تظاهرات الرياضيين لكسب الحقوق والنهوض بواقعهم

682

كتب / أحمد رحيم نعمة – أميرة محسن / تصوير: صباح الإمارة /

كثيرة هي المشاكل التي واجهت الرياضة العراقية خلال الفترات المنصرمة، التي ألقت بظلالها على الرياضي العراقي الذي عانى الأمرّين جراء التعامل غير الصحيح من قبل القائمين على رياضتنا، ولاسيما رواد العراق وما جرى لهم في الفترات السابقة وحتى الحالية، هذه الأمور المتأزمة وغيرها جعلت أغلب الرياضيين يتظاهرون في ساحة التحرير من أجل إيجاد الحلول لتغيير واقع الرياضة العراقية.
مجلة “الشبكة العراقية” التقت العديد من الرياضيين والصحفيين الرياضيين في ساحات التظاهر وكانت البداية مع الحكم الدولي حسين تركي الذي تحدث قائلاً:
اقتلاع جذور الفساد
التظاهرات الجماهيرية يجب أن لا تقتصر على فئة معينة، أي يجب علينا الخروج على جميع أشكال الفساد، وليس على منظومة الرياضة فقط، لتشمل جميع شرائح المجتمع لاقتلاع جذور الفساد أينما وجد ليكون بلدنا خالياً من المنظومة الفاسدة ولكي تسير الحياة نحو الأفضل، ومن ضمنها المنظومة الرياضية، أما بالنسبة للجنة القرار 140 فيجب إيقافها الآن بعد عودة الحياة إلى اللجنة الأولمبية ولاسيما بعد تشريع القانون والتصويت عليه من قبل البرلمان ،لأن هذه اللجنة أعادت الرياضة إلى الوراء، هذه اللجنة هي جزء لا يتجزأ من الفساد الرياضي، أتمنى أن يأخذ كل شخص حقه ولاسيما شريحتنا التي تعاني الاضطهاد من قبل مسؤولي الرياضة.
تغيير المنظومة الرياضية
كان للاعب الدولي السابق أحمد صلاح رأي آخر عندما قال: أنا مع المتظاهرين سواء الرياضيين أو غيرهم، وهذا حق مشروع، إذ لابد من اقتلاع جذور الفساد برمّتها، نحن كرياضيين لم تتوفر لنا أبسط الحقوق، لقد عانت الرياضة العراقية الكثير خلال الفترات الماضية والوقت قد حان لتغيير هذه المنظومة.
محاربة الفساد والمفسدين
أما اللاعب الدولي السابق أزهر طاهر فقال: الرياضيون إحدى شرائح المجتمع المهمة ذات التأثير الكبير والمباشر على عواطف الشباب، لأنهم على تماس مباشر معهم، لأنهم يدعون للحكمة وتحكيم لغة العقل للحفاظ على شبابنا والابتعاد عن العنف للحصول على مطالبهم المشروعة وإيصال الصوت الحق لمحاربة الفساد والمفسدين في كل مؤسسات الدولة وصولاً لبلد يتمتع أبناؤه بالأمن والأمان والعيش الكريم وتوفير الخدمات من سكن وضمان اجتماعي وصحي ووسائل نقل متطورة، فضلاً عن وسائل الترفيه ليصبح عراقنا نموذجاً لحياة كريمة وليأخذ كل ذي حقٍ استحقاقه بحياديه وعدالة في بلد يطفو على بحيرات من النفط والمعادن والسياحة والخيرات.
خرجنا للتغيير
نجم السلّة العراقية عباس خضير تحدث قائلاً: أغلب الرياضيين خرجوا للتظاهر، ليس فقط الرواد ، وأنا من بين الرياضيين خرجت عشرات المرات وشاهدت الكثير من اللاعبين الحاليين في ساحة التحرير، وللأمانة نقولها يجب التغيير في جميع مفاصل الرياضة من أشخاص وقوانين لضمان حقوق الجميع.
حقوقنا منهوبة
نجم المنتخب العراقي السابق والمدرب الحالي حسين مرشدي قال: نحن مظلومون ولا أحد أنصفنا، حقوقنا منهوبة، لا جواز سفر دوبلماسياً حالنا حال أصحاب القدح المعلّى، ولا قطعة أرض، ولا راتباً تقاعدياً، ولا علاجاً مجانياً، نريد التغيير، نعم للتغير، نريد تغيير المنظومة الرياضية برمتها، نريد دماء شبابيه جديدة تقود الرياضة العراقية وتعود بها إلى أمجادها، بمختصر مفيد المتظاهرون وشهداؤنا هم العراقيون الشرفاء، نعم نعم للتغيير…. وألف كلا للفاسديين الذين نهبوا العراق وأباحوا دماء العراقيين، أنا مع الأبطال للتغيير في العراق، ويبقى شهداؤنا شموس العراق المشرقة.
