الشباب يحتكرون البطولة في مسلسل ناي

44

محسن العكيلي – تصوير / علي الغرباوي/
دراما شبابية تقدمها قناة العراقية في السباق الدرامي الرمضاني، تجسد أدوارها مجموعة من طلبة كلية الفنون الجميلة في تجربة فريدة تحاكي واقع الشباب الجامعي وما يتعرض له من مشكلات داخل هذا الوسط، توجه رسائل الى الشباب مفادها أنهم إخوة في وطن واحد، بغض النظر عن الدين والمذهب والقومية.
ميدان المنافسة
(ملاك عبد علي)، مخرج العمل، تحدث لـ “مجلة الشبكة” قائلاً: “مبادرة شبكة الإعلام جاءت بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لإعادة الأعمال الدرامية من قناة العراقية، بعد توقف دام لأكثر من 13 عاماً، فقد عادت الشبكة الى ميدان المنافسة مع القنوات الأهلية، وهذا شيء مفرح أن يعود الإنتاج في أكثر من تسعة أعمال تنوعت في محتواها القصصي والدرامي. أما فيما يخص مسلسل (ناي) الذي هو من تأليف الكاتب أحمد هاتف، فأعتقد أنه المسلسل الوحيد من بين الأعمال الحالية الذي يعتمد الشباب في صورة كبيرة، إذ توزع أكثر من 18 ممثلاً شاباً لتجسيد أدوار العمل، وهم من طلاب كلية الفنون الجميلة. قصة العمل تتحدث عن مجموعة من طلاب الكلية قسم المسرح، يتبارون في مسرحيتين للمشاركة في مهرجان العراق الدولي للمسرح، وتتخلل أحداث المسلسل قصص حب، كما أنه يتناول أيضاً مسألة الطوائف والمذاهب الدينية بطريقة رصينة، إيماناً منا بأن ننقل صورة محترمة عن الجامعات العراقية، عكس ما كان يشاع في أعمال سابقة.
العمل يتكون من عشرين حلقة تلفزيونية بتنفيذ كادر متمكن من الفنيين. وما يحسب لتلك المبادرة أيضاً هي عودة بعض من الفنانين الرواد الى الشاشة، إذ يشارك معي في هذا العمل الفنان خليل إبراهيم والفنان أحمد شكري والفنانة عهود إبراهيم، فضلا عن عودة كثير من الفنيين من مصورين وفنيي صوت وكوادر أخرى.”
ممثلون شباب
الفنانة (سوزان الصالحي) قالت: “أجسد دور (ناي)، وهي صديقة الكل، إذ تقدم النصح للجميع، وتلك الشخصية تحاول أن توصل رسالة معينة الى الجميع. اليوم يسعى كل الكوادر في الإخراج والكتابة والتصوير لتقديم شيء جيد، وحين تقدم مثل هذه المبادرة، فبالتأكيد سيكون هناك حافز لتقديم الأفضل. كذلك هناك رسائل محددة ستصل الى الجمهور من خلال أحداث المسلسل. في هذا العمل كانت الأغلبية للشباب، وهذا الأمر أيضاً سيخلق منافسة بين الممثلين، كما أن وجود الممثلين الكبار سيكون حافزاً لتقديم الأفضل، ولاسيما المشورة لكونهم يمتلكون تاريخاً كبيراً في الدراما.”
أما الفنان (أحمد البياتي) فقال: “أجسد دور (مخلد)، وهو شخصية مركبة تمتلك متناقضات كثيرة، منها طيبة القلب و(الخباثة)، فهو سند لأصدقائه، لكنه في ذات الوقت يحاول أن يزرع الفتنة بينهم. يعيش قصة حب مع فتاة في نفس الكلية، ويتخلل تلك العلاقة كثير من المشكلات. أعتقد أن الجمهور سيتابع هذا العمل بشغف لكونه مسلسلاً شبابياً يتحدث عن مشكلات الشباب وما يواجههم في الحياة الجامعية.”
من جانبها، أضافت الفنانة (سجى أحمد): “لأول مرة أجسد شخصية نادرا ما نشاهدها في الدراما العراقية، وهي شخصية بنت مسيحية ترتبط بعلاقة حب مع شخص مسلم، وهذا الأمر موجود في الواقع، لكن المشكلة تكمن في عدم وجود الحلول. تطرقنا في هذا المسلسل كيف لفتاة مسيحية أن تتزوج شاباً مسلماً. التجربة كانت جميلة جداً، وأتمنى التوفيق لجميع الشباب المشاركين في العمل، وسعيدة جدا بعودة الدراما في شبكة الإعلام العراقي وأبارك لهم هذا الإنجاز.”
عودة قوية
منتج العمل (عمر العبدلي) تحدث قائلاً: “اشتغلت شركتنا أوائل الأعمال لحساب شبكة الإعلام العراقي في العام 2005 من خلال عمل (بيوت أهلنا)، لكننا انقطعنا كل هذه الفترة بسبب الأحداث التي ألمت بالعراق، وها قد عدنا الآن بعد إطلاق مبادرة شبكة الإعلام العراقي بإنتاج اكثر من تسعة أعمال، ونتمنى أن تكون عودة محمودة وأن نتواصل في إنتاج الأعمال الدرامية، وأعتقد أن تلك العودة القوية للدراما من خلال الشبكة سترفع سقف المنافسة في الوسط الدرامي العراقي بعد أن كانت حكراً على القنوات الأهلية. اليوم دخلت قناة العراقية، التي نعتبرها القناة الأم سباق المنافسة بقوة بهذا الكم من الأعمال التي تعد كبيرة بكتابها ومخرجيها وممثليها.”
(فاضل وتوت)، المدير الفني للعمل، شاركنا الحوار: “تدور أحداث المسلسل في كلية الفنون الجميلة حول فريقين يدخلان المنافسة في مجال العروض المسرحية، ما يجعلهما يتنافسان في أحداث تتخللها علاقات إنسانية، فضلاً عن بعض الأحداث المثيرة. أعتقد أن المسلسل مغاير لما سيطرح على الشاشة، وأنه سيكون نقلة مغايرة في الدراما، وسوف يدخل المنافسة مع معظم القنوات، وهذا الدعم المقدم للدراما أعتقد أنه سيكون المبادرة الأولى لعودة الدراما العراقية الى المنافسة مع الدراما العربية.”