شبان ينافسون الفتيات على “مسكة العروس”

997

ترجمة وإعداد: آلاء فائق /

عادات ليلة الزفاف، التي تشهدها حفلات الزفاف في أيامنا هذه، كثيرة، ومعظمها هي تردّدات من الماضي، منها مسك العروس لشدة ورود أنيقة ومن ثم قيامها برميها على صديقاتها وقريباتها.
يعود أصل هذه العادة الجميلة للعهدين الروماني واليوناني، ولكنها لم تكن باقة من الزهور، بل كانت مجرد حزمة من الأعشاب والثوم والتوابل تصنع لأسباب مرتبطة بطرد وإبعاد الأرواح الشريرة والحظ السيئ والأمراض عن العروس وزوجها.
الاتفاق عالمياً على حمل العروس لباقة الورد حسب العادات والتقاليد عند الشعوب يؤكد أنها محظوظة في اختيار شريكها، وللاعتقاد السائد بأن الورد يُبعد الحظ السيئ عن العروس.
لكن قد يتساءل البعض عن سر رمي العروس بباقة الورد بعد انتهاء الزفاف، رغم التكلفة المرتفعة لبعض الباقات؟
حسب موقع “مترو” البريطاني فإن وراء هذه الفقرة تقليد قديم كانت تشهده حفلات الزفاف إذ كان الناس، ومنذ مئات السنين، يعتقدون أن العروس تكون مباركة في ليلة زفافها، والحصول على قطعة من فستانها أو برقعها يمنح الحظ السعيد لمن تأخذها. وقد جرت العادة في الأيام الخوالي، لدى بعض الدول كفرنسا وإنجلترا، أن تأخذ الفتيات المدعوات شيئاً من أغراض العروس تيمناً بها. وبسبب هذا الاعتقاد كانت تتعرض العروس لهجوم شرس وتتضرر ملابسها.
إلا أن هذه العادات بدأت تتغير تدريجياً، بهدف الحفاظ على فستان العروس الباهظ الثمن، واستُبدلت هذه العادة برمي العروس باقة الورد التي تحملها، على أن تكون الفتاة التي تلتقطها هي صاحبة الحظ السعيد.
وبهدف الخلاص من شبح العنوسة الذي يقلق الكثير من الفتيات ومن أجل اللحاق برَكب المتزوجات السعيدات، تفننت شعوب العالم بعاداتهم وتقاليدهم التي تكاد تبدو غريبة للغاية، ففي تركيا مثلاً تقوم الفتيات العازبات بكتابة أسمائهنّ على ظهر حذاء العروس، ومن منطلق المثل البغدادي القديم القائل (التالي ربّه عالي)، فإن آخر فتاة يدون اسمها على الحذاء، تعتقد بأنها ستتزوج بعد العروس مباشرة.
اللافت للنظر مؤخراً، أن هذا التقليد الجميل الذي اقتصرت تأديته بين العروس وفتيات حفلة زفافها، خرقته مجموعة من الشبان لإضفاء المزيد من أجواء من المرح والضحك والغبطة على الحفل، فالشباب باتوا ينافسون الفتيات، ونظراً لتمتع الشباب بقوة عضلية تفوق الفتيات، سيظفر أحدهم دون شك في لقف مسكتها دون منازع.
المتابع لحفل زفاف المشاهير قد يتذكر جو المرح الجميل الذي ساد حفل زفاف الممثلة التركية الشابة هازال كايا لحظة قيامها برمي باقة الزهور إلى صديقاتها، حيث اندس وسطهن أحد أصدقائها من الشباب الذي نجح في التقاط الباقة ليسقط الجميع في نوبة من الضحك ويصر هو على الاحتفاظ بها رافضاً منحها لأي من النساء كما تقول التقاليد.
في إحدى حفلات الزفاف الجميلة المقامة في إحدى قاعات فندق بابل روتانا، اقتنص سيف جلال، 21 عاماً، طالب في كلية الآداب_ جامعة بغداد مسكة العروس، عندما كان واقفاً هو وصديقه ضمن مجموعة الفتيات اللواتي تجمعن بحلقة جميلة خلف العروس، أملاً في لقف مسكتها.
عندما سألناه عن سر منافسته للفتيات في لقف المسكة وهل ثمة اتفاق مبرمج مسبقاً بينه وبين العريس، كونه ابن عمه، قال: نعم أحببنا أنا والعريس إضفاء أجواء من الضحك والمرح على الحضور، لأن أغلبهم يتوقع أن تمسك الشَدّة واحدة من الفتيات، ففوزي بالمسكة أثار غيظهن، وفي الوقت نفسه صفق لي الحضور وسط أجواء سادها الضحك والمفاجأة والمرح، علماً أن العروس تعمدت رمي المسكة ناحيتي.
في حفلة زفاف أخرى، وما إن بدأت فقرة رمي مسكة العروس، بعدما طلب مذيع الحفل من الفتيات الصغيرات التجمع خلف العروس، حتى استعدت العروس “رند نبيل” للفقرة وتسارعت مصورة الحفلة لتشجيعها على التمايل يميناً وشمالاً استعداداً لرمي المسكة، تنافست الجميلات في حفل زفافها لالتقاطها، فهن ينتظرن بفارغ الصبر أن يمسكن بها ليكللن مستقبلهن بالسعادة، في هذه اللحظة بدأت بين الفتيات معركة شرسة جداً ومستميتة للحاق بباقة الورد، جميع الحضور أحب المشاركة، أو على الأقل كان يراقب ما يجري عن كثب، لتأتي اللحظة الحاسمة عندما رمت العروس رند مسكتها ليظفر بها ابن خالها دون بقية الفتيات!
أثير خالد، 23 سنة، موظف في شركة أهلية بالكرادة، فاز هو الآخر بلقف مسكة العروس في حفل زفاف ابنة عمته، يقول: منذ كنت صغيراً، كانت تعجبني مراسم ليلة الزفاف، ومنها فقرة مسكة العروس، فقلت في نفسي لماذا لا أظفر بمسكها وأغير شيئاً من العادات المتبعة، ونجحت باقتناصها كوني أطول من الفتيات الحاضرات.
سامر إحسان، 20 عاماً، أحد طلبة كلية التربية- الجامعة المستنصرية، هو الآخر أحب أن يمازح الفتيات، متراهناً مع أصدقائه على قدرته في لقف مسكة العروس وهي زميلتهم في الكلية، فعندما تجمعت صديقاتها خلفها استعداداً للقف مسكتها، ظفر هو بلقفها، قائلاً: لا بأس في اختراق هذا التقليد الجميل، طالما أن خرقه يضفي جواً من المرح والضحك على الحضور، مضيفاً أن أغلب مراسم العروس تبرز فيها الفتيات، أما الشباب فلا دور لهم، لذا أحببت أن أكون منافساً لهن