في ظل انتشار السوشل ميديا هل فقدت الإذاعة بريقها الذهبي؟

377

محسن ابراهيم – تصوير: حسين طالب /

بين الأمس واليوم شريط من الذكريات تغلغلت داخل الوجدان وساعات مليئة من الاستماع والاستمتاع لأخبارٍ وبرامج ومحطات . يوم كانت الإذاعة صديق الناس تحمل هموهم وتوصل صوتهم، وتبحر بهم في عوالم من المتعة والاستماع إلى العديد من البرامج..
بعد التطور التكنولوجي الذي طغى على كل شيء، وبعد دخول لاعب مهم الى ساحات البث الا وهو وسائل ومواقع السوشل ميديا، هل فقدت الإذاعة بريقها الذهبي وحان وقت هجرتها من قبل المتابعين وأصبحت من مخلفات الزمن الاذاعي الجميل بعد أن كانت المصدر الرئيس للحصول على المعلومة والتسلية؟ كل هذه الاسئلة طرحناها على مجموعة من الإذاعيين وكان لنا هذا الاستطلاع.
مكسب الإذاعة
أمل المدرس المذيعة القديرة التي واكبت الإذاعة منذ عقود وكان لها بصمة واضحة في برامج عدة لا سيما برنامج (ستوديو 10) قالت:
الإذاعة تبقى هي الإذاعة وتبقى محتفظة برونقها ولكن في بعض الاحيان يجب أن نواكب التطور وأن نضيف أشياء جديدة ونواكب المتغيرات التي تطرأ على المجتمع ككل ألا وهو التواصل الاجتماعي، الجمهور والمتلقي بصورة عامة كان خياره الوحيد بين الإذاعة والتلفزيون، أما الآن فأصبحت الخيارات متعددة مع ظهور وسائل إعلامية عدة، وبالرغم من هذا التعدد؛ لا تزال الإذاعة تحتفظ بسحرها وبريقها، وعندما تتم عملية الدمج ما بين الإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي حينها سنحافظ على شكل الإذاعة وفي ذات الوقت حافظنا على التطور الذي طرأ على المجتمع وفي هذه الحالة سيكون المكسب لصالح الإذاعة والتطور.
إثبات الهوية
حيدر السعدي مدير راديو العراقية تحدّث قائلا:بالتأكيد نحن نعيش اليوم عصر الإعلام الرقمي الذي كان له التأثير الكبير لا سيما مواقع (السوشل ميديا) التي تعدّ اليوم المؤثر الرئيس في المتلقي، نعم لكن هذا التأثير لم يمحِ دور الإذاعة كوسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري.
وعلى سبيل المثال هناك بعض البرامج التلفزيونية حين تعرض في (السوشل ميديا) لن تجد هناك نسبة مشاهدة كبيرة للمادة المعروضة، لكن البث المرئي لراديو العراقية وهو من أوائل المحطات التي استخدمت البث المرئي نجد أن بعض المقاطع وصلت نسبة مشاهدتها الى الآلاف فضلا عن آلاف المشاركات. اذن وجدنا الحل البديل وروضنا الفكر الإذاعي ليتماشى مع التطور في مجال التكنولوجيا، وبذلك حققنا حالة من التوازن. الشيء الآخر هو ازدياد أعداد السيارات والإذاعة كما نعرف هي الملاذ الوحيد لسائقي السيارات وربات البيوت وهي شريحة مهمة من الشرائح المستهدفة في البث الإذاعي، راديو العراقية استطاع أن يثبت هويته الشبابية والاجتماعية والثقافية ويستقطب جمهورا كبيرا.
أعتقد أن الراديو ما زال مؤثرا والاهم هو كيفية تسويق البرامج وجعلها تستهوي المستمع. وكل مؤسسة إعلامية يجب أن تمتلك خطة منهجية وبرامجية تقسّم فئات المجتمع المستهدفة وما يجب أن تتخلل ساعات البث الصباحي والمسائي من برامج مراعاة لفئات المجتمع، بمعنى متى ممكن للمرأة أن تستمع للإذاعة وكذلك الرجل، كل هذه الاشياء تمت وفق دراسة علمية متكاملة وفق أطر إعلامية مهنية.
مشروع إذاعي
وأضاف مدير إذاعة جمهورية العراق رائد الحداد: نتيجة التطور الذي حصل في وسائل التواصل الاجتماعي التي انصهرت جميعها في ما يسمى بالـ(جلوبال ميديا) وفي الشاشات السوداء أو أجهزة اللوحة الذكية. أكيد أن الإذاعة هي واحدة من طرق التواصل التي تأثرت بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي. لكن نحن في إذاعة جمهورية العراق استثمرنا هذا التطور الذي طرأ على وسائل السوشل ميديا من خلال بث الإذاعة عبر التطبيقات الذكية وموقع الفيس بوك وقريبا سينطلق موقع خاص لإذاعة جمهورية العراق يستطيع المتلقي من خلاله أن يستمع ويشارك ويبدي آراءه ويشارك في جميع الاستفتاءات التي تجريها الإذاعة، جيرنا التطور في السوشل ميديا لصالحنا وقريبا هناك مشروع كبير وهو انتقال الإذاعة بكل تفاصيلها إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
فن وإصالة
المذيعة مريم الصائغ قالت: بالتأكيد لا تزال الإذاعة تمتلك رونقها لأنها هي الأساس لكل فن يمتلك مستمعين وجمهوراً، ممكن أن يتضاءل عدد المتابعين لكن جمهور الإذاعة باق في كل تفاصيل المجتمع في البيوت والشوارع وأماكن العمل، لأن الفن الإذاعي فن يمتلك من الأصالة ما يجعله في الريادة دائما ولا يمكن أن يمحى بتطور التكنلوجيا أو مواقع التواصل الاجتماعي. وبالعكس هناك إذاعات استغلت هذا التطور وجيّرته لصالحها وعضّدت من مكانتها في عدم الاكتفاء بالبث عبر الأثير بل استخدمت البث المرئي من خلال مواقع السوشل ميديا ومنها إذاعات شبكة الاعلام العراقي التي كانت سبَّاقة في أن تحتل مكانة مرموقة في العالم الافتراضي وهذا واضح من خلال التفاعل اللا محدود من قبل المتابعين.
وأضافت بان الموسوي المذيعة في راديو اليوم قائلة: نعم الإعلام المسموع ما زال ثابتاً راسخاً على مدى السنين بوصفه المكون الأساس للإعلام، فعلى مدى أكثر من ثمانين عاماً ما زالت الإذاعة تثبت وجودها بإعلامييها وما يقدّمونه من محتوى يرتقي باسم الإعلام ولم تثنِ السوشال ميديا وجود وهيبة الإذاعة فقد فرضت وجودها هنا أيضا من خلال البث المباشر ونشر الاستطلاعات وإقامة الدورات التأهيلية، كذلك واهمٌ من يقول إن الإذاعة قد خفت بريقها، الإذاعة تتمتّع بمساحة جماهيرية واسعة من طبقات الشعب، صاحب التكسي وربة البيت والباعة المتجولون وغيرهم، أخيراً أقول إن الإذاعة علاقة لا يدرك مكانتها الا من يعيش تفاصيلها.