلامنكو، حتى انهيت دراستي العليا في الموسيقى في معهد خوان خوسيه كاسترو الموسيقي على يد الأستاذ والعازف الشهير روبرتو لوفي، ثم انتقلت للدراسة في اسبانيا معهد برشلونة للموسيقى كما درست هندسة الصوت والتسجيل وقيادة الكورال (المجاميع الغنائية).

* كم ساعة تتمرن يومياً لتصل الى هذا المستوى؟

– حسب مرحلة الدراسة، ففي دراسة البكلوريوس كنت أتدرب 3 ساعات وخلال درجة الماجستير ساعة ونصف أو ساعتين يومياً وذلك ما أستطيعه لأنني منشغل في الدراسة الآن أركز أكثر حيث وصل تمريني من 4 الى 5 ساعات يوميا.

*كيف تعرفت على الموسيقى العربية والعراقية؟

– من خلال أصول آلة الجيتار وموسيقى الفلامنو التي لها جذور عربية وعراقية وحين درست نظرية موسيقى الشعوب والتي كانت تتضمن التحليل وتاريخ الموسيقى. بعدها استمعت للكثير من عازفي آلة العود لقربها من آلة الجيتار من حيث التقنية، وتعرفت على المدارس التركية والمصرية والعراقية، وأحببت الأخيرة لأنها أكثر تطورا ومعاصرة، وتستخرج طاقة العود بشكل أفضل. لقد أحدثت في داخلي الكثير عاطفيا وحسيا، اما تقنيا فقد تأثرت بالزخارف والتفاصيل وأيضا معرفة سر التقاسيم، اعني حين استمع إلى تقاسيم آلة العود تتكون لدي حساسية عالية في استخدام الصمت والهدوء والأصوات القوية، شخصيا أرى أن الموسيقي الشرقي العميق عاطفي وحسي غير تقني أو عضلي في العزف إلا ما ندر فهذا جوهر الموسيقى العربية وهذا ما شدني اليها وبذلك فهي موسيقى خلابة.

*ماذا اكتشفت في العود؟

– عمقه التاريخي فهو أقدم آلة موسيقية ذات ذراع مستمر حتى الآن والتي بدأت منذ آلاف السنين، هذا ما ذكره عالم الآثار الموسيقية بروفسور رتشارد دمبرل. كما أن العود هو الأب الروحي لآلة الجيتار، خصوصا اذا عرفنا أن الأخير كان بلا دساتين وبأوتار مزدوجة حتى القرن السابع عشر، يعني شبيه بآلة العود ما عدا الصندوق الصوتي مسطح في الجيتار.

*ما انطباعاتك عن العراق وأنت تزور بغداد وبابل للمرة الأولى؟

– العراق معروف لدى الجميع بعمقه الحضاري، وبابل كانت أهم المدن التي علمت العالم الكثير، لذا فأن ثاني بلد ازوره في الشرق الأوسط هو العراق، ولم اتردد بقبول الدعوة الى مهرجان بابل من قبلكم برغم ما اسمعه في الاعلام عن الأوضاع الأمنية هنا، ولكنني كنت حذرا برغم التطمينات وحين وصلت مطار بغداد وجدت سلاسة وترحابا كبيرين والشاعر د.علي الشلاه رئيس المهرجان كان باستقبالي لكي يطمئنني، التشديد الأمني لم يفزعني بالعكس طمأنني أيضا.

* سمعتك تذكر لبعض ضيوف المهرجان أن بغداد أكثر أمنا من العاصمة الارجنتينية؟

– نعم اذا استثنينا السيارات المفخخة التي أصبحت قليلة في العراق فأن عمليات الخطف والاغتيالات والسرقة تحدث باستمرار في العاصمة بيونس آيرس لأن الارجنتين خاصة ودول اميركا اللاتينية عامة مبتلية بعصابات المخدرات التي هي مافيات عالمية لا يمكن السيطرة عليها، بل كلما حدث بعض التطور في الوضع الأمني تأتي المافيات الامريكية وتعيده الى ما كان عليه لكي ينتعش سوق المخدرات، وطبعا تلك المافيات تتحكم بمرشحي الانتخابات وتدعم احزاب ووزراء وتقصي من يحارب الفساد وسوق المخدرات وبطرق متعددة وعن طريق التفجير المستهدف أحيانا وليس العشوائي.

*ما مشاريعك المستقبلية؟

أحب زيارة العراق مرة أخرى. وسأستمر بتقديم الأمسيات الموسيقية إلى أبعد الحدود لأن الموسيقى هي الحياة وأتمنى للعراق الأمن والأمان سريعا.