نور الجواهري: العراقية تبث الحياة في روح الدراما

60

محسن إبراهيم – تصوير / علي الغرباوي/
مقدمة برامج وعارضة أزياء وناشطة مدنية، الصدفة كانت حاضرة في دخولها الوسط الفني، تؤمن بأن عالم التمثيل لايختلف عن غيره من العوالم، وأن عليها أن تتسلح بكل ما يجعلها مميزة في هذا العالم.
ظهورها الأول كان في مسلسل (تاتو) لتتوالى بعدها الأعمال، في رمضان تستعد لتقديم مسلسل (أقوى من الحب) على قناة العراقية، إنها الفنانة نور الجواهري، التي التقتها مجلة “الشبكة العراقية” فكان معها هذا الحوار…
*لنتحدث أولاً عن دورك في مسلسل (أقوى من الحب) من على شاشة العراقية..
-أجسد في هذا المسلسل شخصية (نور)، وهي فتاة تعمل في مجال التصميم، يصادفها كثير من المصاعب، لكنها من خلال إصرارها وذكائها تتدارك الأمور. المسلسل تجربة اجتماعية مهمة، وهي فرصة طيبة أتاحتها لنا شبكة الإعلام العراقي للوقوف أمام هذه الأسماء الكبيرة التي تشارك في هذا العمل، فضلاً عن عودة الدراما من خلال الشبكة، التي تعد بمثابة نهضة درامية ستعيد للدراما العراقية رونقها.
*من الذي شجعك على الخوض في مجال التمثيل؟
-أنا في الأساس مقدمة برامج وناشطة مدنية وعارضة أزياء، دخلت مجال التمثيل بدعم من أحد الزملاء الذي شجعني على خوض تلك التجربة، وتجربتي الأولى كانت ظهوري في كليب (كمت أكرهك) للفنان مصطفى الربيعي كتجربة اجتماعية ورسالة هادفه، كانت تجربة ناجحة جداً ومميزة، ومن ثم جسدت أحد الأدوار في مسلسل (تاتو)، والجمهور أحبني منذ أول ظهور لي في التمثيل.
*لابد أن ولوج هذا العالم قد يكون مصحوباً بالمصاعب..
-عالم التمثيل كغيره من العوالم، إن كانت رياضية أو اجتماعية، يتخلله بعض الناقدين والمتنمرين وأصحاب (البيجات)، والمنافسة غير الشريفة واردة في كل الأوساط، ومنها الوسط الفني، لكن لكل مجتهد نصيب، ومن يسعى لتحقيق هدف ما يجيّر كل شيء لصالحه ولا يلتفت الى ما يقال، ويذلل المصاعب في سبيل أن يصل الى مبتغاه.
*بين الهواية والموهبة.. أين تجدين نفسك في التمثيل؟
-لكل إنسان سقف طموح معين، وعليه ألا يقف عند حدود الموهبة فقط، نعم ربما تكون الموهبة أساس كل شيء، لكن على الممثل أن يصقل تلك الموهبة بالدراسة والممارسة، ويبقى التمثيل موهبة لمن يمتلكها وهواية للهاوي، في كل الأحوال إذا أحبيت مهنتك ستبدع حتماً فيها.
طموح بلا حدود
*إن كتب النجاح لهذا المسلسل، هل هناك شروط أو معايير ستكون معياراً لقبول أعمالك المقبلة؟
-بالتأكيد أن هناك شروطاً ومعايير يضعها الفنان في مشواره الفني، فهناك من يعتمد على الكم ومن ثم تبدأ دراسة ما يقدم له من أدوار، وهناك من يعتمد على النوع منذ بداية المشوار، وكل شيء يعتمد على مدى تقبل الجمهور لما تقدمه. أنا بالنسبة لي أختار أدواري بعناية برغم قصر عمري الفني. بالمناسبة فإن مبدأ دور البطولة أعتقد أنه أصبح غير مهم، إذ إن هناك أدواراً مساندة للبطل، لكنها تحقق الشهرة أكثر.
*كيف تصفين شعورك بالوقوف أمام ممثلين كبار؟
-بالتأكيد أنها تجربة مهمة جداً، وإضافة كبيرة لأي فنان شاب حين يقف أمام هذه الأسماء الكبيرة ويستسقي منها الخبرة في كل شيء، إن كان في مجال التمثيل أو في كيفية التعامل مع الاخرين. هؤلاء النجوم كانوا خير معين وقدموا كل ما يملكون من خبرة لنا.
*وسط مكتظ بكم هائل من الممثلات.. هل تعتبرين وجودك تحدياً؟
-نعم، هو تحدٍّ، ولكل ممثلة ما يميزها عن الأخرى، ولمن تبرز نفسها وتصقل شخصيتها بطريقتها، الامر أشبه بالبستان الذي يحوي العديد من الأزهار التي تزيد جمالية المنظر، ولكل زهرة لون وشكل ورائحة مميزة.
*الى أي مدى ممكن أن تتسع أحلامك بالنسبة للتمثيل؟
-ليس هناك سقف وطموح محددان، فربما يتسع الطموح باتساع الأفق، أنا طموحة جداً ولا أؤمن بالأحلام، إنما بالتخطيط والتحضير الجيد لكل شيء، ومن ثم التنفيذ. كما قلت سابقاً فإن أدوار البطولة هي ليست مبتغاي وإنما هدفي الأكبر هو كيف أترك بصمة في ذاكرة ووجدان الجمهور.
*في رأيك.. ماهو مفتاح النجاح الذي يضمن استمرارية الفنان؟
-على كل فنان أن يركز على أشياء عدة، لأن الطريق طويل وشاق، أقصد طريق الفن، وهناك مطبات ربما ستصادف الفنان، لذا فإن عليه أن يتسلح بالثقافة والتنوع والتجدد والتدريب المستمر كي يضمن استمراريته في الوسط الفني.
القوة والصبر
*هل واجهتك تحديات؟ وكيف تغلبت عليها؟
-التحديات التي واجهتها كثيرة ومتنوعة، منها في مجال العمل ومنها في الحياة الاجتماعية، ومع أن لكل إنسان طاقة محدودة في تحمل المصاعب والتحديات، لكن عليه أن يمرن النفس على عدم استنزاف تلك الطاقة، وأن يتغلب على التحديات بالصبر والقوة.
*هل تعتقدين أن التميز غير قابل للاحتكار؟
-نعم، التميز غير قابل للاحتكار، فهناك أسماء مهمة وكبيرة لم تكن مختصة علمياً، أي أنها لم تحصل على شهادة أكاديمية، وأشهر الإعلاميين والمبدعين على مستوى العالم لم يكونوا من ذوي الشهادات الجامعية، لكن الإبداع والتميز وحب المهنة رسخ جذورهم في عالم الإعلام.
*لو تركت لك حرية اختيار تقديم برنامج فماذا ستقدمين؟
-بالتأكيد البرامج الميدانية والإنسانية، لكن تبقى البرامج السياسية هي طموحي الأكبر.
*كيف توازنين بين حياتك الشخصية وأعمالك الفنية والإعلامية؟
-لكل من حياتي المهنية وحياتي الشخصية وقت معين وجدول منتظم، أحاول فيهما أن أوازن بين جميع التزاماتي.