المخرج والممثل المسرحي علاء قحطان: المسرح أنقذني من محن كثيرة في حياتي !

1٬177

آية منصور/

غالباً ما ترتبط أسماء مبدعينا بآبائهم، ولم يكن يوماً -هذا الشيء- مراً. لكن ما أن يخطو أحدهم جميع خطواته ويصل، حتى نعرف أنه ابن الممثل قحطان زغير فنبدو لوهلة مندهشين! لم نعرف ذلك من قبل، حسنا..

انه علاء قحطان، الممثل والمخرج المسرحي الذي درس الإخراج المسرحي في معهد الفنون الجميلة / بغداد، ليكمل بعدها دراسة الإخراج في كلية الفنون الجميلة بغداد ويحصل على شهادة البكالوريوس في فلسفة الإخراج المسرحي من جامعة بغداد ثم على ماجستير في فلسفة الإخراج المسرحي.

قتل الألم

يعتبر قحطان المسرح طريقاً للخروج من الألم، لولاه لما استطاع أن يثبت للأيام، والقدرة على السير وإكمال الطريق.
-لقد أنقذني المسرح من جميع الآلام والمحن التي مرت بحياتي، كان وما زال هو الطريق الأجمل للخروج من التفكير المرهق والرتابة اليومية، المسرح جعلني احترم نفسي قبل كل شيء، وهو الذي جعلني أنضج.

طريق واحد

وحينما أردت معرفة ما اذا كان قد اختار طريق التمثيل المسرحي هو أم أن المسرح هو الذي اختار علاء ليصبح منه واليه أجابني:
– أنا مخرج قبل أن أكون ممثلاً، دائماً أتمنى أن يناديني الجميع بـ”علاء المخرج” وبعدها “الممثل” لأن مشروعي الرئيس ودراستي في المعهد والكلية والماجستير جميعها كانت ضمن دائرة الإخراج، لأن الإخراج هو مشروع حياتي الذي اخترته قبل أن أختار شيئاً آخر، انه عالم صعب ومعقد ويحتاج الى المخيلة الهائلة والفكر والتنظيم، وأنا أحب جميع هذه الصعوبات!

عن الماضي ويومه الجديد

ويؤكد كذلك، أن الذاكرة التي يحملها عن المسرح “ذهبية”، حسب قوله، وأكثر بقاءاً.

-الذاكرة التي في رأسي ذاكرة مهولة، وهي التي تجعلني قادراً على التواصل الدائم مع الآخرين: في ذاكرتي المعلم حامد خضر، في ذاكرتي الراحل فاضل خليل، الكبير سامي عبد الحميد، صلاح القصب وجعفر السعدي وبدري حسون فريد.
في ذاكرتي منجزات كبيرة تمت بنجاح وفي ذاكرتي مقترحات لمشاريع مستقبلية لسنين طوال تنتظرني.
أردت سؤاله سؤالاً، ثم صمّت، وسألته سؤالاً آخر هو:

-هل جعلك المسرح تبكي يوماً؟ ليجيبني:

-نعم، جعلني أبكي لكنه بُكَاء الفرح، بكاء السعادة، بكاء الفرح لنجاح الآخرين من أصدقائي، لم يعطني المسرح دموعاً غير صالحة، وهبني بكاءً سعيداً وممتلئاً بالحياة، انا سعيد بدموعي من أجل المسرح.

وفي الحديث عن أقرب الأعمال المسرحية الى روح علاء، أقربها حد الوجع، أجابني بطريقة المعتز المفتخر بأن المسرح يجعلك سيد نفسك، العمل الأقرب الي روحي هو عرض مسرحيتي “باسبورت”، هذا العرض الذي يعني لي الكثير لأسباب كبيرة، أجده من أهم ما صنعت
لأنه كان نتاج سنه كاملة من التمارين، وشارك تقريباً في أكثر من أحد عشر مهرجاناً، ايضا حصد أكثر من خمس جوائز مهمه داخل وخارج العراق، ولذا فهي من أهم وأعز وأقرب تجاربي.

المسرح الذي جعل علاء قحطان، كما يقول، –شخصاً آخر- ولأسباب عديدة، منها عرض مسرحي تونسي شاهده قبل سنين جعله –حسب قوله- يعيد النظر في كل شيء:

-حين شاهدت المسرح الحديث وتقنياته الحديثه رحت أفكر بمنطقة أخرى، وفعلا تغيرتُ فكرياً واخراجياً وتمثيلياً، كلما شاهدت عملاً مسرحياً غير محلي، ستتفتح عيون عقلك للكثير من الأفكار التي يمكن مطابقتها بواقع عراقي هش لكثرة الضربات.

أخيراً أردت معرفة ماذا سيختار مخرجنا المسرحي، لو لم يكن “مسرحياً”، ليجيب سريعاً:

-عازف كمان او مؤلفاً موسيقياً.