لنراهُ سيدَ الجمال
كتابة: يوسف المحمداوي – تصوير: صباح الامارة /
يسعدني القول الذي أجهل صاحبه “إن الحضارة لايمثلها الغرب أو الشرق بل يمثلها الإنسان القادر على تذوق الجمال”. ويسعدني أكثر حين تجد ذلك القول مترجماً على أرض الواقع. والسعادة تكبر حين أراها وأقصد “غاية المقال” تغازل أزقّة ومحلات بلادي عن طريق عقول وقلوب عشقت الجمال ورسمته بألوان الحب على جدران وطنها، لكي يراه القاصي والداني وهو يرفل بثياب العز والحسن. فلاغرابة في أن تجد صاحب أحد المخازن في سوق الشورجة وهو يوشح مدخل مخزنه بالزخرفة الإسلامية بحيث يوحي إلى الناظر للمخزن، وباعتقاد تام، بأنه ينظر إلى مدخل أحد جوامع بغداد التراثية، وهناك مخازن قريبة منه ترى مداخلها وكأنها مكبّات للقاذورات تزاحمت على أبوابها كل صور القبح التي لم ولن تنتبه لها عيون وضمائر أصحابها كما تنتبه لخزائن المال، فعلى صاحب المخزن المزيّن بالزخارف ينطبق قول سقراط:”الذكاء يحول القبح جمالاً”، في حين ينطبق على الآخر قول القسيس دوغلاس هورتون :”القبح غالباً مايكون راسخاً في النفوس”، وماتراه من لوحات تراثية وجمالية في نفق التحرير هي واحدة من آلاف الصور التي تتباين في بلادي. نتمنى أن يتلاشى ذلك التباين فنرى الجمال هو السلطان الفعلي في محلاتنا ومحالنا وشوارعنا وحتى في سلوكياتنا لنشعر بقناعة تامة أن بلدنا سيد الجمال.
على الرغم من تغطيتنا للموضوع في ملف العدد لكن للصورة احكامها التي فرضت علينا أن نشير لأبداع الفنانين في نفق التحرير.