نورما جين عبر المرآة

1٬154

مقداد عبد الرضا /

كتاب مارلين مونرو وبن هاكت اخذني بعيدا حتى انني قراته دفعة واحدة دون توقف, لم تشدني فيه اضواء هوليوود ولا افلام مونرو التي احسب انني شاهدتها جميعا, لم تكن ممثلة متمكنة بل كانت خيالا جامحا, فطنتها التفاصيل التي روتها عن حياتها, الالم الذي فصلته على مقايس العالم, هذا الاحتجاج البارع جعلني اقتنع انها ممثلة في مكان واحد يوم ان احتجت وصرخت بكل قوتها (قتلة) لصيادي الخيول في فيلم المتنافرون الذي كتبه زوجها او ربما ابيها ارثر ميللر واخرجه جون هيوستن, كانت تلك اخر صرخة احتجاج لها عند نهاية ستينيات القرن المنصرم كانت الحياة عبارة عن سينما جنة وعند سينما النصر تحديدا وضع اعلان بسيط بورق ابيض مخطط وخط احمر, كتب فيه (السادة ادارة سينما النصر مع التقدير, نحن مجموعة طلبة عددنا 55 طالبة وطالب من كلية التربية فرع اللغة الانكليزية, كنتم قد عرضتم فيلم Bus stop موقف الباص لمارلين مونرو وكنا نحن في فترة امتحانات وفاتنا ان نحضرعرض الفيلم, , هلا تفضلتم بعرضه مرة اخرى ليتسنى لنا مشاهدته؟ لكم فائق الشكر والتقدير, سينما النصر وبكل احترام لمشاهديها قدمت عرضا خاصا لهؤلاء الطلبة لمشاهدة الفيلم, لم تكن مارلين مونرو تلك الممثلة البارعة بقدر ماكانت حلوة, هذه الحلاوة كانت تنقصها الموهبة والوجه الفوتوجونيك على الرغم من انها كانت واحدة من تلامذة لي ستراسبورغ وايليا كازان في ستديو الممثل, بتوجس اقتنيت هذا الكتاب الذي اصدرته مؤسسة المدى وقام بترجمته وقدم له الاستاذ باسم محمود, ويتحدث عن جزء من حياة مارلين مونرو, سوف لن اتحدث عنها كممثلة بل كخيال بارع(نورما جين تجلس متمددة بغنج, تقرا وعلى وجهها امارات دهشة طفل , رفعت بصرها ونطقت اسمي, تعجبت, اقتربت منها ودققت النظر, بين يديها كتاب اسمه يولسيس)

مارلين مونرو ابنة الهواء والجراة, مصح للأم, الانتحارات تترى, الام, العمة, الخال, ثم لك ياحلوة بضع حبات وسرير ونوم هادىء وطويل, ابدا يظل الموت التراجيدي هو الذي يشغل العالم, هاهو همنغواي وذاك خليل حاوي وروبن ويليامز, فرجينيا وولف ومايكل جاكسن ثم هيث ليدجر

