الإعلامية والممثلة مروة المظفر: للجمهور حق الحكم على أعمالي في رمضان

255

حوار : محسن إبراهيم/
في بيئة تنطق اللغة العربية الصحيحة، وتمارس طقوس القراءة والاستماع الى نجوم الطرب العربي والعراقي، نشأت مروة المظفر. ومنذ صباها رافقت مايكرفون الإذاعة بتوجيه من والدها الإعلامي أحمد المظفر، لتتقن اللغة الإعلامية وتتجه بعد ذلك الى التلفزيون كمقدمة للبرامج. لكنها، بعد أن أقنعها أحد الأصدقاء اتجهت الى عالم التمثيل.
وكانت أولى مشاركاتها مع الفنان قاسم الملاك. وهي الآن تواصل العمل في أكثر من مسلسل رمضاني.. “مجلة الشبكة” التقت مروة المظفر، وكان لنا معها هذا الحوار:
فتح الأبواب
*أيتهما تفتح الأبواب للمثل.. الموهبة أم الأكاديمية؟
ــ الموهبة -في رأيي- هي الأساس، فيما الدراسة الأكاديمية تصقل الموهبة. لكني أستغرب عندما يعترض الجمهور، أو حتى الممثلون، على مشاركة الإعلامي في التمثيل، مع أننا درسنا التمثيل في كلية الإعلام وكانت بحوث التخرج مشاهد تمثيلية، ويتناسى بعضهم أن أهم الفنانين في الوطن العربي كانت دراستهم بعيدة كل البعد عن الفن، أمثال الزعيم عادل إمام الذي هو خريج كلية الزراعة، وكذلك النجم محمود عبد العزيز، أما الفنان الكبير يحيى الفخراني فهو خريج كلية الطب.. وغيرهم كثير.
*البيئة والطفولة والعائلة، كلها لها تأثير خاص على حياة الإنسان.. كيف كان تأثيرها عليك؟
-لا شك في أن عامل الوراثة لعب دوراً في هذا الموضوع، بالإضافة إلى النشأة، فعندما تنشأ في بيت يعلمك نطق اللغة العربية بشكل صحيح، والقراءة والاستماع ومشاهدة عمالقة الطرب والتمثيل في العراق والوطن العربي، فإنك حتماً سوف تتأثر بشكل كبير.
*ما الملامح الأولى التي أيقظت فيك روح الفن؟
-الحقيقة أني منذ الصغر كنت أعشق -ومازلت- سعاد حسني وأسمهان وشادية وعبد الحليم وفريد الأطرش وأم كلثوم وصباح وفيروز ونور الهدى وغيرهم، وكل ذلك بفضل والدي ووالدتي، إلى درجة أنني عندما كان يسألني أحدهم وأنا طفلة “أنتِ منين؟” أرد “أنا بصراوية مصرية”، إلى أن كبرت وفهمت، وبدأ والدي يسمعني الطرب العراقي لأتعرف على تراثنا الغنائي، كل تلك الأمور أيقظت في داخلي شيئاً ما.
ردة فعل الجمهور
*يقال إن الإذاعة هي مصنع المواهب.. ما رأيك؟
-الإذاعة هي البداية والمنطلق نحو الوصول إلى كلمة إعلامي حقيقي متمكن من أدواته، هذا ما قاله لي والدي الإعلامي أحمد المظفر: “لن تدخلي هذا المجال إلا من خلال الإذاعة أولاً.” وكان صارماً في هذا الموضوع. وافقت على مضض، فأنا حينذاك كنت صغيرة في سن ١٨ عاماً، وكنت أريد أن أبدأ بالتلفزيون ليعرفني الناس بسرعة، لكني بعد فترة قصيرة وجدتُ نفسي أميل إلى الإذاعة أكثر من التلفزيون.
