معهد التدريب الإعلامي.. سعيٌ لتطوير مهارات الإعلاميين وتحديث أساليبهم

345

سرمد إرزوقي /

يسعى معهد التدريب الإعلامي في شبكة الإعلام العراقي إلى النهوض بقدرات الإعلاميين وإمكانياتهم داخل الشبكة وخارجها عبر دوراته التي تغطي شتى الفنون والتخصصات الإعلامية، معتمداً على ملاكات تدريبية تجمع بين الأكاديمية والتجربة والتطبيق.
وبسبب الجائحة التي يمر بها العراق والعالم وخشية من تفشي فيروس كورونا وارتفاع أعداد الإصابات، عمد المعهد إلى إقامة دوراته عن بعد بمساعدة التطبيقات الإلكترونية.
دورات متواصلة
يقول الدكتور مدير المعهد حسن كاظم: إن معهد التدريب الإعلامي لجأ في الآونة الأخيرة إلى التعليم عن بُعد بسبب جائحة كورونا وتعليمات خلية الأزمة، وإن هذا المنهج مُتَّبَع عالمياً في الوقت الحاضر بهدف إبقاء الموظف والإعلامي على تواصل مستمر مع أحدث المناهج والموضوعات الإعلامية الحديثة لتطوير قدراته وإمكانياته المهنية، فهذه الدورات تجعل الموظف على معرفة ودراية بكل ما هو جديد.
وأشار إلى أن المعهد يقيم دورات إعلامية تخصصية في مجال الإعلام والتخصصات الأخرى، لكن الجوهر الأساس هي الدورات الإعلامية (تحرير الخبر, والتصوير, والمونتاج, والكرافك, وبناء القصة الخبرية، والتحقيقات الصحفية)، مع ذلك فهو يهتم بإقامة الدورات للجهات الساندة مثل الهندسية والمالية والإدارية والبث الفضائي والموازنات وغيرها، لافتاً الى أن المعهد قد فتح منصات جديدة في صفحات التواصل الاجتماعي وأدخل عناوين جديدة مستحدثة إلى الإعلام الجديد، واستخدام آليات عمل حديثة في منحيين: الأول داخلي لموظفي الشبكة لتطوير قدراتهم، والثاني هو تدريب خارجي لكل المواطنين العراقيين الراغبين بالتدريب والمهتمين وشريحة الشباب الراغبين والباحثين عن فرص العمل في هذا المجال. وكشف الدكتور كاظم عن التزام المعهد ببروتوكولات مع جهات حكومية وغير حكومية واتفاق مع كلية الإعلام جامعة بغداد، وعدد من الوزارات كالتربية والتخطيط وعدد من أجهزة الدولة ومؤسساتها، مبيناً أن بعض الدورات حضورية لأنها تحتاج تدريباً وتطبيقات بشكل مباشر. وبشأن تفعيل دور مكاتب الشبكة في المحافظات، أوضح أن في النية تفعيل دور تلك المكاتب للتدريب بناءً على توجيه الإدارة العليا للشبكة، إذ أن المعهد هو الواجهة الوحيدة التي تمثل مؤسسة رسمية في البلاد، وأن شهادته معتمدة في الترفيع الوظيفي للموظفين العراقيين في الوزارات والمؤسسات الأخرى.
من داخل العراق وخارجه
يشرح المهندس (إياد التميمي)، رئيس قسم التدريب، آليات التدريب في الدورات التي يقيمها المعهد عن بعد، ولاسيما الإلكترونية، إذ أن المشرف يقوم بتسجيل الحضور وتبليغهم بالتعليمات، بينما يتولى الفني المتخصص بالأمور الإلكترونية متابعة أي إشكال تقني أثناء المحاضرة، فضلاً عن عمل “كروب” في الواتساب للتواصل والامتحان الخاص بالدورة، بالتنسيق مع المحاضر الذي يلقي المادة العلمية الخاصة بالدورة والمختص بتقييم أجوبة الامتحان للمشتركين وتحديد النتائج، مشيراً الى أن هذه الدورات لها فائدة كبيرة في ظل الظروف الراهنة.
ونوّه التميمي الى أن جميع المؤسسات التعليمية في العالم لجأت الى هذه الطريقة للتواصل واستمرار الحياة التعليمية، وكان لمبادرة الشبكة للعام الماضي لتدريب الشباب من خارج الشبكة مجاناً عبر الانترنت أثر إيجابي، إذ حققنا تدريب أكثر من 700 مشارك من المحافظات العراقية كافة وبعض الدول العربية، أما موظفو الشبكة فيجري ترشيحهم من مديرياتهم بحسب الحاجة والظروف.
