عيد الفطر..

914

باسم عبد الحميد حمودي /

عيد الفطر المبارك تظاهرة دينية شعبية تتداخل فيها الطقوس المقدسة، من صلاة عيد وانتهاء صيام ومباركة الناس لبعضهم بقدوم العيد السعيد، الى مجموعة من الممارسات الشعبية التي تتجدد في كل عيد.
وفي العراق، يقع العبء الأكبر من استعدادات قدوم العيد على ست البيت وبناتها وكنّاتها, فهنّ يحضّرن الأفرشة المطويّة ويرفعن القديم من الأرائك ليضعن الجديد او المكوي بعناية استعداداً لزيارة الأقارب والجارات والصحاب أيام العيد.
وإذا كانت بعض الأُسر اليوم قد اختارت شراء حلويات العيد وكعكهِ من محال معروفة تجنباً لجهد كبير تصرفه الأسرة في إعداد حلويات العيد،
فإن الكثير من الأسر لاتكتفي بشراء «من السّما والبقلاوة والزلابية وزنود الست واللّقم بأنواعه» وسائر الأنواع المشتهاة من المحال المعروفة, فلابد لها من صنع الكليجة الخاصة والخفيفي في المنزل وفق كميات مناسبة لكل أسرة.
قبل ظهور أفران المنزل في الطباخات المنزلية الحديثة, كانت سيدة المنزل يوم العرفات (آخر يوم من رمضان) تعجن الكليجة بأنواعها (كليجة تمر أو شكر أولقُم أوالجوز المبروش) وترسلها على شكل صينية كبيرة (أو عدة صوانٍ ) للمباهاة أوالحاجة الى فرن الصمون في المحلة حيث تشوى مقابل مبلغ زهيد, وتعيدها الحديثة (وهي الفتاة اليانعة) بالصينية الى دارها مشوية مشتهاة وشباب المحلة يختلسون النظر على استحياء الى صاحبة الصينية وهم قد يفكرون بخطبة او دعوة لخطبة أيام العيد.. حيث تتزاور الأسر مثلما يتزاور الرجال بعد صلاة العيد.
من مظاهر عيدي الفطر والأضحى الشعبية نصب المراجيح ودواليب الهواء في الساحات خارج المنازل كألعاب للأطفال فيها, كما تقام لعبة (الساس) من قبل الشباب قريباً من أماكن المراجيح، فيما يقوم المكارون بعرض عرباتهم للإيجار فيصعد الأطفال فيها وهم ينشدون أغاني العيد في دورة او دورتين، في وقت يعقد الرجال مجالسهم في البيوت والدواوين للتهنئة والحديث الممتع المناسب المبهج.
في مجالس النساء، وعلى إيقاع الشاي المهيّل وكليجة العيد، قد يجري حديث خطبة لحسناء واستعداد لتعيين موعد الفرح لأخرى.. كل عام وأنتم بخير.