قالت إن الجمهور متعطش للدراما العراقية..الفنانة رفل نشمي: أحلم بصورة تجمعني بأمي

559

محسن إبراهيم/

شاهدها الجمهور في ثلاثة مسلسلات تلفزيونية مهمة في رمضان، رسخت حضورها في الدراما العراقية، وهي الباحثة عن عمل مؤثر تستطيع من خلاله إبراز موهبتها التي ظهرت مبكراً في المدرسة، حيث كانت تمثل مشاهد بسيطة مع زميلاتها.
الشابة التي تنحدر أصولها من مدينة الموصل أجادت اللهجة البصرية بدور (شكرية) في مسلسل (الكادود) الذي عدّه المهتمون بالشأن الدرامي واحداً من أفضل الأعمال التي تكاملت أركانها الثلاثة: التأليف والإخراج والتمثيل. إنها رفل نشمي، الفنانة القادمة بقوة من الإعلام الى الدراما، التقتها “مجلة الشبكة” فكان لنا معها هذا الحوار:
البوصلة
*من تقديم البرامج الى التمثيل.. كيف ولماذا اتجهت بوصلتك نحو التمثيل؟
أعشق التمثيل وأجد نفسي فيه، منذ صغري، وأنا في المدرسة، أقوم بتمثيل مشاهد بسيطة مع زملائي. كان حلمي أن اكون ممثلة، وتحقق الحلم، وأنا سعيدة جداً. فضلاً عن أن التمثيل رسالة سامية وهادفة أتمكن من خلالها أن أعبر عن أفكار ومعاناة الناس, كما أستطيع أن أقدم أدواراً عدة تحتوي على رسائل مختلفة للمشاهد، كذلك فإن بإمكاني أن أقدم نفسي من خلال رسالتي، لأنني منذ الصغر أرى نفسي في هذا الميدان، لذلك اتجهت الى التمثيل، أما تقديم البرامج فهي تجربة جميلة رغم بساطتها.
*من وجهة نظرك.. هل التمثيل موهبة أم هواية؟
على الإنسان ألا يقف عند حدود موهبته، فهي لا تكفي، بل يجب عليه صقلها وتنميتها، وهناك طرق عدة لإبراز الموهبة وتنميتها، كالدراسة، والممارسة عن طريق التمثيل أمام الآخرين من الأصدقاء والعائلة ,أو ممارستها عن طريق مسارح المدرسة أو الجامعة وغيرها، لكن من المهم أن لا تبقى الموهبة عند حدود معينة، فما قيمة الرغبة والحلم إن لم يكونا أصلاً مبنيين على الموهبة؟ الممثل الذي لا يمتلك إحساساً لا يصلح أن يكون ممثلاً.
تنوع الاختيارات
*ظهرت في أدوار مختلفة في موسم درامي واحد.. ألم تخشي هذا الأمر؟
بالعكس، فقد نجحت في هذه الخطوة، الحمد لله، ظهرت بشخصيتين مختلفتين تماماً لاقتا استحسان وإعجاب الجميع، وأنا مع الممثل في أن يتنوع باختيار الشخصيات, لم أخش من ذلك لأن الدورين مختلفان تماماً عن بعضهما بعضاً، سواء في الشكل أو المضمون وظروف كل شخصية، لذا فكل شخصية كانت تسير فى اتجاه مختلف، وأحببت تقديمهما لهذه الأسباب، وكانت هناك أعمال أخرى عرضت علي، لكنني اخترت المشاركة في مسلسل (الكادود)، ومسلسل(الماس مكسور)، ومسلسل (بنات صالح)، لشعوري باختلافها وحداثة كل دور بالنسبة لي.
*كيف تصفين هذه التجربة؟
التجربة كانت مميزة جداً وجميلة، توافرت فيها كل عناصر النجاح، من النص إلى الفريق الناجح من ممثلين وفنيين، إلى العنصر الأهم: وهو الشغف بتقديم دراما عراقية ناجحة. وبالفعل بدأت الدراما تنتعش بعد مرورها بظروف صعبة، إذ شهد الموسم الرمضاني إنتاجات مميزة.
فخ التكرار
*ما الذي يجعلك تعتذرين عن أعمال فنية وتقبلين أخرى؟
أنا دائماً أبحث عن الاختلاف والدور المؤثر، كذلك أحب أن يحتوي العمل على الكثير من المشاهد المؤثرة, فأي دور أستطيع أن أبرز فيه موهبتي سأقوم به, واعتذرت بالفعل عن عمل بعد نجاح مسلسل (الكادود)، لسبب واحد مهم جداً هو أن الشخصية مشابهه جداً لشخصية شكرية، إذ أني لا أريد أن أقع في فخ التكرار.
*شخصية (شكرية).. كيف حضّرت لها؟ ولاسيما في موضوع اللهجة؟
شخصية (شكرية) تمثل بنتاً قوية جداً , كنت أجلس بمفردي وأقوم بتصوير نفسي في البيت بتحضيري للمشاهد، وانتبه الى الأخطاء, الحركة, مخارج الحروف, أنا من الموصل وكنت أعاني -بعض الشيء- في ضبط اللهجة، لكني اجتهدت وبحثت كثيراً حتى تعلمت اللهجة واتقنتها، تحديت نفسي ونجحت، والحمد لله يكفيني فخراً شهادة اثنين من أساتذتي: الفنانة عواطف السلمان والفنان سامي قفطان.
جمهور ذواق
*هل كان لديك تخوف من فكرة أن لا يتقبلك المشاهد؟
بالعكس، المشاهد العراقي ذواق ومتعطش أيضاً للدور البصري منذ فترة طويلة, لذلك لم يكن تخوفي كبيراً بقدر حرصي على أداء الشخصية وإظهارها بشكل جيد.
*هل تهتمين بالمنافسة في الوسط الفني؟
لاشك في أن المنافسة في الوسط الفني، سواء بيني وبين أبناء جيلي، أو بيني وبين الأجيال الفنية السابقة، أمر طبيعي، لكني اولاً وأخيراً أحرص على أن أجتهد أكثر لتقديم الأفضل للمشاهد وبأفضل صورة.
*تمتلكين صوتاً جميلاً.. لمَ لمْ تتجهي إلى الغناء؟
ممكن أن استخدم صوتي أيضاً في عمل درامي, لكن يبقى شغفي الأول هو التمثيل، لا التقديم ولا الغناء.
*ما طموحاتك وأحلامك؟
طموحي –كممثلة- أن أقدم أعمالاً مميزة في كل مرة، وأن تزداد خبرتي وتطوري لأكون جزءاً من نجاح العمل ككل. أما على الصعيد الشخصي فإن حلمي أن امتلك صورة مع والدتي المتوفاة التي تأثرت بها جداً ومنها استمد القوة في شخصيتي.