قسم الموسيقى في شبكة الإعلام العراقي..يعمق الوعي ويزرع الأمل

340

سرمد رزوقي
تصوير: حسين طالب

كان للموسيقى حضور فاعل مع انطلاق أول بث لإذاعة بغداد في 1 تموز عام 1936، فقد تشكلت فرقة موسيقية ترافق قراء المقام العراقي ولعزف المقطوعات الموسيقية وفواصل العزف المنفرد، وظلت الموسيقى تشكل حجر الزاوية في اهتمامات مؤسسة الإذاعة والتلفزيون منذ انطلاقها وحتى إعادة بنائها باسم شبكة الإعلام العراقي.
يقول مدير قسم الموسيقى كريم عاشور إن القسم تطور وأصبح يتألف من عدد من الفرق منها الجالغي البغدادي والفرقة الموسيقية المركزية وفرقة الموشحات وفرقة خماسي الفنون الجميلة وفرقتي الغناء الكردي والتركماني.
ونتيجة لهذا التغيير في هيكلية القسم وتوسعه، فإنه تحول إلى مديرية تحمل اسم مديرية الموسيقى والغناء في سبعينيات القرن الماضي.
وتشكل في هذه المديرية عدد من الفرق الموسيقية والغنائية، بينها فرقة التلفزيون والفرقة الصباحية والفرقة المركزية، فضلاً عن فرق موسيقية كردية وتركمانية وأخرى للموشحات ومجموعة المطربين وفرقة الأطفال والجالغي البغدادي.
أهداف ومنجزات
ويوضح عاشور أهداف قسم الموسيقى والغاية من تشكيله، مبيناً أن قسم الموسيقى يعمل على ترسيخ الإيمان بأن الفن الموسيقي ينبع من روح الشعب ووجدانة, وأن الموسيقى تعمق الوعي في أن الفن هو مرآة عاكسة للواقعين الوطني والحضاري، لافتاً إلى أن الموسيقى العراقية تمتاز بخصوصية فريدة استمدتها من تراث بلدنا الفني الممتد إلى آلاف السنين.
وأكد على أن الفن الموسيقي العراقي كان –ولايزال- يبتكر ويؤدي على وفق النظرة المتفاعلة مع إنجازات الحضارة الإنسانية, بالسعي الى إنتاج الأعمال والمؤلفات الموسيقية والغنائية المرتبطة مع مختلف الوظائف الاجتماعية بالمستوى الادائي الفني المناسب.
وقد رفدت إذاعات وقنوات شبكة الإعلام العراقي بكثير من الأعمال الموسيقية لعام 2021 أهمها:
الأفلام الوثائقية، ومن بينها على سبيل المثال (مدارس كروية) و(الصد الأول) و(صفحات من أرض السواد)، والفيلم الوثائقي (سيرة فنان). كذلك وضع موسيقى عدد من البرامج أبرزها البرنامج التلفزيوني (ديوان الريف) والبرنامج الاذاعي (مواهب)، والبرنامج الإذاعي (صباح العراقية).
أما في الجانب الدرامي فقد ألف القسم موسيقى المسلسل الإذاعي (بين حانة ومانة)، والعمل الدرامي (آلو تكسي)، والمسلسل الدرامي (عبق الأماكن)، إضافة الى عدد من المسرحيات من بينها ثلاث مسرحيات جرى عرضها في مهرجان بابل.
وأشار الشامي الى أن القسم سجل العديد من الأغاني الوطنية، وعلى مستوى البرامج الدينية وضع القسم موسيقى (ابتهالات رمضانية)، والفيلم الوثائقي الخاص بحياة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، والمسلسل الإذاعي (الإمام علي عليه السلام).
