راجية محسن.. وجه جديد يكتشفه عبد الوهاب

1٬441

ارشيف واعداد عامر بدر حسون/

في جلسة هادئة ضمت الاستاذ محمد عبد الوهاب والاستاذ احسان عبد القدوس وبعض الشخصيات من اهل الفن، تساءل البعض لماذا لا يكتب احسان سيناريو فيلم لعبد الوهاب.

ورحب الاستاذ عبد الوهاب بالفكرة، وتركزت الانظار في الاستاذ احسان لتعرف رأيه.. وقال احسان:

– انا مستعد اكتب حاجة ممتازة بس فيه مسألة يمكن تعطلني شوية عن الكتابة..!
وسأل عبد الوهاب عن هذه المسألة فقال احسان:

– علشان الموضوع يكون ممتاز، لازم يكون في ذهني فكرة عن البطلة، ودي مسألة في روتين اصحاب شركات الافلام تتوقف على اجر الممثلة..!

وهرش الاستاذ عبد الوهاب في رأسه عدة مرات ثم قال:

– اقترح على ممثلة ، واشوف اذا كنت اقدر عليها والا لأ..!
وهرش هذه المرة الاستاذ احسان في رأسه ثم اخذ يستعرض في ذهنه، ممثلاتنا.. وفجأة صاح:

– راقية.. راقية ابراهيم.

وقال عبد الوهاب وهو يصافح احسان:

– اتفقنا يا عم.. من دلوقت اعتبر راقية هي بطلة الفيلم..

راقية تشترك

وبعد ايام، وقبل ان يسافر الاستاذ احسان عبد القدوس الى الهند، بعث بسيناريو الفيلم الى الاستاذ محمد عبد الوهاب..

وقرأ عبد الوهاب السيناريو ثم اعاد قراءته مع الاستاذ محمد كريم واعجبا به اشد الاعجاب.

وكان من المنتظر ان يتم الاتفاق بين الاستاذ محمد عبد الوهاب والسيدة راقية للاشتراك معاً في الفيلم الجديد، ولكن السيدة راقية تمسكت ببعض الشروط مما ادى الى فشل الاتفاف، وتوسط الكثيرون بين عبد الوهاب وراقية ولكن وسلطاتهم كلها باءت بالفشل لتمسك كل من الطرفين بشروطه!
الرجوع للحق!

وذات يوم ذهب الاستاذ عبد الوهاب الى مكتبه في 25 شارع توفيق فوجد السيدة راقية في انتظاره فصافحها بترحاب قائلاً:

– اهو كده كويس.. والرجوع للحق فضيلة، مش كده يا ست راقية والا إيه..؟

وابتسمت الآنسة.. وكانت يدها مازالت في يد عبد الوهاب، وهي تقول:

– حضرتك غلطان ياستاذ، انا مش السيدة راقية، انا الآنسة راجية محسن!

ليست راقية!

ولم يصدق عبد الوهاب ما يسمع فخلع نظارته عدة مرات ثم لبسها، وفي كل مرة كانت نظارته تقسم له ان المخلوقة التي امامه هي راقية ابراهيم ولا يمكن ان تكون الا راقية ابراهيم..! وضحك عبد الوهاب بعد ان ادرك ان هذا مقلب لا بأس به من السيدة راقية فقال:

– حنضحك على بعض والا ايه.. مش نتفق احسن!

واجابته الآنسة دون ان تضحك هذه المرة:

– انت لك حق يا استاذ تغلط في.. انا عارفة ان انا شبه السيدة راقية ابراهيم تمام، لكن..

– لكن ايه، الوقت اللي نضيعه في حركات زي دين مش نضيعه في كتابة عقد، او في مناقشة شروط احسن!!

– يعني مفيش فايدة انك تقتنع باني راجية محسن مش راقية ابراهيم!

– صحيح انا راجل نظري على قدي لكن مش ممكن يكون للدرجة دي..!

اقتناع!

وعبثاً حاولت الانسة اقناع الاستاذ عبد الوهاب واخيراً اقترحت عليه ان يطلب السيدة راقية في التليفون في بيتها فقد تكون هناك وتحل الاشكال، وفعلاً طلب عبد الوهاب السيدة راقية، واجابته بنفسها وظل يحاورها في دقائق العقد السابق وتفاصيله ليتأكد بنفسه ان التي تحادثه هي راقية.. وانتهى من المكالمة التليفونية وقد اقتنع تماماً ان الله يخلق من الشبه اربعين!

مطربة ايضاً

وقالت الانسة راجية:

– انا سمعت بالصدفة انك فشلت في الاتفاق مع راقية، ولأن كل قرايبي ومعارفي حتى الناس في الشارع يقولوا لي نسخة تانية من راقية، جبتلك في مكتبك وما عنديش مانع امثل معاك بدالها..!

وانصت لها عبد الوهاب وهو في حيرة من امره، فقد كان يعتقد ان الموسيقى التي تغلب على صوت راقية لا يمكن ان تكون في صوت مخلوقة غيرها، ولكن هذه الفتاة الجالسة امامه يتمتع صوتها بموسيقية عجيبة، وسألها: هل تعرف الغناء؟

وضحكت الفتاة ثم قالت:

– مش أوي.. لكن اقدر اتعلم

وغنت راجية بعض اغنيات للمرحومة اسمهان، وارتجف عبد الوهاب امام قوة حنجرة هذه الفتاة، بل هذه «اللقطة» التي هبطت عليه من السماء.

وقد اقام الاستاذ عبد الوهاب حفلة شاي يوم الجمعة في داره دعا اليها لفيفا كبيراً من اهل الفن، ولم يشك مدعو في مصافحة الفتاة راجية محسن على انها السيدة راقية.

ويقول الاستاذ عبد الوهاب: «لو قابلت السيدة راقية هذه الفتاة لتنازلت لها فوراً عن شخصيتها وهي راضية كل الرضا ومطمئة كل الاطمئنان على مستقبلها..!»