خروجٌ حزين من كأس الأمم الآسيوية منتخبٌ واعد.. وللإخفاق أسبابه

1٬024

 أحمد رحيم نعمة /

اختتمت قبل أيام بطولة أمم آسيا بكرة القدم بخروج حزين للمنتخب العراقي من الأدوار الأولى للبطولة، بعد أن قدم مستوى متأرجحاً في دوري المجاميع ليتأهل كثاني منتخب للمجموعة بعد المنتخب الإيراني، وليودع البطولة بعد الخسارة غير المتوقعة أمام المنتخب القطري.

الخروج من البطولة جاء بطريقة أثارت حنق عشاقه ومحبيه، في الوقت الذي كانت فيه بوصلة التوقعات تشير الى إمكانية الفريق في أن يذهب بعيداً في البطولة، لكن ذلك لم يحدث للأسف الشديد، فجاءت مواجهة العنابي محبطة في الشكل والمضمون لتزرع الحسرة في النفوس التوّاقة لحضور فاعل يعيد لكتيبة الأسود هيبتها في سماء القارة، البعض علل أسباب خروج الأسود بالخطط البدائية للمدرب كاتانيتش، بينما القسم الآخر وضع اللوم على مدرب اللياقة والكادر الطبي الذين لم يقدموا التقرير الصحيح عن حالة اللاعبين… آراء كثيرة تحدث بها لـ (مجلة الشبكة العراقية) المعنيون بالشأن الكروي عن الخروج المذل للأسود في آسيا 2019 .

كاتانيتش لم يحسن التصرف

النائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة العراقي علي جبارتحدث قائلاً: الحقيقة أن منتخبنا الوطني تمكن خلال هذه البطولة من تقديم مستويات طيبة وأداء رائع في مبارياته أمام فيتنام واليمن وإيران، وهو ما كنا كاتحاد نطمح له ولكننا في مباراتنا أمام قطر، وبرغم أن منتخبنا كان الأفضل وسنحت لنا فرص للتسجيل فإن الملاك التدريبي لم يحسن التصرف في قيادة المباراة خلال الدقائق الأخيرة، لأنه كان يفترض به تعزيز خط الهجوم وإشراك لاعبين مهاجمين، ففي الوقت الذي كان للتبديلات التي أجريناها في مبارياتنا مع إيران وفيتنام واليمن أثرها الإيجابي وأحدثت فارقاً كبيراً في الأداء لاسيما في الخط الهجومي، كان يفترض بالمدرب أن يزج في مباراتنا أمام قطر مهاجماً ثانياً الى جانب مهند علي، ونحن نعلم أن هناك على دكة الاحتياط أكثر من لاعب يمكنه النهوض بهذه المهمة.

ضغط نفسي مدمر

فيما قال نجم المنتخب العراقي السابق مهدي عبد الصاحب إن أسباباً عدة تقف وراء خروجنا من أمم آسيا صفر اليدين، في مقدمتها الجوانب الفنية والبدنية، لقد كانت فترة إعداد منتخبنا قصيرة، ما اضطر مدربي اللياقة للاعتماد على النظام اللاهوائي، والعمل بشدة عالية، تتخلله ست مباريات تجريبية مع أربع مباريات تنافسية برتم عال وجهد كبير، وبفترة قصيرة مع ضغط نفسي مدمر، أدى الى عدم تحمل العضلات لذلك الجهد، وبالتالي كانت الإصابات عند اللاعبين.

أنا المسوؤل الاول

المدرب كاتانيتش كان له رأي بسيط عندما قال: أنا المسؤول الأول عن خسارة منتخبنا الوطني أمام المنتخب القطري ووداعه للبطولة، فاللاعبون قدموا أداءً جيدا خلال المباراة، لكن ما فاجأني هو تعرض ثلاثة لاعبين للإصابة، اضطررت لاستبدالهم والتي تسببت كثيراً في تغيير خطة اللعب التي كنت أنوي اللعب بها لأني كنت أنوي الزج بمهاجم ثان من أجل الضغط على الفريق القطري، ودعم اللاعبين بلاعب وسط، ولكن لسوء الحظ لم أستطع ذلك، وبصراحة هذه أول مرة تحدث معي، والفريق بذل جهدا من أجل العودة الى أجواء المباراة.