وتابع الشامي: كذلك وضع قسم الموسيقى العديد من الفواصل التلفزيونية والإذاعية المنوعة، فضلاً عن إعداد وتسجيل وتصوير فواصل لخمس حلقات من المرحلة الأولى لبرنامج (القيثارة) بواقع ساعة ونصف الساعة، وكنا قد أعددنا لهذا البرنامج المستلزمات الفنية كافة، لكن الشركة التي تم التعاقد معها لم تفِ بالتزاماتها المثبتة في العقد، ما حال دون إكمال المرحلة الثانية، كما أن القسم الموسيقي يحتوي على أحدث الأجهزة والمعدات الخاصة بالتسجيل الصوتي، وستوديوهات حديثة تم تطويرها مؤخراً بالتعاون مع المديريات المختصة التابعة لشبكة الإعلام العراقي.
وبيّن أن قسم الموسيقى يمتلك فريقاً من ذوي الاختصاص والخبرة في مجال الموسيقى والغناء والتوزيع الموسيقي والإخراج الصوتي والتلحين، كما يسعى الى استقطاب المواهب والكفاءات الفنية مثل فرقة الموشحات العراقية والإنشاد.
التوزيع الموسيقي
ويقول منعم عبد الكريم، الملحن والموزع الموسيقي في القسم: إن التوزيع الموسيقي هو عملية تأليف جمل موسيقية وصناعة ثيمة تتناسب مع فكرة وموضوع العمل الفني، إذ قد يكون (تايتلاً) لمسلسل معين أو عمل درامي أو كوميدي، او قد يخص الأخبار السياسية، لذلك من الواجب توفر بعض المميزات المهمة للمؤلف الموسيقي، أولها ان يمتلك خيالاً واسعاً ومعرفة بعلوم الموسيقى المنهجية والشرقية ليتمكن من إعداد الجمل الموسيقية بحيث يكون تنوع الآلات وتناغم الجمل بشكل علمي دقيقاً لكي تكون القطعة مقبولة لدى المتلقي وتعبر عن حالة معينة.
وأوضح أنه يفتخر بعدد من الأعمال الموسيقية التي أنتجها القسم، ومنها موسيقى الأخبار التي أصبحت علامة مميزة، كذلك موسيقى تصويرية للمسلسلات وأناشيد وطنية قدمت في مناسبات عدة.
التراث العراقي
من جانبه، يؤكد طه غريب، مسؤول الإنتاج والإدارة في القسم أن للتراث العراقي الأصيل حصة كبيرة من الاهتمام في القسم، كالمقام العراقي والغناء الريفي والبدوي وفواصل موسيقية وغنائية متنوعة، باعتباره تراثاً للعراقيين جميعاً، وقد ترجم بصدق أفراحهم وأحزانهم على مدى مئات السنين، فقد سجلنا عدداً من المقامات العراقية والابتهالات الدينية التي تعتمد على المقام العراقي، إضافة الى برنامج إذاعي يقدم من إذاعة جمهورية العراق باسم (مقام وأنغام)، وضمن خطة القسم لعام 2022 جرى تسجيل عدد من المقامات العراقية والأغاني التراثية المنوعة.
فحص النصوص
وأوضح عامر عاصي، رئيس لجنة فحص النصوص في القسم قائلاً: إنه، ومنذ تأسيس قسم الموسيقى، تشكلت فيه شعبة لفحص النصوص وبدأت تتلقى النصوص وتصنفها حسب نوعها بين الأوبريت والأنشودة والابتهال الديني والأغنية والكولاج الشعري، وتحتفظ بما هو صالح منها لتأخذ طريقها الى التلحين والتنفيذ، والتي لا تنفذ يتم الاحتفاظ بها في ملفات باعتبارها بنك نصوص احتياطية جاهزة للتنفيذ، كما أن هناك معايير يجري من خلالها تقييم النص على أساسها، وأولها الجمال اللفظي والصورة الشعرية والمحتوى العاطفي والبناء اللغوي وبقية مقومات الجمال الفنية، أما أكثر المعايير أهمية فهي تلك التي تتعلق بالمحتويين الفكري والاجتماعي، اذ ترفض النصوص التي تبعث على اليأس والتي تثير النعرات الطائفية أو الإثنية أو العرقية أو التي تستخدم الرموز الأحادية بكثافة، كما يجري تفضيل النصوص التي تبث الفرح والأمل وتحث على قيم الخير والحق والجمال والتعايش والوحدة الوطنية والروح الإنسانية.