اجزاء منا سوف تلمس

اجزاء فقط من الاخرين

حقيقة المرء واضحة بهذا القدر

يمكننا ان نتشارك في الجزء المفهوم لدى الاخر

فهمنا يسعى نحو عزلة الاخرين

وحيدون نظل

ايتها الحياة بطريقة ما تظلين معلقة الى الاسفل

مالحاجة الى ان تنام تحت سقف, اليس الفضاء اكثر رحابة ؟ الدموع تنسكب, البيت يكتمل وله فناء خلفي, وتختفي امي الاب الشبح, ياتي في الحلم, حلم يقظة, العودة من المدرسة, احلم (ابي في انتظاري, اشعر بالاستياء اثماء المطر لانني لم انتعل الحذاء المطاطي, سيوبخني هذا الاب, انا اصلا لاامتلك الحذاء المطاطي ولا المكان الذي اسير اليه كان بيتا من اى نوع, كان مكانا حيث كنت اعمل فيه على نحو ما كطفلة خادمة, تغسل الاطباق, الملابس, الارضيات, وتلتزم الصمت), الاكتشاف متعة لادهشة ان دهشت انمحت المتعة (حين جاء لحجرتي واخذني بين ذراعيه تلاشت كل متاعبي , حتى اني قد نورما جين وعيناها نسيت امر اني لست (فوتوجونيك), انا جديدة قد بزغت فوق جلدي , ليست ممثلة انا جديدة وليست شخصا ما يتطلع نحو عالم من الوان براقة, حين قال احبك كانت اكبر من ان يتحدث عني الف ناقد ويقولون اني نجمة عظيمة , الاوراق البالغة القسوة والتي خطتها لم تصل بها الى ايامها مع ارثر ميللر لذا فهي ظلت نورما جين ولم تصل الى مارلين مونرو , تلك القبلة التي طبعها ميللر على جبينها تذكر بابيها, تتارجح , هي , الصورة ام الكرسي؟(هناك شىء واحد عند الحائط في حجرة امي كان دائما يفتتني, كانت صورة فوق الجدا, لم تكن هناك اى صورة اخرى عداها, الصورة الوحيدة المؤطرة, حينما كنت ازور امي كنت اقف محدقة في تلك الصورة واكتم نفسي خشية ان تامرني امي ان اتوقف عن النظر, اكتشفت ان الناس كانوا دائما يامرونني ان اتوقف عن فعل اشياء احب ان افعلها, هذا ابوك هكذا قالت لي, احسست بحماس شديدوكدت ان اقع من فوق الكرسي, بدا الامر باعثا على السعادة ان يكون لي اب ويكون بامكاني ان اتطلع الى صورته واعلم انني اليه انتمي, كنت اسال امي ماذا كان اسمه ؟ لم تكن تجيب لكن كانت تذهب الى حجرة النوم وتغلق على نفسها بالداخل , لاحقا بعد سنوات اكتشفت ماذا كان اسمه وايضا اكتشفت اشياء كثيرة عنه)

الحقيقة يمكن ان يعاد قولها فقط لكن لايمكن ان يعاد اختراعها مطلقا, العطاء, التعذيب, التفكير, النصوص في الشظايا تلمح الى الروائي من بروكلن ارثر ميللر الذي تزوجت مونرو منه في نهاية المطاف وهي بالتاكيد من كان يقصد عندما قال عنها يوما ما , انها تملك غريزة وردود افعال الشاعر لكنها تفتقر الى السيطرة في الصفحة 251 والاخيرة يكتب ملتون غرين (الى هنا ينتهي مخطوط مارلين الذي اعطتني اياه) فهي اذا لم تتطرق الى ارثر ميللر والى القتيل جون كنيدي, اخذت كل شىء معها عند ذلك السرير واتجهت بعيدا, في ظهر الكتاب كتبت نورما جين (بينما كنت اكبر, كنت ادرك انني مختلفة عن الاطفال الاخرين, لم تكن هناك قبلات ولا مواعيد في حياتي, دائما ما كنت اشعراني وحيدة وانني اريد ان اموت, كنت احاول ان اسري عن نفسي باحلام اليقظة, لم اكن احلم ابدا باي شخص يعشقني مثلما كنت ارى اطفالااخرين يعشقون, اظن ان مشكلتي مع الكنيسة ايام الاحاد, لم اكد اصبح داخل المقصورة اثناء عزف الاورغن والجميع ينشد الترنيمة حتى تاتيني الرغبة في ان اتخلى عن جميع ملابسي , كنت اريد على نحو يتسم بالتهور ان اقف عارية من اجل الرب ولاجل الجميع ايضا كي يرونني, نزوتي بان اظهر عارية واحلامي عن ذلك لم تتضمن اى شعور بالخزي او الذنب, الحلم بالناس جعلني اشعر انني اقل وحدة, اظن انني اردت ان يرونني عارية لانني كنت اخجل من ملابسي التي كنت ارتديها, فستان الفقر الازرق الباهت الذي ابدا لايتغير, اما حينما اكون عارية فانا اكون مثل الفتيات الاخريات وليس مثل شخص يرتدي الزي الموحد للايتام, هوليوود التي عرفتها كانت هولوود الفشل كل شخص قابلته تقريبا كان يعاني سوء الماكل او لديه نزوات للانتحار, هوليوود مكان حيث يدفعون لك الاف الدولارات مقابل قبلة وخمسين سنتا من اجل روحك, كانت مكانا بشريا اكثر منه فردوس)