“شبكة الإعلام العراقي” تكرِّم الفنانة الكبيرة سيتا هاكوبيان

847

أحمد سميسم  /

تزامناً مع انطلاق فعاليات مهرجان بابل للثقافة والفنون بنسخته الثامنة، كرّمت شبكة الإعلام العراقي الفنانة العراقية الكبيرة سيتا هاكوبيان بدرع الإبداع تثميناً لمسيرتها الفنية الزاخرة بالتميز على مدى عقود من الزمن. جاء ذلك خلال زيارتها الى مبنى الشبكة برفقة ابنتها الفنانة الشابة “نوفا عماد” نهاية الشهر الماضي.
وقال رئيس شبكة الإعلام العراقي الدكتور فضل فرج الله في كلمة له خلال تكريمه للفنانة:”إن المتابع للغناء العراقي لا يمكن له إنكار أن سيتا هاكوبيان هي الفنانة العراقية البصرية التي تركت أثراً مميزاً على مساحة الغناء العراقي من خلال خصوصية أغانيها التي تعد من علامات التجديد في الأغنية العراقية، إذ حفلت بالصور الرومانسية والجماليات التي ضمتها كلمات وألحان تلك الأغاني فضلاً عن الصوت المميز لهذه الفنانة التي أطلت في بداية السبعينات من على شاشة تلفزيون بغداد لتشدو بتراتيل فيروز الكبيرة ومنذ ذلك الظهور واصلت سيتا تقديم أغان ارتبطت برقّة الاختيار ورهافة الأحاسيس.”
وأضاف: “نحن سعداء بزيارة الفنانة سيتا هاكوبيان الى شبكة الإعلام العراقي بعد غربة طويلة خارج العراق”، مشيداً بمسيرتها الفنية الحافلة بالغناء العراقي الملتزم ومواقفها الوطنية التي تجلت في العديد من أعمالها الفنية ونشاطها الثقافي بشكل عام، مؤكداً على “أن أبواب الشبكة مشرعة أمام الفنانين وكل المواهب الفنية الرصينة.”
من جهتها.. عبّرت الفنانة سيتا هاكوبيان في تصريح لـ (مجلة الشبكة) عن شكرها العميق لتكريمها من قبل مؤسسة عريقة مثل شبكة الإعلام العراقي وأن يحتفى بها بين أصدقائها ومحبيها، مشيرة الى “أنها بنت الإذاعة والتلفزيون رغم ابتعادها عن الغناء العراقي لسنوات عدة إلا أنها ما تزال تنبض بالرومانسية والحب ورهافة الإحساس”، معتبرة “أن هذا التكريم جاء نتيجة ثمرة جهود سنوات طوال ما جعلها تترك أثراً في نفوس متابعيها وجمهورها الذي أحبها منذ ظهورها على شاشة التلفزيون في سبعينات القرن الماضي.”
ورداً على سؤالنا ومفاده: هل هنالك عودة من جديد الى الساحة الغنائية بعد ابتعادك عن عالم الغناء؟
أجابت: كلا، لا يمكن أن أعود الى الغناء مجدداً، قرار لا رجعة فيه، لكن يمكن ان أعمل في الإخراج التلفزيوني عوضاً عن الغناء.
فيما أوضحت ابنتها الفنانة نوفا عماد “أنها سعيدة بتكريم والدتها الفنان سيتا هاكوبيان في العراق الذي يمثل لها الكثير، واصفة والدتها بأنها (أيقونة الأغنية العراقية) من خلال أغنياتها التي ما زالت راسخة في ذاكرة ووجدان العراقيين على مر الزمن وبشهادة الكثيرين من الفنانين الذين عاصروها، مؤكدة أنها اكتسبت من والدتها طريقة التعامل مع الناس والحب والتفاني في العمل الفني.
كما عبّر الشاعر والصحفي شوقي عبد الأمير بكلمات رقيقة عن الفنانة سيتا هاكوبيان قائلاً: “الفنانة سيتا هاكوبيان نعرفها صوتاً ولحناً ودمعة عراقية مهاجرة، اليوم هي بيننا في شبكتها بين أهلها، هذه العودة هي عودة الطائر المهاجر والصوت البعيد الذي يعود الى حضن الوطن.”
يذكر أن الفنانة سيتا هاكوبيان مطربة عراقية من أصل أرمني ولدت في منطقة الجنينة بالبصرة، كانت بدايتها مع الغناء في العام 1968، معروفة بصوتها الناعم والرائع حتى لقبت بـ”فيروز العراق”، بدأت سيتا أولا بأغنية “الوهم”، شعر نازك الملائكة وألحان حميد البصري، ثم شاركت سيتا في أوبريت “بيادر الخير” وهي الإطلالة الثانية على المسرح بعد أدائها اغنية “أعطني الناي وغنِّ”، أدت سيتا عدداً كبيراً من الأغاني من تلحين عدد من الملحنين الكبار أبرزهم: طارق الشبلي، خالد إبراهيم، كنعان وصفي وفاروق هلال، إضافة إلى تعاملها مع العديد من الملحنين العرب الكبار ومنهم الياس رحباني من لبنان، وأحمد قاسم من اليمن، كما أنها منحت العديد من المواهب الشابة في منتصف السبعينات الفرصة لتلحين أغنيات لها ومنهم: جعفر الخفاف ودلشاد محمد سعيد. لعل من أجمل ماغنته سيتا هي أغنية “دروب السفر” والتي يسميها العراقيون “زغيرون” وأعاد غناءها عدد كبير من المطربين العراقيين والعرب، ومن أغانيها الشهيرة أيضاً “الولد” وأغنية “ما اندل دلوني” وأغنية “بهيدة”.
كما أنها قدمت حفلاتها في العديد من الدول العربية والعالمية مثل مصر، والجزائر، وأوزبكستان، وقطر، والإمارات، وروسيا، وألمانيا، وبلغاريا، وإسبانيا، فضلاً عن تمثيلها في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية.