تحديات معقَّدة تواجه العودة إلى المدرسة

315

ترجمة: آلاء فائق /

وفقا لتقارير الأمم المتحدة، تسببت جائحة كورنا في إحداث أكبر اضطراب بأنظمة التعليم بجميع أنحاء العالم، إذ أثرت على 1.6 مليار متعلم في 190 دولة. وبينما يستعد ملايين الأطفال للعودة لمدارسهم، فإن الأمر لن يخلو من تحديات، بسبب استمرار العواقب الصحية والاقتصادية والاجتماعية للوباء وتحوراته.
رغم اعتبار “العودة للمدارس بأمان في خريف 2021 أولوية، فإن مركز السيطرة على الأمراض CDC عاد وأصدر تحديثا لإرشاداته، “وفقاً للأدلة الجديدة على متحور “دلتا” المنتشر والمعدي للغاية”، فقد أوصى المركز، فضلا عن التطعيم، بضرورة لبس الكمامات، وضع ستراتيجيات وقائية متعددة، كالالتزام بمسافة (متر واحد) على الأقل بين الطلاب، إجراء اختبارات الفحص، التأكد من التهوية، غسل اليدين، آداب السعال والعطس، التنظيف والتطهير.
معركة الشاشات الألكترونية
بعد إكمالهم عاماً دراسياً كاملاً محدقين بشاشتهم الألكترونية، قد يخوض الآباء معركة جديدة لتهيئة أطفالهم للعودة للمدرسة، بالتزامن مع تقليص وقت بقائهم أمام الشاشات.
وتقول طبيبة الأطفال كانديس جونز – لموقع Today: يحاول الآباء التدخل للحد من الوقت الذي يمضيه أطفالهم أمام الشاشات، ليتفاجؤوا منهم بموجة من نوبات الغضب والانزعاج والتحدي، لكن هذا يجب أن لا يثني الآباء عن تحقيق نوع من التوازن بهذا الأمر.
العودة للمدارس
على المعلمين الاستعداد الكامل للعودة الى المدارس بعد فترة الحجر الصحي، وتقدم العديد من المؤسسات الصحية بالعالم جملة نصائح عملية واستراتيجيات وأنشطة.
على المعلم أن يكون على دراية واسعة بكل معاناة طلبته، كما عليه أن يكون على اطلاع مسبّق بحصيلة التحديات التي تواجهها المجتمعات المدرسية عموماً.
يعتمد دعم المعلم لطلابه أثناء الجائحة وما بعدها على العديد من المهارات التي يستخدمها يومياً كتقديم المشورة والتوجيه العاطفي والأكاديمي، متبوعاً بمزيد من الأدوات والاستراتيجيات العملية لإعادة بناء العلاقات ودعم الطلبة.
عقل منفتح
تختلف تجارب كل مجموعة من الطلبة بالصف الواحد عن الوباء عن غيرها، كما تتباين لديهم أيضاً مستويات مهارات التأقلم والمرونة بالتعامل مع تلك التجارب. وجود عقل منفتح بشأن ما قد يمر به الطلبة، وكيف سيتعاملون معه سيكون مهماً.
المعلم جزء من فريق
بعض التحديات التي يواجهها المعلم قد تكون مربكة، لكن عندما يدرك أن زملاءه المعلمين بنفس المدرسة والمدارس الأخرى يواجهون نفس المشكلات ستكون المسألة أقل تعقيداً.
على كل معلم مراقبة الحدود المناسبة بشأن خصوصية الطلبة، والاستفادة من المعلمين والمدراء الآخرين للحصول على الدعم والتوجيه، وأن يتشارك معهم ما تعلّمه من خبرات خلال فترة الحجر الصحي وما بعدها.
فريق المعلم يتخطى حدود مدرسته
في الكثير من بلدان العالم يكون للمنظمات الدولية ومنظمات القطاع الثالث والجماعات المجتمعية دور فاعل في تقديم الدعم للمعلم والطالب.
استجابات عاطفية مختلفة
نظراً لاختلاف أنواع الخسارات التي قد يتعرض لها الطلبة خلال فترة الجائحة، فقد يرى المعلم أنواعاً مختلفة من الاستجابات العاطفية. سيستجيب الطلبة بطرق مختلفة للتجارب الصعبة، وقد يظهر نفس الطالب استجابات مختلفة من يوم لآخر.
ضرورة عدم تجاهل السلوك المقلق
من الضروري مراعاة المعلم للطالب الذي فقد عزيزاً له، مع ذلك يجب عدم تجاهل إشاراته فقد تشير لشيء أكثر خطورة. تسلط مديرة البرامج المساعدة والمعالجة النفسية جين كارو الضوء على بعض العلامات التي تدل على أنه يجب عليك إحالة الطلاب للحصول على دعم إضافي بالصحة النفسية.
قد يتعرض الطالب لتغيُّر كبير بحالته المزاجية يستمر لأكثر من بضعة أيام، كانخفاض الحماس، ابتعاده عن أصدقائه، وصعوبة تركيزه بدروسه، والبكاء.
