كر يم كولاني: أتمنى على المطربين الشباب المحافظة على الأصالة العراقية

339

ضحى مجيد سعيد /

لفت الانتباه إليه كونه من المطربين الكرد القلائل ممن يغنون باللهجة العراقية لمطربين مشهورين، كياس خضر، فضلاً عن غنائه باللغة الكردية، لهذا فهو يمتلك معجبين من الجمهورين العربي والكردي. إنه المطرب كريم كولاني، التقته “الشبكة” فكان هذا الحوار الذي تحدث فيه عن مسيرته الغنائية وعن أسباب غنائه باللهجتين العربية والكردية.
كولاني من مواليد محافظة السليمانية عام ١٩٥٩، ترعرع في ذات المدينة وأكمل دراسته الابتدائية فيها، حيث كان لمعلمه كمال الكردي الدور الأساسي في وضع اللبنة الأولى لتعلمه الموسيقى.
*حدثنا عن بدايتك في الغناء؟
كولاني: بعد أن تعلمت الأسس الموسيقية بشكل سليم، دفعتني موهبتي في الغناء الى اتخاذ خطوة جادة في هذا الطريق، وفعلاً نجحت عام 1983 في تسجيل أغنيتين لمحطة تلفزيون كركوك بالتعاون مع الفرقة الموسيقية التابعة لاتحاد العمال – فرع السليمانية، وربما كانت هذه هي الانطلاقة الأولى لي كمطرب يحاول إثبات وجوده.
*ما الأغاني التي تحب أن ترددها دائماً؟
– كنت سائق شاحنة أعمل على خط البصرة – السليمانية لمدة ١٥سنة، فكنت أثناء قيادة الشاحنة، او في مكان الاستراحة، أدندن بعض الأغاني، منها أغاني الفنان الكبير ياس خضر (يا حمد، وتايبين، وعزاز)، وكذلك أغاني الفنانين الراحلين سعد الحلي وسعد البياتي وناظم الغزالي ويوسف عمر.
تقاليد عشائرية
* ما أبرز التحديات التي واجهتك في بداية مشوارك الفني؟
– لا شك، في ذلك الوقت كانت الأعراف والتقاليد العشائرية تقف عائقاً أمام من يريد أن يصبح فناناً، لهذا كان والدي لا يريد أن أكون مطربا، حتى أنه خاصمني في ذلك الوقت، وذلك لكوني أنتمي إلى عشيرة معروفة، وفي قاموس العشائر آنذاك -وما زالت- بعض العشائر الى اليوم تنظر إلى الغناء وكأنه شيء معيب، وعلى أنه مخل بأعراف وتقاليد العشيرة، إضافة إلى ذلك كانت أي أغنية في ذلك الوقت لا تسجل الا بموافقة من دائرتي الأمن والمخابرات، وكان ذلك الأمر يثير القلق.
* أين درست الغناء؟
– حبي للغناء جاء بالفطرة، فمنذ صغري وأنا أحب الغناء، وجمال الصوت هو هدية من رب العالمين يهديه لمن يشاء، أكيد أيضاً سماع أغاني الفنانين يسهم في صقل هذه الموهبة ويجعل منك مطرباً متمكناً، كنت أستمع كثيراً للمطربين العرب والكرد، وتعلمت من أسلوبهم الغنائي الكثير، كما تعلمت المقامات منهم دون أن ألجأ إلى المعاهد او الدورات الموسيقية.
* ماذا يعني لك الطرب والغناء؟
– الطرب والغناء عرفان وموروثان، من الضروري المحافظة عليهما.
* أي نوع من الأغاني اشتهرت بها؟
– كان ذلك في سنة ١٩٩٣ والأغنية الكردية (كَوله به كَولى ليوت)، ومعناها بالعربي (أتمنى أصير وردة بشفافج).
*اي لون غنائي تميل إليه؟
كولاني: أكيد اللون الغنائي القديم، فأنا اشتهرت بهذا اللون وغنيت به، فأنا أميل جداً للأغاني القديمة للفنانين العرب والكرد القدماء، فهم بمثابة إرث فني عريق للكرد والعرب.
* يعرف عنك أنك عاشق للأغاني العراقية، ولاسيما القديمة منها.. لماذا؟
– الأغنية العراقية القديمة متميزة، تختلف عن كل الأغاني الأخرى في الدول العربية او غيرها، وبرأيي فلا أحد ينافس المقام العراقي، أنا مستمع جيد لكل الأغاني العربية، لكن لا توجد أجمل من الأغنية العراقية.
– هل يسألك البعض عن سبب غنائك للأغنية العراقية باللهجة العربية؟ رغم أنك مطرب كردي، وما سبب تفضيلك لهذا اللون من الأغاني؟
– قليل من المطربين الكرد يغنون أغاني عربية، العراقية خصوصاً، على العكس مني، فأنا أحب الأغنية العراقية جداً، لهذا فإن لفظي للكلمات يجري بشكل صحيح، وأغني بشكل سليم الأغاني العراقية القديمة، حبي للمطربين القدامى أضاف لي الكثير في المجال الفني، أنا اغني منذ سنة 1983 وحتى اليوم، بالتأكيد كان جمهوري الكردي أكثر في الوقت السابق، لكن عندما غنيت أغاني الأستاذ الكبير ياس خضر والأغاني العراقية القديمة أصبح لي جمهور جيد من العرب أيضاً، ازداد بشكل كبير بعد عام ٢٠١٦، وأنا شاكر لهم لأنهم وضعوا ثقتهم بي ومنحوني هذه المسؤولية الكبيرة، وهنا أحب أن أقدم شكري لكل جمهوري من الكرد والعرب، وأدعو الله أن يحفظ العراقيين -عرباً وكرداً- في كل بقعة من البلاد
* هل هناك رساله تود إيصالها من خلال عشقك لهذا النوع من الأغاني العراقية؟
– سلامي إلى كل العراقيين الشرفاء من المطربين والمطربات الجدد، أتمنى عليهم أن يحافظوا على الأغاني العراقية الأصيلة، وأن لا يساء إلى الطرب العراقي الأصيل، وأن يحافظوا على تاريخه العريق، ونحن كعراقيين لا فرق بيننا ككرد أو عرب، فكلنا إخوة أبناء وطن واحد.