دينا القيسي لـ (الشبكة): لم أتقصّد تغييب “الرجل” في لوحاتي

968

أحمد سميسم /

فنانة شابة طموح اتخذت من موهبتها الفنية في الرسم التشكيلي ملاذاً لها في تجسيد كل ما يدور من حولها من مواضيع شتى لتنثرها على الورق من خلال همسها مع فرشاتها التي تلبي لها ما تريد وتعبرعن خلجاتها. تعشق التحدي ما جعلها تخوض غمار عالم الفن التشكيلي رغم أنها لم تدرسه.

استنفرت موهبتها قبل أوانها لتمتزج مع الألوان في تكوين لوحاتها في المدرسة التعبيرية، تطمح لأن تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية من خلال لوحتها التي تعتزم إنشاءها مستقبلاً بحجم 400 متر مربع.

“مجلة الشبكة” التقت الفنانة التشكيلية “دينا القيسي” للحديث عن تجربتها الفنية الفتية في عالم الفن التشكيلي:

* كيف استطعتِ اقتحام فضاء الفن التشكيلي رغم أن دراستك الأكاديمية كانت في ادارة الأعمال وليس الفن التشكيلي؟

– موهبة الرسم كانت معي منذ الطفولة والهوس في الألوان والفرشاة، أما بشأن تخصصي الدراسي فقد كان بعيداً عن موهبتي التي أدخلتني عالم الفن لان الفن لا يعلَّم بل هو موهبة من عند الله.

* آخر معارضك الفنية الشخصية حمل اسم (سقط سهواً).. ما الذي سقط سهواً؟

– “البراءة” سقطت سهواً! نعم هذه حقيقية دون أية مبالغة، فعندما يكبر الإنسان يبدأ تدريجياً بفقد براءته دون وعي وتبدأ صفة الأنانية تتملّكه وتسيطر على تصرفاته، لكنها تختلف من شخص لآخر حسب تكوينه والبيئة التي ينتمي اليها، لذا حاولت أن سلط الضوء في معرضي على هذا الموضوع المهم الواقعي لانتشال البراءة من التشويه الاجتماعي رغم صعوبات الحياة، إلا أن الطفولة النقية تبقى قابعة في عمق روحنا.

* أرى أن معارضك الفنية ظلّت حبيسة داخل أسوار وزارة الثقافة.. لماذا؟ هل لكونك موظفة في تلك الوزارة أم ماذا؟

– وزارة الثقافة وفّرت لي مكاناً أقيم فيه معارضي الشخصية واحتضنت جميع نشاطاتي منذ معرضي الأول (أحلام بالانتظار) والى (سقط سهواً)، لذا اعتبر أن الوزارة هي نقطة انطلاقي الأولى في الفن التشكيلي ولها الأولوية في ذلك كوني موظفة فيها، فقد تبنّت اعمالي وعرّفتني بالجمهور، لكني عازمة، إن شاء الله، على إقامة معرضي الرابع خارج الوزارة ليكون له فضاء أوسع.

* من خلال تتبعي للوحاتك أرى غياب تجسيد الرجل في أعمالك الفنية.. لماذا؟

– لم أكن أتقصّد غياب تجسيد الرجل في لوحاتي، بل كنت أنفذ ما يدور من أفكار بداخلي، ولم أخطط لتجنب مواضيع معينة بل أطلق العنان لجميع الأفكار والاتجاهات في الرسم.

* هل أنت مع الفنان الذي يميل الى جميع المدارس الفنية في لوحاته أم التخصص في مدرسة واحدة فقط؟

– نعم، جميل جداً أن يميل الفنان الى جميع المدارس الفنية ويعكسها في لوحاته، لكنه بالمقابل يحتاج الى إمكانية عالية ومهارة في الأداء، أما بالنسبة لي فأنا أنتمي الى المدرسة التعبيرية التي أجد نفسي فيها.

* هل تعكس لوحاتك ما في داخلك من انفعالات وضغوط؟

– نعم بالتأكيد، لوحاتي هي “أنا” التي تعبر عن ذاتي من انفعالات وضغوط وأفكار، لذا فإن لوحاتي ليست بعيدة عني.

* برأيك.. هل الرسم موهبة أم مهنة؟

– الاثنان معاً، فلا ضير على الفنان التشكيلي في أن يكسب رزقه من خلال موهبته التي هي ثمرة جهده اليومي.

* هل وقفت محظورات المجتمع عائقاً أمام المرأة الرسامة؟

– نعم، كثير من الرسامات يرسمن بطريقة مبهرة، لكنهن لا يستطعن أن يخرجن لوحة واحدة خارج البيت بسبب العادات والتقاليد التي تفرض من قبل بعض الأسر العراقية، لذا تجد نسبة الأناث من الرسامات العراقيات قلائل بالمقارنة مع الرسامين الرجال.

* ما الحلم الذي ضاع منك؟

– كثير من الأحلام ضاعت مني، كنت أتمنى أن أقضي أيامي في ظروف أفضل من التي عشتها في العراق، هذه الظروف التي سرقت كثيراً من الأحلام والطموح في حياة الكثيرين.

* من أول شخص تحرصين على أن يرى لوحاتك حال إكمالها؟

– زوجي (حسان العزاوي) الذي له نظرة فنية عميقة، لذا كثيراً ما ألتجئ اليه وآخذ برأيه في لوحاتي، فهو سندي وشجعني كثيراً في دخولي الفن، فلولاه ربما لم أصبح فنانة تشكيلية.

* لو أعطيت لك لوحة تجسد الأمل “ضوء في نهاية النفق”.. فماذا سترسمين بجانب ذلك الضوء؟

– لا أعلم لماذا يتراءى لي في هذه اللحظة العلم العراقي الذي من الممكن أن أرسمه بجانب ذلك الضوء.

* أرى أنك تهتمين كثيراً بإطلالتك، لاسيما في المناسبات، من وراء تلك الإطلالة؟

– هذا صحيح، لدي اهتمام كبير بإطلالتي، والفضل يعود الى الفنان صاحب اللمسات الفنية الخياط (صفاء) الذي يصمم فساتيني بطريقة مبهرة.

* كم مرة رسمتِ وجهك؟

* مرتين

* وزوجك؟

* ولا مرة !

* لماذا؟

* لا أعلم، ربما أرى أنه أكبر من أرسمه في لوحة لأنه أجمل في الواقع.