وأشار الى أن المعهد أوقف الدورات التدريبية للخارجيين مؤقتاً انسجاماً مع توجيهات خلية الأزمة، موضحاً أن الدورات التطويرية يحتاجها الموظف لغرض الترفيع وتطوير إمكانياته، لذلك اقترحت إدارة المعهد إقامة تلك الدورات إلكترونياً. وقد لاقى الاقتراح استحسان الجميع، وبوشر بتنظيم الدورات وبعدد الساعات والأيام الحضورية للمتدربين، ثم إجراء الاختبار بوضع الأسئلة في وقت الامتحان على “كروب” خصص لذلك، ثم ترسل الإجابة بعد ساعة وتُطبع على ورق وتصحح من قبل أساتذة المعهد والمتخصصين. وكان للأجواء التي وفرتها إدارة المعهد بين موظفي المعهد، فضلاً عن الدعم المعنوي المستمر من الإدارة العليا للشبكة، أبلغ الأثر في جعل العمل متكاملاً لتحقيق النجاح والانسيابية في العمل.
تبادل المعلومات والأفكار
يقول (خضير الزوبعي)، أحد المحاضرين في المعهد: تعد الدورات (الأونلاين) حتى الآن مجزية في إيصال المادة الى المشاركين، ولو أنها كانت بمستوى أقل من مستوى الدورات الحضورية التي ستعود قريباً، وذلك لأن الدورات الحضورية تكون فيها مساحة أوسع لتوضيح المنهج، ناهيك عن شرح الأمثلة بشكل مباشر، لأن المحاضر سيكون على تماس مباشر مع المشاركين، ما يسمح بالتفاعل والإجابة على الأسئلة بوضوح وفاعلية أكثر من دورات (الأونلاين)، مستدركاً: إن هذا لا يعني أن الدورات الإلكترونية غير مؤثرة، لأننا نحاول قدر الإمكان إيصال المادة بأفضل وسيلة، ولاسيما أن أعداد المشاركين كبيرة ما يعطي للمحاضر مساحة في إيجاد التفاعل بإشراك أكبر عدد منهم في النقاش وإثارة الأسئلة والإجابة عليها لاختبار مدى فهمهم واستيعابهم لما يقدمه من مادة.
تطوير وتحديث
من ناحيته، يؤكد المحرر الأقدم (حسين جاسم الشمري) أن تلك الدورات تسهم في تحديث المعلومات، ومعرفة ما يستجد من أساليب علمية حديثة ومنهجية في جميع العلوم الإنسانية والعلمية وما تتوصل إليه المدارس الحديثة في السرعة الرقمية التي نعيشها، ولاسيما بعد أن أصبح العالم بأسره قرية صغيرة بعد التطور التكنولوجي الذي نشهده، وتلك الدورات تضيف لنا الكثير لأننا نلاحظ أن ما درسناه قبل سنوات كثيرة قد تغير، فالسبيل الوحيد لتطوير القابليات هو تلك الدورات، ولاسيما إذا كانت لدى المحاضر الإمكانية والمعلومة، وطريقة إيصال الرسالة، لذلك أجد أنني تعلمت كثيراً من تلك الدورات، إذ أضافت لي من المعلومات الشيء الكثير، فضلاً عن تبادل المعلومات وتلاقح الأفكار في المداخلات والمقترحات التي يطرحها المشاركون الذين يعملون في تخصصات مختلفة.
مشاركون
يقول المشارك (طه عبد الرحيم)، رئيس مذيعي القناة العراقية الإخبارية، إنه يشعر دائماً بالحاجة الى طلب المعلومة والاستفادة، وإن تلك الدورات مهمة لتحديث المعلومات والتواصل مع بقية الزملاء، فالفائدة تكمن في النقاش أثناء المحاضرة، وهذا النوع من الدورات (الأونلاين) ذو فاعلية بالغة، فضلاً عن أن الإخوة والزملاء المحاضرين هم من ذوي الكفاءة العالية والخبرة الطويلة.
وكانت لمذيعة الأخبار (رشا القباني) وجهة نظر أخرى إذ تقول: أصبحت الحياة سريعة ومتطورة الى حد كبير ولم تعد خبرات الأمس نافعة اليوم، ولكي تكون قادراً على مواجهة التطور السريع في أي مجال تعمل فيه، فإن عليك أن تطور نفسك ومهاراتك وتجدد خبراتك، لأن العالم اليوم لا يعترف إلا بالقدرات المتميزة والكفاءات العالية، لذا فإن هذه الدورات تعد من أهم سبل التطوير التي توفر لنا كثيراً من المهارات والأساليب الحديثة في مجالات العمل المتعددة، فضلاً عن أنها تضيف إلينا قدراً كبيراً من الخبرة. تستمر القباني: هنالك ميزات وفوائد لإقامة الدورات إلكترونياً، منها سهولة المشاركة، إذ يمكنك التعلم وزيادة خبراتك المهنية وأنت في منزلك، فالدورات الإلكترونية تتميز بالتحرر من العوائق الجغرافية والزمنية، وإحدى هذه الدورات ساعدتني في تطوير مهارة تحرير الأخبار واكتسبت منها معلومات قيمة.