تغيُّر كبير بوزنه – إما زيادة أو نقصان – حيث تتأثر الشهية غالباً بالصراعات النفسية.
تعرض الطالب لتعب يستمر لأكثر من بضعة أيام، فهذا مؤشر لتغيرات في أنماط النوم يمكن ربطها بمخاوف الصحة العقلية.
نوبات غضب متناوبة تبدو خارجة عن طابع شخصية الطالب الاعتيادية.
التعليم بعد الحجر الصحي بحاجة لبعض الانتظار
قد لا يشعر الطلبة بالقدرة على التعلم بنفس الوتيرة التي اعتادوا عليها قبل تفشي الجائحة، وقد يظهرون سلوكا تخريبياً. تعد القدرة المعطلة على التركيز تجربة شائعة للطلبة الذين عانوا من الفجيعة أو الصدمة. من المهم الاعتراف بأن بعض الطلبة، قد يكونوا متلهفين للعودة لمدارسهم وهم على استعداد لتعويض ما فاتهم من دروس.
تشوّه روابط التعلق
نتيجة لتدابير الحجر الصحي الصارمة، قد يعاني الكثير من الطلاب من ارتباطات متقطعة، كالانفصال عن الوالدين والأجداد. التعلق هو مفهوم مرتبط بالرضع، لكنه ذو صلة بنا طوال حياتنا. حتى الطلاب الأكبر سناً لديهم علاقات ارتباط مع الكبار في حياتهم، وكذلك مع أصدقائهم وأقرانهم. إذا كانت هذه العلاقات متوترة أو مقطوعة، فمن المحتمل أن يعاني الطلاب من الضيق العاطفي.
الصدمة
قد يبدو الأمر وكأنه لغة درامية، لكن جائحة كورونا كانت تجربة مشتركة لكل من المجتمعات والأفراد. ثمة حاجة ماسة لمعالجة وفهم ما حدث بالضبط، والعمل معاً لإيجاد طريقة للمضي قدماً. سيحتاج الطلاب الذين عانوا من الصدمات النفسية لدعم معلميهم ومدرائهم.
استراتيجيات وأنشطة لتسهيل العودة
الاعتراف بما حدث
في حين أن الخوض بوضع الجائحة قد لا يكون مفيداً، لكن من المهم الاعتراف بحجم ما مررنا به، من الضروري إيجاد توازن بين احترام فداحة الموقف والتضحيات التي يُطلب من الناس القيام بها والخسائر التي عانوا منها دون إثارة الموقف.
دعهم يتكلمون
قد يكون لدى الطلاب الكثير من الأفكار والأسئلة بشأن الفيروس والتدابير الحالية المعمول بها وكيف سيؤثر في تعليمهم. بالطبع، ثمة حاجة للتأكد من أن الطلبة قادرون على تعويض ما فاتهم من دروس. يتم ذلك من خلال تحقيق توازن بين المزيد من الدروس الأكاديمية والإبداعية والمهنية.
إيجابية المعلم مع طلبته
في حين أنه من المهم للغاية الاعتراف بالتحديات والخسائر التي مررنا بها جميعاً بسبب الجائحة، فمن المحتمل أن يكون النهج الإيجابي للمستقبل مفيداً. قد يساعد التركيز في بناء علاقات قوية والتطلع للمستقبل بثقة عالية أثراً إيجابياً في التخفيف من بعض القلق الذي يعاني منه الطلبة.
على المعلم مناقشة النقاط الإيجابية التي نتجت عن الجائحة. الاعتراف بأن الكثير من الأشياء السيئة حدثت وتحدث، عليه أن يشجعهم على البحث عن الخطوط الفضية بحياتهم.
ويطلب منهم التفكير بكيفية الحفاظ على استمرار بعض النقاط الجيدة. مثل أن للجائحة ميزاتها كذلك، فالناس قللوا من استخدام سياراتهم، مما ساهم بانخفاض نسبة التلوث، والكثير منا التزم المشي وركوب الدراجات الهوائية. من المهم كذلك التأكيد على أن الاعتراف بالإيجابيات لا يبطل السلبيات أو يقلل من شأنها.
بناء علاقات
أحد الأشياء التي قد يكون الطلاب قد فقدوها بسبب قيود الحجر الصحي التي عرقلت الجداول المدرسية، الشعور بالانتماء للمجتمع المدرسي والتواصل مع الآخرين. قد يساعد النشاط الذي يمكن أن تشارك فيه شعبة طلاب بأكملها – أو حتى مدرسة بأكملها – في إعادة بناء شعور الطلاب بالتواصل مع بعضهم البعض وبالتالي زيادة انتمائهم للمدرسة.
التطلع للفنون
غالبا ما تساعدنا الفنون الإبداعية في التعبير عن مشاعرنا التي نكافح من أجل التعبير عنها بالكلمات أو تساعدنا بالتخلص من شعورنا بالوحدة في الأوقات الصعبة. يمكن أن يكون الفن الابداعي، متمثلا بالمقطوعات الموسيقية والفنون المرئية والدراما العاكسة لبعض المشاعر التي قد يشعر بها الطلبة طريقة مفيدة لتحفيز الطلبة.