إبعاد أهل المصالح والمستفيدين
بينما كانت للصحفي الرياضي جواد الخرساني كلمة عندما قال: التظاهرات التي تشهدها الساحة العراقية هي انتفاضة شعبية قام بها الشعب العراقي، بعد أن عانى الويلات في عموم الأمور الحياتية والاقتصادية، والخدمية، والاجتماعية ومنها الرياضية، لذلك كانت هنالك شريحة كبيرة من الرياضيين ضمن المتظاهرين للمطالبة بأمور عدة ،منها ما لحق بشريحة الرواد من إهمال وتهميش، في الوقت الذي نرى أن لهم قيمة واهتماماً كبيراً في البلدان الأخرى، لذلك هم يعانون شظف العيش بعد أن أفنوا زهرة شبابهم لخدمة الرياضة العراقية، وهم خير من مثّل العراق خارجياً ورفعوا رايات بلادهم عالياً، وكان يفترض أن ينصفوا في أواخر حياتهم، لا أن يُهمشوا ويعاملوا بطريقة لاتليق بتاريخهم واسمائهم، لذلك كانت التظاهرات الشعبية خير متنفس لهم لطرح معاناتهم، وفيما يتعلق باللجنة ١٤٠ التي شكلت لحفظ مال الرياضة العام، لكنها مع الأسف أخذت منحى آخر هو التدخل في الشأن الرياضي وتوجيهة بما يتلاءم في الكيل بمكيالين مع عمل الاتحادات الرياضية وحسب مصالح وعلاقات شخصية ما أثر على عموم الرياضة وتواصلها مع العالم خارجياً، لذلك لابد من إعادة النظر بهذة العقبة التي وضعت في سير العملية الرياضية والاكتفاء بالمؤسسات الحكومية الرقابية وهي الرقابة المالية العامة وهيئة النزاهة فضلاً عن دائرة المفتش العام، وهذه الدوائر رقابية مالية لا تتدخل في العمل الرياضي، لذلك وجود الجماهير الرياضية هو لتغيير الواقع الرياضي الذي انحرف كثيراً في السنوات الأخيرة وأصبحت الرياضة العراقية للبعض (بقرة حلوباً) للاغتناء على حساب اسم وتاريخ الرياضة الكبير، لذلك نتمنى أن تكون التظاهرات بوابة لعودة رياضة العراق إلى سكتها الصحيحة وإبعاد أهل المصالح والمستفيدين الذين أسهموا في خراب رياضتنا التي كانت تعتلي المنصات العربية والعالمية.
تخبط وازدواجية
الصحفي الرياضي حيدر العتابي أيضا كانت له كلمة قال فيها: في البداية شكرنا وتقديرنا العاليين لمجلة “الشبكة العراقية” ومتابعتها المستمرة لشؤون الواقع العراقي ومنها الرياضي، أما عن التظاهرات التي شارك فيها عدد كبير من الرياضيين فأعتقد أنها مستحقة وأتت في أوانها، ولاسيما بعد التخبط الكبير والازدواجية في العمل التي اعتمدتها لجنة القرار 140 المشكلة من رئاسة الوزراء قبل ثمانية أشهر تقريباً، والتي أدت إلى تعطل الرياضة بصورة كبيرة وتراجع أداء الرياضيين والأبطال، وبالخصوص في زمن رئيس اللجنة السابق وكيل وزارة الشباب والرياضة السيد عصام الديوان، وبالتالي جاءت التظاهرات في وقتها، مع العلم أن شريحة الرياضة قدمت الشهيد علي أكبر لاعب المنتخب الوطني للجودو الذي خرج يطالب بحقه من لجنة القرار التي أوقفت رواتب الرياضيين منذ 8 أشهر، وكذلك إصابة لاعب المنتخب الوطني للمواي تاي بطل العالم علي الكناني الذي تعرض لإصابة خطيرة قد تمنعه من مواصلة الرياضة بصورة عامة وللسبب ذاته، وبالتالي نعتقد أن بعد تشريع قانون اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية الجديدة، انتفت الحاجة إلى هذه اللجنة التي ابتعدت كثيراً عن هدفها وانتفع منها عدد من المسؤولين في وزارة الشباب وبعض المحسوبين على مهنة الصحافة!!
