الملحن محمد هادي لهذه الأسباب لم أكمل مشواري الغنائي

437

حوار: أحمد سميسم

بدأ مطرباً من خلال الفرقة النغمية العراقية، لكنه سرعان ما دخل عالم الموسيقى واللحن من أوسع أبوابه ليترك بصمة مميزة في هذا العالم الجميل، لحن للعديد من المطربين العراقيين من جيلي الرواد والشباب، كما رشح ليكون عضواً في إحدى لجان التحكيم الموسيقية في عدد من البرامج التلفزيونية كبرنامجي (عراق ستار) و(مثلث النجوم)، الملحن محمد هادي كان معنا في هذا الحوار…

* متى بدأت التلحين؟
– بدأت التلحين عام 1991 عندما كان يقدم برنامج اسمه (أصوات شابة) في ذلك الوقت، وكان من إعداد وتقديم الملحن (فاروق هلال)، الذي اقترح أن ألحن أغنية للمطرب الشاب (كريم عباس) في وقتها، فكانت أول أغنية في هذا البرنامج من ألحاني اسمها (بعدك وينك وين)، التي بثت من خلال برنامج (أصوات شابة) وأحدثت صدى كبيراً، وأداها الكثير من المطربين أمثال الفنان علي محمود العيساوي، ومحمد عبد الجبار، وفرقة إلف ليلة وليلة، ولاقت نجاحاً كبيراً في حينها.
* في بداياتك كنت مطرباً.. فكيف اتجهت بوصلتك نحو التلحين؟
– نعم، هذا صحيح، في بداياتي كنت عضواً في (الفرقة النغمية المركزية) عام 1985، وكنتُ منشداً في هذه الفرقة، لكن لم أجد نفسي مطرباً، ولا حتى منشداً، بل وجدت نفسي ملحناً.. وأنا أحب التلحين أكثر من الغناء علماً بأني أجيد الغناء بطريقة صحيحة، وحاولت أن أتخصص في مجال واحد هو (اللحن)، وحاولت أيضاً أن أترك بصمة في هذا العالم من خلال موهبتي في هذا المجال، إضافة إلى دراستي في (قسم الموسيقى) التي شجعتني في أن أكون ملحناً، لذا لم أكمل مشواري في الغناء.
* كيف تنظر الآن إلى مستوى اللحن في الأغنية العراقية؟
– حتى لا نبخس حق الآخرين، أنا أؤمن بقضية أن لكل زمان رجالاً، نقطة التحول هذه التي جعلت الشباب من المطربين يبدأون بمرحلة جديدة من الأغنية العراقية، وهذا ليس ذنبهم، فالأغنية العراقية الآن نتيجة الظروف التي مر بها البلد واجهت سباتاً، هذا السبات (اشتغل) عليه الأذكياء من الملحنين، فظهرت الأغنية العراقية وفيها نقطة تحول، ليست بتأثير من الملحنين، فأصبحت الأغنية عبارة عن إيقاع واحد (ثيمة لحنية واحدة)، وبكل صراحة فإن الأغنية العراقية الآن مصابة بتشابه الألحان، بمعنى أنه عندما يستمع المتذوق العراقي إلى الأغاني -ولاسيما الحديثة منها- فإنه لا يفرق بين الأغنية (س) والأغنية (ص)، وذلك بسبب تشابه اللحن والإيقاع الواحد، وأيضاً بسبب غياب الرقابة على ما يبث يومياً من أغانٍ على شاشات التلفزيون، وهنا يجب على الملحنين أن يجدوا ألواناً متعددة في مجال اللحن لكي نرتقي بالأغنية العراقية، وتجنب حدوث حالة من (الملل) عند الجمهور العراقي عندما يشاهدون هذه الأغاني بسبب اللحن الواحد أو الإيقاع الواحد.
منَ من الفنانين تحب أن تتعامل معه من خلال اللحن؟
– كثير من المطربين يمتلكون أصواتاً جميلة وجذابة، نذكر منهم المطرب الشاب فهد نوري، والفنان تيسير السفير، والفنان ماجد المهندس، والفنان محمد عبد الجبار، وأيضاً يوجد مطرب شاب اسمه (حيدر الحسناوي)، يمتلك صوتاً جميلاً جداً، علما بأنني لحنت لهؤلاء، عدا الفنان ماجد المهندس، الذي التقيت به في بيروت وكنا على وشك أن نتفق على لحن معين، لكن الوقت لم يكن كافياً بسبب انشغالي وانشغال ماجد ببعض الأعمال.
* من صاحب الفضل على محمد هادي في دخوله الوسط الفني؟
– كثيرون، فعندما كنت طالباً في معهد الفنون الجميلة كانت بداياتي مع الأستاذ الحاج معتز محمد صالح، الذي علمني العزف على آلة العود، وعندما يذكر اسم هذا الفنان فإني أقف أجلالاً له وإلى الملحنين الأستاذ طالب القره غولي والأستاذ محمد جواد أموري، في بداياتي كنت متأثراً تأثراً كبيراً بهاتين القامتين، لكن صاحب الفضل الأكبر من بين هؤلاء هو الملحن (فاروق هلال) الذي زجني للدخول في الوسط الفني وساندني منذ البداية.
* ما العمل الذي تعتبره الانطلاقة الأولى (لمحمد هادي) في مجال الفن؟
– هناك الكثير من الأعمال التي أعتز بها ومقربة إلى قلبي، مثل أغنية للفنان ياس خضر (المن أغني بعد)، من كلمات الشاعر ضياء الميالي، وأغنية (وين ألكه اليبيع عيونه إليه) وهي من كلمات عدنان هادي، وأيضاً أغنية للفنان عبد فلك (يارب سترك)، وأغنية للفنان باسم العلي (والله وكت العطش)، ويمكن القول إن أغنية (وكت العطش) للفنان رعد الناصري هي مقربة جداً لي ومن الأعمال التي اعتز بها.
* هل لحنت لمطربين عرب؟
– نعم، لحنت لمطربين عرب أذكر منهم المطرب السوري (محمود الطويل)، كما لحنت للمطربة السورية (نغم) ولمطربة لبنانية اسمها (نورة)، ولدي عمل أيضاً للمطربة اللبنانية نجوى سلطان.