حذفت أسماؤهم من روائع فيروز الغنائية هل يعيد زياد حقوق العاشور وفيلمون وهبي من الرحابنة؟

110

باسم عبد الحميد حمودي

قبل فترة قصيرة كتب الأستاذ زيد الحلي خاطرة في جريدة (الصباح) عن ضياع حقوق الملحن اللبناني الكبير فيلمون وهبي مع الرحابنة، الذين أنكروا حقوقه في تلحين الكثير من الأغاني الفيروزية والمقطوعات داخل أوبريتات فيروز الكثيرة.
كان المرحوم جورج إبراهيم الخوري، وسواه من نقاد الصحافة الفنية، يعرفون ذلك ويطالبون الرحابنة بحقوق وهبي، الفنان الكبير المهم، لكن المنتجين (منصور وعاصي وأولادهما) لم يذكروا جهد فيلمون ولا الرجل استطاع الحديث جهاراً عن حقوقه.
لم تكن خاطرة الأستاذ الحلي بعيدة عن مسموعاتي، وقد استحضرت، في خاطرة لي، ما قاله الأستاذ الحلي، وكتبت مؤكداً تجربة أخرى مع الرحابنة، إذ كان الأستاذ الشاعر شاكر العاشور قد كتب لفيروز أغنيتين باللهجة اللبنانية وأعطاهما في دفتر خاص مع قصائد عدة للرحابنة أثناء مكوثه سنتين في بيروت، وهما (أنا عندي حنين) و(من عز النوم بتسرقني)، وقد قدمت الأغنيتان في مسرحية (لولو) بحضور الشاعر العاشور أثناء عرضها عام 1974 في دمشق، دون ذكر اسم الشاعر!
العتاب لا يعيد الحقوق
عاتب العاشور المرحوم عاصي، الذي وعده خيراً، لكن أمراً لم يتغير، وظلت القصيدتان تغنيان باسم الرحابنة.. وما زالتا. الأستاذ شاكر العاشور شاعر عراقي معروف، له دواوين عدة وهو محقق تراثي له الكثير من الدواوين المحققة للشعراء العرب القدامى، كـ (الهذليين) وسواهم، كما أنه خريج كلية القانون في جامعة البصرة، وعمل محرراً في صحف الكويت، ورئيساً للمذيعين في إذاعة وتلفزيون البصرة أثناء إدارة الأستاذ إحسان السامرائي قبيل اعتقال الاخير وسجنه.
الشاعر وعالم الدين اللبناني المرحوم علي بدر الدين اضطر الى بيع بعض قصائده للأستاذ منصور رحباني، وقدمتها السيدة فيروز في حفلات عديدة دون ذكر اسم الشاعر. طالبت ابنة الشاعر بعد وفاته بحقوق الإعلان وتحقيق الجانب المادي من إعادة بث أغانيه، لكن الرحابنة لم يأبهوا بهذا الطلب المشروع، مادياً ومعنوياً.
الناقد الفني الأستاذ سامر المشعل كتب مقالة نشرت تحت عنوان (الشاعر المجهول في أغاني فيروز) بتاريخ 26 تشرين الأول2020 في جريدة الصباح، تحدث فيها عن أحقية العاشور المادية والمعنوية في قصيدتيه لدى الرحابنة، وكان العاشور ذاته قد أكد في مقابلات عدة، تلفازية وإذاعية، ذلك الأمر.
بين الحقيقة والادعاء
الأستاذان حميد قاسم وعلي عبد الأمير عجام نفيا مراراً أحقية العاشور في هاتين الأغنيتين وقالا إنه لا يعرف اللهجة اللبنانية، ولم يسبق له أن عمل في لبنان، أو أنه كان في الكويت! يضيف الأستاذ قاسم أن “الخيال لعب دوراً في صياغة الحكاية الرحبانية، وأن فيروز لم تنكر حقوق أحد.”
إزاء هذا النقاش الذي لا يبدو مستعصياً فيه الوصول الى الحقيقة جهاراً، نقول إن شاعراً مثل العاشور لا يمكنه أن يشوه تاريخه باختراع (ادعاء) كهذا، كما أن أسرة الشاعر الشيخ علي بدر الدين التي تطالب بحقوقه لا تكذب، وأن حقوق الراحل الكبير فيلمون وهبي، التي تنازل عنها انصياعاً لهيبة فيروز ولتاريخه الفني مع الرحابنة، قد ضاعت مع الأسف.
اقتراح أمام زياد
في ختام هذا العرض أقدم من هنا اقتراحاً الى الأستاذ زياد الرحباني، وهو ملحن وفنان كبير وصحفي منصف وسليل أسرة الرحابنة وابن فيروز التي نجلّها جميعاً، هو أن يعلن أحقية العاشور في أغنيتيه وأحقية الشاعر علي بدر الدين وحقوقه، وفيلمون وهبي في ألحانه التي (تنوسيت)، وأن تثبت هذه الحقوق معنوياً على الإسطوانات المباعة. هذا هو المقترح المناسب، ويقيناً أن زياد رحباني لن يقصر في الاعتراف بحقوق الآخرين.