خطط فساد ممنهجة
وتحدث مدرب منتخبنا الوطني بالكك بوكسنغ أحمد كريم قائلاً: أصبح التغيير في المنظومة الرياضية واجباً على جميع مؤسسات الدولة العراقية وليس فقط في وزارة الشباب والرياضة، لأن ماتقوم به الدولة هي خطط فساد ممنهجة لدفن كل الطاقات وكل شيء يتعلق بالنجاح، أنا في رأيي أن وزارة الشباب والرياضة أتت ليس للتغيير أو إصلاح المنظومة من الفساد، بل أتت لتفسد ما تبقى من طاقات إيجابية، كانت للوزارة خطط منظمة لانتهاك شرعية الأولمبية، وهذا الفعل أعتقده مرفوضاً جملة وتفصيلاً ، إذ يجب التصدي للقرارات المشؤومة التي تطلقها الوزارة، فعلى كل رياضي شريف أن تكون له وقفة احتجاجية.. ضد كل من يريد الإساءه لتضحيات الأبطال وانتهاك حقوقهم التي سلبت من قبل المتنفعين، فالوزاره لم تكتفِ بسحب الأموال فقط بل قامت بالتجني على الأولمبية تحت ذريعة الإصلاح، بل للمنافع الشخصية والمحاصصية، وإن افترضنا أن الوزارة الشبابية تود التغير والإصلاح لما حدث تلكؤ بتأخير أموال الموفدين الرياضيين للمشاركات الدولية والمحلية، بل حدث العكس بتهميش وإجحاف من قبل الوزارة بحق الرياضيين في حين تعد هذه المنظومة بمثابة سفير البلد في الخارج، وهنا ألف علامة استفهام لمن يدعي خدمة المؤسسة الرياضية. وفي الختام أودّ ان أقول للقادة الرياضيين في وزارتنا الرياضية: ارفعوا أذرع فسادكم المستشري عن أبطالنا الرياضيين لأنكم سلبتم طموحات شبابنا الأبطال وتضحياتهم.
محاربة الأبطال
يرى الصحفي الرياضي نعيم حاجم أنه خلال هذه الفترة برزت ظاهرة إبعاد نجوم الرياضة العراقية، وبجميع ألعابها، من منح الرواد التي أقرها مجلس النواب مؤخراً وهي لإعانتهم ورفع الحيف عنهم، فضلاً عن متطلبات الحياة الصعبة، غير مبالين بكهولتهم وأوضاعهم الصعبة، وهذه الحالة يعيشها أغلب نجوم الرياضة السابقين “المسحوقين”، وهم لا يملكون أي شيء سوى أسمائهم التي ما زال الشارع الرياضي يتغنى بها. ومع هذا الحيف الذي لحق بهذه الكوكبة المتميزة، ورغم تلك المعاناة فهذه الشريحة كانت سباقه في تلبية نداء الوطن، ليس من أجل أطماع أو البحث عن منح او رواتب، بل من أجل إعادة رياضتنا التي تبوأت سابقاً مكانة بارزة على المستويات القارية والعربية والاقليمية، أما عن لجنة القرار، فهي لم تقدم أي شيء يذكر بل وجدت لمحاربة الأبطال والدليل هو إبعاد أكثر المنتخبات عن المشاركات الخارجية لكي يتسنى لهذه اللجنة السطو غير المبرر على أموال الأولمبية والتلاعب فيها وفق اجتهادات ربما تكون بعيد ة عن القانون، لجنة القرار 140 تبقى وصمة عار في جبين وزارة الشباب والرياضة.
التهميش دفعنا للتظاهر
آخر المتحدثين كان لاعب المنتخب العراقي ومدرب منتخب الناشئين السابق محمد علي عندما قال: إن خروج الرياضيين إلى ساحة التحرير كان بسبب الظلم الذي لحق بالرياضيين من قبل وزارة الشباب والرياضة، ولجنتها الخماسية واللجنة الأولمبية، الجميع يعمل لمصحته الشخصية، فالفساد منتشر في جميع المفاصل الرياضية، ينادون بالإصلاح ودوائرهم حبلى بالفساد، فالرياضي العراقي متعب جداً نتيجة العلاقات والإخوانيات، وقد وصلنا في عهد الوزارة والأولمبية إلى منحدر خطير بسبب التهميش الذي يحدث للرياضيين، ولاسيما الأبطال الرواد الذين أعطوا زهرة شبابهم لخدمة هذا البلد الذي ابتلي بالمنتفعين والمفسدين، لقد خرج الرياضيون للتظاهر من أجل التغيير في المنظومة الرياضية، ولابد من خروج المستفيدين الذين سلبوا حقوقنا المشروعة، لقد أمسينا وأصبحنا نبحث عن منقذ لرياضتنا من أجل إعادتها إلى مكانتها المرموقة، نتمنى أن ياخذ كل ذي حق حقه وأن تتسلم زمام الأمور طاقات شبابية تقول كلمتها لإنقاذ ما تبقى من رياضتنا.