الخسارة كانت متوقعة

أما مدرب المنتخب العراقي السابق راضي شنيشل فقد كان له رأي قال فيه: الحديث عن بطولة آسيا لابد أن يناقش بالكثير من الجوانب، منها الإعداد والتحضير والاستقرار والتخطيط وتفاصيل كثيرة، لأن المنتخبات الأخرى جميعها خططت للبطولة بوقت سابق، وبالتالي لا يمكن أن نناقش الأمور الفنية دون الوقوف على تفاصيل إعداد المنتخب، فأنا أرى أن عطاء اللاعبين كان كبيراً ومميزاً، حيث أظهروا شجاعة كبيرة، والخسارة أمام قطر متوقعة وفقاً للفارق الكبير في إعداد وتحضير المنتخبين، وبالتالي لا نغالي ونبالغ في الطرح، فمنتخبنا بحاجة إلى الكثير كي يكون فريقاً منافساً على المراكز الأولى. فالمدرب مازال في طور إعداد الفريق برغم أن الأخطاء التكتيكية تحدث، وهذا أمر طبيعي كون التحاقه بالمنتخب مازال حديث العهد، ولم يحصل على فترة إعداد موازية للمنتخبات الأخرى المنافسة، لكن المهم أن تكون هناك رؤية إدارية واضحة لإعداد الفريق من الجوانب الفنية واللوجستية دون البحث عن نتائج آنية، وبطريقة المصادفة.

كاتانيتش فشل هجومياً

مدرب الكرخ عبدالكريم سلمان تحدث عن خروج الأسود قائلاً إن الفريق قدم بطولة جيدة، وهناك نواة لجيل كروي بشرط أن يكون التعامل مع هذا الجيل بشكل مثالي من حيث الإعداد وتنظيم مسابقات محلية وتوفير أرضية خصبة يسبقها استقرار فني وقرار سريع لحسم مصير المدرب، إن قرر الإتحاد الابقاء عليه من عدمه، لأن كاتانيتش برغم حداثة التحاقه بالمنتخب، نجح دفاعياً وفشل هجومياً، وبالتالي من الضروري الوقوف على ما يخطط له وسقف طموحاته، وكيف يعالج بعض الأخطاء التي حدثت في البطولة، وتوفير الدعم الكافي للمدرب لتطبيق منهاج تحضيراته للبطولات المقبلة، وإن قرر الإتحاد تغيير المدرب فلابد أن يكون الخيار بمدرب كبير وفي وقت مبكر دون استنزاف الوقت، مثلما حدث مع كاتانيتش، ويكون هو شماعة الفشل.

نجح كيروش

فيما قال الصحفي الرياضي صلاح عبدالمهدي: لا أريد أن أتحدث عن أسباب الخروج المبكر من منافسات نسخة الإمارات القارية، بعد أن أضحت تلك الأسباب وجبات دسمة على موائد المحللين والمتابعين والنقاد ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى حفظناها عن ظهر قلب، بل وددت التطرق لموضوعين غاية في الأهمية، يجب الانتباه لهما في المناسبات المقبلة، أولهما التخطيط بدقة لاختيار الطريق التنافسي الأسهل عند بلوغ الأدوار الإقصائية، وإعداد العدة لتحقيق هذا الهدف تجنباً للوقوع في مطب يصعب تجاوزه، وهو ماحدث لمنتخبنا في الإمارات، إذ كان على مدربنا كاتانيتش التفكير بصدارة المجموعة الرابعة من خلال تسجيل أكبر عدد من الأهداف في مرمى المنتخب اليمني المتواضع او عبر الفوز على إيران بدلاً من القناعة بالتعادل مع الإيرانيين، وتسويقه على أنه إنجاز وطفرة كبيرة برغم أنه وضعنا في وصافة المجموعة، بما يعني مواجهة بطل المجموعة الخامسة عوضا عن ملاقاة أحد الثوالث على غرار ما خطط له كيروش، ونجح في تخطيطه، فالجميع يتفق أن طريق عمان ثم الصين فيما بعد هو الأسهل، مقارنة بطريق قطر ثم كوريا الجنوبية، لاسيما وأن اختيار الطريق الأول ليس بالأمر المعيب في عالم الكرة الذي أصبح علماً، وليس فوضى.