هل حدث في النجف الأشرف أم في أرض سومر؟

693

 محمد علي جواد/

لقد رأينا موجات البحر (تسونامي) مخلفة الدّمار العظيم لكنها لم تكن خاتمة الحياة على كوكب الأرض، فهل كان الطوفان أشد قوة من “تسونامي”؟ذكرت الكتب السماوية (التوراة والإنجيل والقرآن وغيرها) قصة الطوفان وسببه، وبناء النبي نوح السفينة وصعود الناس القليلين من المؤمنين إضافة إلى مجاميع مختلفة من الحيوانات وحدوث الطوفان لفترة ما أدت إلى موت الكافرين واستقرار السفينة أخيرا على أحد الجبال وتقديم قرابين الشكر للرب الخالق.

حادثة دينية وتاريخية

وتذكر الكتب الدينية والتاريخية معلومات كثيرة حول تلك الواقعة الشهيرة والتي حدثت في عهد غائر في القدم وذكرت في العهود السومرية قصة الطوفان إضافة إلى ذكرها في ملحمة كلكامش، وهناك أسئلة عديدة تشغل الناس وينبغي الإجابة عنها بدون انحياز لفكرة أو عقيدة دينية وطائفية، فالهدف دائما الاقتراب أو ملامسة الحقيقة؟

أين وقع الطوفان؟

-قد يكون الطوفان قد حدث في قرية أو مدينة واحدة هي التي سكنها قوم نوح(ع)، أو أن يكون الطوفان قد حدث في القسم الأكبر من أرض العراق الحالي، أو أن يكون الطوفان قد حدث في كل أرجاء المعمورة.

متى وقع الطوفان؟

قد يكون زمن الطوفان في الفترة 4500 ق.م- 3000 ق.م.

الإشكال الموجود هنا هو عمر النبي نوح (ع) وهو 950 عاما أو ربما أكثر هل هو بنفس قدر الأعوام التي نعيشها في القرن الواحد والعشرين الميلادي؟

وكم عَمّر الناس من قوم نوح في المتوسط في ذلك الوقت الذي عاشه نوح (ع)، هل هو 200 أو 400 أو 600 سنة؟ وهل هذه الأعمار الطويلة بالنسبة لنا كانت تشمل فقط قوم نوح أم بقية الأقوام الموجودة في العراق في ذلك الزمن القديم؟.

بلاد سومر

قد تكون السفينة وقفت في مكان ما من بلاد سومر وأكد، أو في المنطقة الجبلية الحدودية العراقية– التركية، أو في مكان أبعد كجبال أرمينيا أو ربما غيرها.

غضب الرب

– قد يكون غضب الرب قد وقع على قوم نوح (ع) فقط، أو على قوم نوح (ع) وأقوام سكنت بلاد سومر وأكد، أو على قوم نوح(ع) وكل الأقوام الأخرى في الكرة الأرضية.

لماذا كان السرد القرآني لكل نبي مرتبطا بقوم معينين وأرض أو قرية أو مدينة معينة، وأن العقاب الرباني كان فقط على القوم الذين أرسل إليهم هذا النبي المعين ولم يكن يشمل أي قوم أو أرض غيرهم؟ ولماذا لا يشمل العقاب الرباني كذلك قوم نوح وأرضهم فقط بدلا من أن يكون العقاب– الطوفان شموليا عالميا؟ والسؤال الأخير هو أين وما هو الجبل الذي أراد أن يقصده (ابن) نوح؟ وهل كان ضمن المنطقة التي عاش بها قوم نوح؟ أم أنه أراد أن يسير أياما وليالي للوصول إليه حتى لا يصله خطر الطوفان؟ وهذا يجرنا إلى سؤال آخر وهو هل التضاريس الأرضية الجغرافية التي كانت قبل الطوفان بقيت هي نفسها بعد الطوفان أم أنها تغيرت في معالمها فلم يعد لها من وجود؟!

إن في مسجد الكوفة مقاماً يقال أنه ينبوع الطوفان الأرضي، وتذكر بعض الروايات الدينية الإسلامية أن ضريح الأمام علي (ع) يحوي أيضا قبر النبي نوح (ع) رجل الطوفان، وأن النجف أرضها عالية نسبة لما حولها وكان فيها سابقا بحر يقال له بحر النجف فهل ستكشف التنقيبات في المستقبل عنه وقصة الطوفان.

لقد رأينا موجات البحر العظيمة في (تسونامي) مخلفة الدّمار العظيم لكنها لم تكن خاتمة الحياة على كوكب الأرض، وإذا كانت مياه الفيضان الطاغية قد بدأت وانتهت من السماء والأرض معا –بأمر الله- كما يذكر القرآن الكريم فما الذي يمنع أن تكون محدودة بالأرض المحيطة بقوم نوح فقط والله على كل شيء قدير؟!