لتنمية ذكاء الأطفال وإبداعهم.. الكتب أفضل من الأفلام
ثريا جواد /
يبتعد الأطفال عادة عن قراءة الكتب والمطالعة، لا سيما الجيل الجديد بسبب انشغالهم الكبير بوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت همهم الأول والأخير، فمنذ الصباح الباكر ينهمك الطفل بها وبألعابها التي لا تنتهي وتستمر وقتاً طويلاً جداً وتُلعبُ بطريقة فردية أو جماعية مع مجموعة من الأصدقاء والصديقات في شتى أنحاء العالم.
ثقة بالنفس
تعويد الطفل على القراءة والمطالعة من الحاجات الضروية والمفيدة لأنها تنمي قدرة الطفل على النجاح في مختلف مجالات حياته المستقبلية وتزيد من ثقته بنفسه وتتيح له التعرف على كل ما يدور حوله وتحقيق ذاته إضافة الى المتعة التي يشعر بها أثناء القراءة.
ويلعب الآباء والأمهات دوراً كبيراً في تحفيز الطفل على القراءة بالتشجيع المستمر على المطالعة، وخير الأوقات لذلك هي مرحلة ما قبل المدرسة، وعادة ما يهوى الأطفال في سن مبكرة مشاهدة الكتب التي تحوي الصور الملونة والكارتونية من التنين والفيلة والداينصورات وقصص بوباي وتوم وجيري والأميرة النائمة وغيرها. هذه الكتب المصورة الملونة تسهم على نحو كبير وفعال في زيادة ثقافة الطفل وتمكنه من استيعاب المعلومة بطريقة أكثر انسيابية.
الأفلام والتلفزيون
تسأل المؤلفة البريطانية (كريسيدا كويل) الحائزة على جائزة (الأطفال الجدد) وصاحبة كتاب (كيفية ترويض التنين): كيف يمكن لنا أن نجعل الأطفال متحمسين لقراءة الكتب؟ فهي تعترف أن الأمر لن يكون سهلاً أبداً ولا يوجد حل سريع لجعل الطفل يفضل قراءة الكتب على مشاهدة الأفلام والتلفزيون.
تضيف كويل: قراءة الكتب تستلزم جهداً ذهنياً، ويمكن أحياناً أن تجعل الأطفال يشعرون بالغباء، والسؤال الذي لابد من البحث في إجابته هو كيف يمكنك أن تجعل الأطفال يحبون شيئاً يشعرهم بالغباء؟
طريقة حماسية
تعتقد كويل أن الأطفال عادة ما يحبون السحر في الكتب وينجذبون اليه لأنهم يتخيلون أنفسهم هم السحرة وهم من يتولون القيادة في كل وقت لأن السحر يجعلهم أقوياء ويمنحهم القوة، ولهذا نرى الكثير من الأطفال يميلون الى كل ما هو كبير وضخم مثل التنين الذي يلتهم كل من حوله.
قراءة الكتب هي نوع من السحر التحويلي الذي يقدم أشياء سحرية لا يمكن للأفلام أن تخلقها عند الأطفال وهي (التعاطف والإبداع والذكاء)، ففي الكتاب يتخيل الطفل الأحداث داخل رأسه وما يتخيله، في حين عند مشاهدته الأفلام فإن الأحداث تكون واضحة أمامه وتخبره كيف ستبدو الأمور، لذلك فإن الذكاء يكون باختيار (الكلمات) في الكتاب لأنها تمثل واحدة من القوى السحرية الثلاث التي تجعل الطفل مبدعاً ومتعاطفاً لأن الأطفال أذكياء وليسوا أغبياء وأصبحوا أوسع رؤية وأفقاً في الوقت الحاضر.