*التمثيل هو تعايش وتجسيد شخصية أخرى غير شخصيتك.. كيف لك أن تتعاملي مع هذا الأمر؟
– هذا هو التمثيل، أن تجسد شخصية في أغلب الأحيان تكون بعيدة كل البعد عن شخصيتك، هنا تظهر الموهبة، وخلال تجربتي الجديدة في التمثيل سأرى ردة فعل الجمهور قريباً بعد عرض الأعمال في رمضان، إنْ كان سيقتنع بأدائي أم لا.
*شاركت مؤخراً في عمل عراقي مصري مشترك، هل تعتقدين أن الأعمال المشتركة ممكن أن تكون بوابة لشهرة الفنان العراقي؟
-هذا أمر مؤكد، فأبواب الشهرة العربية ستُفتح أمام الممثل العراقي بهذه الشراكة الفنية، إذ لابد من المشاركة في مثل هذه الأعمال لتتسع رقعة المشاهدة لفنانينا الذين غيبوا عن الشاشة العربية لسنين مضت.
شركات الإنتاج
*هل نفتقر في العراق إلى صناعة النجم؟
ــ لنكن واقعيين، العراق يختلف عن مصر على سبيل المثال، التي تجازف شركات الإنتاج فيها مع اسم غير معروف لكنه موهوب لتصنع منه نجماً، أما هنا في التمثيل وفي الإعلام فنحن نفتقر إلى شركات إنتاج تسهم في صناعة النجم، فصناعة النجوم هنا شبه مفقودة، لذا نجد بعض شركات الإنتاج تبحث عن اسم معروف في السوشيال ميديا وله مشاهدات، أو تبحث عن اسم له خبرة ورصيد كافٍ من الأعمال الفنية، ونادراً ما نجد فرصاً للشباب.
*في ما مضى كان الرجل هو الأكثر سيطرة على البرامج الحوارية.. هل أصبحت المرأة الصحفية الآن فاعلة أكثر؟
-كما قلت (في ما مضى)، ربما كان تقبل المرأة في تقديم برنامج حواري سياسي يواجه بعض الرفض، لأن بعضهم يعتقد أن المرأة لا تستطيع إدارة مثل هذه الحوارات، لكن الآن اتضح العكس، إذ إن المرأة أثبتت حضورها، ولنا أسماء شابة رائعة في إدارة البرامج الحوارية، مثل مقدمة البرامج منى سامي.
*بين تقديم البرامج والتمثيل.. لمن تميل الكفة؟
-أحب الاثنين معاً، وحالياً لدي شوق كبير لقراءة نشرات الأخبار، لكن وجودي في التمثيل الآن ربما سيجعل القنوات ترفض ظهوري كمذيعة للأخبار.
لن أتخلى عن عملي الإعلامي
*هل ستكتفين بالدراما التلفزيونية مستقبلاً؟
-لا طبعاً، لكني من أجل الإعلام ضيعت فرص تمثيل كبيرة، وندمتُ عليها، كنتُ أريد أن يعرفني الجميع كإعلامية أولاً، وبعد عشرين سنة إعلام، ليسمح لي الإعلام بأن أخوض تجربة التمثيل قليلاً، ولي عودة له حتماً، وكل الشكر للصديق والأخ الكاتب المبدع فاضل عباس الذي استمر، أعتقد لخمس سنوات، في أن يقنعني بخوض تجربة التمثيل، ويبدو أنه نجح أخيراً.
*كانت لديك مساهمة فاعلة في المشاريع الإنسانية.. ولاسيما في برنامج (الملكة).. هل توقف هذا المشروع أم أن هناك تطوراً جديداً؟
-توقف لأسباب مالية، وأنا أرفض المساعدة، أو أن أكون ضمن منظمة معينة، كنت أتمنى الفوز لأحقق حلمي ببناء دار للأيتام، أما أعمالي الإنسانية الخاصة بكل الكائنات، سواء البشر أو الحيوان، فإنها قائمة على حسب قدرتي واستطاعتي.