بين نجاحات وإخفاقات..مطربــــــــــون طرقــــــــــــــوا بـــــــــــــاب التمثيــــــــــل..

157

محسن العكيلي/
يدفع الشغف بالفن بعض المطربين الذين يحققون النجومية للتوجه إلى التمثيل، إما رغبة منهم بتعزيز نجاحاتهم في الفن عن طريق خوض مغامرة نجح فيها غيرهم، أو ربما لكسب المزيد من المال.
هذه الظاهرة لم تستحدث من العدم، بل هي متلازمة فنية تكررت ولم تزل، فمنذ بدايات السينما العربية كان للمطربين حضور واضح ومؤثر في الكثير من الأفلام السينمائية، وهناك من النقاد من يوجه سهامه النقدية إلى تلك الظاهرة بسبب ضعف موهبة المطرب التمثيلية في بعض الأحيان، إلا أن هناك مطربين سجلوا نجاحاً ساحقاً ونجحوا في الجمع بين موهبتي الغناء والتمثيل.
وقد يرى بعضنا أن وجود المطربين على الساحة التمثيلية قد يكون مطلباً جماهيرياً من عشاقهم، وأحيانا أخرى يكون الدافع استثماريا يجد فيه المنتجون جذباً لجمهور ذلك المطرب لتحقيق مكاسب مادية. وعلى الرغم من سيل الانتقادات للمطربين الذين لا يمتلكون الموهبة في التمثيل، يبقى الباب مفتوحاً بمصراعيه أمام تلك التجربة.
في العراق طرحت تلك التجربة أكثر من مرة، وخاض غمارها بعض المطربين، منهم من لامس شيئاً من النجاح، ومنهم من فشل لسبب أو آخر.
السفير سعدون جابر
لعل أكثر المطربين العراقيين شغفاً بالتمثيل هو الفنان سعدون جابر، الذي أنتج ومثّل أكثر من عمل درامي، فضلاً عن تأسيسه (مسرح ودار أبو الطيب للفنون). أنتج جابر مسلسل (السفير) في العام 1996وجسد فيه شخصية المطرب ناظم الغزالي ورحلته في عالم الغناء، فضلاً عن حياته الشخصية والاجتماعية، العمل من تأليف ثامر مهدي وإخراج فلاح زكي وشارك جابراً عدد من الممثلين العراقيين منهم: حسن هادي، ووفاء حسين، وآسيا كمال، ويوسف العاني، وابتسام فريد. وغنى سعدون فيه أكثر من 18 مقاماً عراقياً، حتى أن بعضاً من منتقدي سعدون تأثروا كثيراً بما قدمه، ووصفوا هذا الأداء بأنه هو الغناء الحقيقي.
وفي العام 1998 أنتج سعدون مسلسل (مسعود العمارتلي)، وجسد هنا شخصية الفنان العمارتلي، تلك الشخصية المركبة بين الذكر والأنثى، المسلسل كان من إخراج كريم حمزة، لكن لم يكتب للعمل النجاح بسبب إخفاقه في إظهار شخصية العمارتلي الحقيقية.
عمل آخر لسعدون وهو (بدر شاكر السياب) الذي أثير حوله لغط كبير بعد أن رفعت عائلة السياب دعوى قضائية ضد سعدون جابر لأنه تناول شخصية السياب دون موافقة ورثته. جرى تصوير المسلسل ما بين دمشق وبيروت وبغداد والبصرة، وهو من تأليف سامي محمد وإخراج فارس طعمة التميمي.
تجربة وحيدة
بعد النجاح الذي حققه كاظم الساهر في مجال الغناء، وباتت شهرته الغنائية حديث الشارع العراقي، حينها كان لابد للمنتجين من أن يقدموا الساهر نجماً درامياً أيضاً، لذا جرت مفاتحة الكاتب صباح عطوان ليكتب مسلسل (المسافر)، وكلف المخرج فلاح زكي بعملية الإخراج. المسلسل كان عبارة عن فيديو كليبات متعددة للساهر، لكنه لم يقترب حينها من سقف طموح الممثل النجم. شارك الساهر في العمل الفنانون: سهير إياد، وآسيا كمال، وعبد الجبار كاظم.. ونحبة من نجوم الفن العراقي. تلك التجربة كانت الوحيدة للساهر، وربما لن تتكرر بعد أن تيقن الساهر أن الغناء هو مجاله الخصب.
الفنان رياض أحمد اشترك في بطولة مسلسل تلفزيوني بعنوان (الشمس في كفي) من تأليف عواطف نعيم ومن إخراج صبري الرماحي، وشاركه التمثيل: إيناس طالب، وهناء محمد، وريكاديوس يوسف، وهناء محمد. ولم يكتب النجاح لهذا المسلسل لأسباب عدة منها عدم قدرة رياض أحمد على الاندماج في عالم التمثيل.
حلم الرسام
الفنان حسام الرسام جرب حظه في مجال التمثيل من خلال بطولته لمسلسل تلفزيوني بعنوان (حلم وخيال)، وهو من تأليف وإخراج مهند أبو خمرة، وشارك الرسام بطولة العمل: الفنانة ملايين، ومحمود أبو العباس، وطه علوان. وعلى الرغم من أن الأغاني التي أداها الرسام في المسلسل كانت أغاني رومانسية، إلا أنها ابتعدت كثيراً عن جو المسلسل العام المليء بالصراعات والأكشن. أعتقد أن حسام الرسام سيفكر ألف مرة قبل أن يخوض تلك التجربة مرة أخرى.