مقرئ الفلوجة يفوز بأذان الطر يقة العراقية

348

سرمد رزوقي – تصوير : حسين طالب /

نظمت إذاعة الفرقان أول مسابقة للأذان بالطريقة العراقية، وهو لون شجي تتميز أصوات مؤذنيه بإمكانات نغمية عالية، ويتفرد العراقيون بأدائه دون سواهم.
شارك في المسابقة 125 مؤذناً من جميع مدن العراق،انتهت بحصول المؤذن محمد رياض الجبوري، من مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، على المركز الأول، واحتل المركز الثاني حيدر عادل جلوخان من النجف الأشرف، فيما نال المؤذن عمار كنعان من بغداد المركز الثالث.
وأقيم حفل لتتويج الفائزين الثلاثة وتقديم الدروع والشهادات التقديرية لهم، فضلاً عن مبالغ نقدية، كما جرى تسجيل الأذان بأصواتهم في ستوديوهات قسم الموسيقى في شبكة الإعلام العراقي..
ولادة الفكرة
يقول مدير إذاعة الفرقان مصطفى الصائغ : “لم نشاهد أو نسمع، منذ أكثر من خمسة عشر عاماً بإقامة مسابقة للأذان بالطريقة العراقية في العراق، رغم كل هذه المؤسسات القرآنية والمراكز المعنية بالشأن القرآني في عموم البلد، مع أن هذا اللون من الأداء (الطريقة العراقية) يعد هوية تنفرد الساحة العراقية به دون البلدان الأخرى بما يمتاز به من شجن وإمكانات نغمية عالية.”
وأضاف الصائغ أن “مبادرة تنظيم هذه المسابقة انفردت بها الإذاعة الدينية الرسمية لجمهورية العراق (إذاعة الفرقان) تجذيراً للهوية الوطنية وتعزيزاً للون العراقي الأصيل في تلاوة القران الكريم والأذان،” مبيناً أن الشبكة تدرس اختيار أذان موحد لكافة محطات شبكة الإعلام العراقي الإذاعية والتلفزيونية مع رئيس الشبكة د. نبيل جاسم. وأشار مدير إذاعة الفرقان إلى أن مسابقة الفرقان تحت عنوان (صوت المآذن) حظيت بمشاركة أكثر من 125 قارئاً ومؤذناً منشداً، وجرت بعيداً عن المجاملات. ولفت إلى أن إذاعة الفرقان قد نظمت، ضمن مشروعها الديني القرآني، مسابقة قرآنية للترتيل بالطريقة العراقية عام 2020 أيضاً، وكانت تلك المسابقة هي الأولى من نوعها، مبيناً أن إذاعة الفرقان، التي تبث في أكثر من 13 موجة داخل العراق، إضافة الى بثها على النيل سات والبث المرئي على شبكة التواصل الاجتماعي من خلال صفحاتها الرسمية، تتبنى سياسة إعلامية تمتاز بالشمولية والاعتدال في طرح أفكارها الدينية، ولكل الأديان والطوائف التي تشكل الطيف العراقي.
آلية وشروط المسابقة
من جانبه، يقول المشرف على المسابقة، وأحد أعضاء لجنة الحكام، عامر ذنون: إن طبيعة الإنسان أن يكون محباً للتجديد في كل زمان ومكان، لكن نحو الأفضل، ولاسيما أن هناك المئات من القراءات للقران الكريم، ذلك ما دعا إذاعة الفرقان إلى أن تقيم مسابقة في الأذان بالطريقة العراقية، أو اللون البغدادي، وقد أطلق عليها عنوان (مسابقة صوت المآذن)، المسابقة الوطنية الأولى بالطريقة العراقية. وبيّن أن المسابقة تضمنت شروطاً منها أن يكون الأذان بالطريقة العراقية -حصراً- وأن لا يقل عمر المشترك عن 18 عاماً، ويمنع استخدام المؤثرات الصوتية، وأن يبث الأذان عبر التلكرام. وأوضح أن المحكمين قدموا الملاحظات والتوجيهات للمشاركين في مادة الأذان، وحصل على المركز الأول الشيخ محمد رياض الجبوري من محافظة الأنبار/ الفلوجة، وعلى المركز الثاني الأستاذ حيدر عادل جلوخان من النجف الأشرف، أما الحاصل على المركز الثالث فهو الشيخ عمار كنعان من بغداد، وقد ضمت لجنة المسابقة نخبة من كبار المحكمين في العراق وهم كل من: د. عامر ذنون / مشرف المسابقة، الشيخ مضر الصحاف / حكم في الفصاحة، الشيخ ميثم التمار/ حكم في مادة النغم، الأستاذ قصي عبدالكريم من ديوان الوقف السني / حكم في مادة الصوت.

الفائز الأول
يقول محمد رياض الجبوري، الحاصل على المركز الأول في المسابقة: “لقد مارست الأذان قرابة العشرين عاماً، ولدي خبرة جيدة جداً في هذا المجال، مع إمكانية التنقل بين المقامات أثناء الأذان، لذا توقعت أن أحصل على المركز الأول في مسابقة صوت المآذن، وذلك لأسباب عدة أولها ثقتي بالله (سبحانه وتعالى) إذ أن التوفيق والنجاح من عنده، وإيماني برصانة لجنة التحكيم ودقتها في التحكيم والتقييم، كذلك من خلال سماعي للمدارس النغمية العربية كالحجازية والمصرية والتركية، ما جعلني أمزج بين هذه المدارس والمدرسة العراقية وأوظف ذلك في مجال الأذان، وذلك لخلق تنوع يعطي لوناً جميلاً في الأذان وصنع أداء خاص بي خالٍ من التقليد.” وأضاف: “تأثرت بطرق كثيرة في أداء الأذان، وكان للمدرسة العراقية في الأداء النغمي النصيب الأكبر في طريقتي بأداء الأذان، لكونها طريقة قريبة إلى القلب وتحمل من الشجن والإحساس الشيء الكثير، طموحي دائماً هو تطوير الأداء النغمي وتوظيف ذلك في تلاوة القرآن الكريم والأذان، أرجو من الله (سبحانه وتعالى) أن يوفق الجميع خدمة للإسلام والمسلمين.”

الإخراج الفني للمسابقة
فيما قال مخرج العمل د. رسول جمعة: “يتركز عملي –كمخرج- على الجوانب الفنية، من حيث الصوت وصلاحيته للبث، فكان أحد شروط المسابقة أن يكون الصوت خالياً من أية إضافات أو مؤثرات أو فلترة، ودوري في البدء هو تمييز هذه الأصوات التي تجاوزت الـ 150 متسابقاً، وقد استبعدنا الكثير من المتسابقين الذين خالفوا الشروط، فالبعض منهم قام بإضافة مؤثرات على صوته مثل (الإيكو)، وكان هذا واضحاً، وبالنتيجة خالف الشروط واستبعد من المسابقة.”
وبيّن أن اللجنة اختارت مجموعة من المؤذنين أبلغناهم بانتقالهم الى المرحلة المقبلة، وطلبنا منهم إرسال أذان آخر، وتكررت العملية خلال يومين، لكن في هذه المرحلة حضرت اللجنة الى الاستيديو حيث سجلنا المرحلة الثانية في حلقتين ضمت كل حلقه 4 متسابقين وبوقت 45 دقيقة للحلقة الواحدة، وقد فاز أربعة متسابقين.
وتابع أن المونتاج أنشأ بعض المقاطع مع تحويل الصيغ الرقمية، مبيناً أن غالبية المعوقات كانت تخص المتسابقين وجهلهم بشروط المسابقة، على الرغم من نشرها على الصفحة الرسمية للإذاعة في الفيسبوك، وكذلك في قناة العراقية العامة، أحد شروط الاشتراك كان أن يسجل المقطع من الهاتف المحمول وإرساله إلى رقم خاص خصصناه للمسابقة، بعض المشاركين لم يلتزموا وبعثوا أصواتهم عن طريق الفيسبوك او الاتصال مباشرة على الماسنجر. من المعوقات كذلك جهل المتسابقين بالتقنية وطريقه التسجيل والإرسال فكانت هناك مقاطع صوت بصيغ لا تعمل على الحاسبة او صيغ فيها خلل، بالنتيجة يستبعد صاحب المقطع من المسابقة.