الثقافة تحتفي بالفنان التشكيلي.. شاكر خالد
أحمد سميسم /
احتفت دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار بالفنان التشكيلي الكبير “شاكر خالد”، وذلك لاختيار عمله الفني بعنوان (ملتقى الحضارات) كأفضل عمل ثابت وخالد في متحف بكين الدولي للفن الحديث بدولة الصين،اختير العمل من بين 475 عملاً فنياً، الذي نفذ بأسلوب أكاديمي تعبيري جمع بين مسلة حمورابي وبوابة بابل والفريز الآشوري.
وأشار وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني في كلمة له خلال حفل الاحتفاء بالفنان خالد شاكر الى أنه يجب علينا كوزارة ثقافة أن نسوّق ثقافة وفن وادي الرافدين وللفنان العراقي والمثقف بشكل عالمي، وعلينا ايضاً أن نخرج من الإطار المحلي وأن نجوب العالم بفنانينا ومثقفينا، لذلك سعادتنا غامرة أن نحتفل بهذا الفنان المبدع وأن نقدم له ما نستطيع وهذا أقل واجب له، كما نشد على يده ويد دائرة الفنون العامة للاحتفاء بالمبدعين.
مؤكداً على أن الفن التشكيلي منجز عراقي بامتياز، بل هو بصمة عراقية وإحدى سمات الحضارة الرافدينية، وليس غريباً أن يحضى هذا المنجز بالعالمية. في الوقت ذاته نشعر بالفخر الشديد ونحن نحتفي بالفنان شاكر خالد الذي نقل الفن التشكيلي العراقي الى العالمية وأن يحتفى به في دولة مثل الصين ويعلق عمله في متحف بكين للفن الحديث.
من جانبه، قال مدير عام دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة الدكتور علي عويد: يعتبر الفنان شاكر خالد أحد الرموز الكبيرة وقامة مهمة في فضاء الفن التشكيلي العراقي، كونه معروفاً بتميزه الإبداعي وبصمته اللافتة في عالم الفن، الذي جمعتني به صداقة قديمة منذ عام 1992 ولحد الآن، إذ نحتفي به اليوم كواجب تجاه المبدع العراقي والفنان التشكيلي وليس منّة منا وعلينا أن نحتفي بجميع المبدعين والمتميزين في هذا البلد.
المنجز العراقي
وأوضح مدير العلاقات والإعلام في دائرة الفنون العامة محمد دريول أنه يجب أن ندعم المنجز العراقي الفني لاسيما أن الفن العراقي التشكيلي هو فن مشهود له بتأريخه المشرق والمضيء والعديد من الأعمال الفنية العراقية استطاعت أن تصل الى النجومية العالمية.
من جانبه، قال الفنان خالد شاكر إن عمله الفني الفائز في بكين (ملتقى الحضارات) هو نسيج تألف من عدد الانصهارات والولادات المتعاقبة والتآلف البصري الشكلي، انما كل واحد ينم عن قدرة وكثافة التعبير في بنائية العمل الفني الذي انتظم في فضاء مقتطع من تشكلات الزقورة أولى العمائر الإنسانية الروحية التي مازالت تتواصل مع مدركات الإنسان الحاضر في بلاد الرافدين وبلاد الصين وبلاد النيل.
ورشة المشاهير
واشار الى أن العمل كان ضمن ورشة الفنانين التشكيليين العرب المشاهيرعام 2011 الذي أقر العمل به من قبل لجان متخصصة في متحف بكين الدولي للفن الحديث كأفضل عمل ثابت وخالد من بين 475 عملاً فنياً، قياس (310 سم × 290 سم) لعام 2018 – 2019، العمل لم يكن نسخاً للفنون القديمة بل هو محاكاة لها مع الاعتراف بأن الأعمال والمنحوتات المعمارية كانت بمثابة الروح والمتنفس في اعمالي الفنية.
قرص ذهبي
وبين الفنان خالد أن العمل نفذ بأسلوب أكاديمي تعبيري على شكل (مقرنص) من أربعة اجزاء جمعت في فريم موحد واستخدمت في اللوحة ألوان زيتية وألوان أكريلك وأحبار صينية مع بعض المذيبات التي تساعد على ديمومة العمل، في الجزء العلوي من العمل هناك حركة عنيفة لجسد بشري قوي (مبهم) المعالم يشكل حالة ملحمية متناغمة مع جناحين لطير جارح منطلق الى الأعلى وبهيئة صعود لافت، هذا الصعود يرمز لروح البطل الذي وهب وأفنى حياته لإحياء وبناء الحضارات كي يعيش الآخرون.
اما في أعلى اللوحة فيظهر قرص ذهبي رمزت به الى شمس حضارت وادي الرافدين وهي تحتضن قرصاً أبيض كرمز للشمس الصينية صممتها بشكل تلاحمي لحضارتي وادي الرافدين والصين، كما يرمز قرص الشمس الصيني الى اللونين الأبيض والأسود هو يمثل أيقونة شعبية يتغنى بها سكان الصين.
اما مفردات عمل لوحة (ملتقى الحضارات) فتتكون من مسلة حمورابي وبوابة بابل والفريز الآشوري الذي يحكي حالة من الابتهاج يتبادل فيها الآشوريون التهاني في طقوسهم الخاصة.
وفي ختام حديثه عبر الفنان شاكر خالد عن سعادته الكبيرة بتكريمه في بلده العراق بعد عودته من الخارج لقاء عمله الفائز في متحف بكين الدولي.
يذكر أن الفنان شاكر خالد تولد بغداد 1951 دبلوم فني عالي معهد الفنون الجميلة وبكالوريوس فنون جميلة، حاز على العديد من الجوائز والمشاركات الفنية داخل العراق وخارجه في مصر، والاردن والجزائر، والكويت، وقطر، بيروت، و تونس، والمغرب، وايران، وفنزويلا، وموسكو، وقبرص، و نيويورك وكوبا هافانا، وكثير من الدول، حاصل على شهادة من منظمة اليونسكو من خلال دورة صيانة اللوحات العالمية، فنان تخطيطات لاغلب الصحف العراقية قبل عام 2003، كما من ابرز اعماله الفنية جدارية تأريخية في متحف بودابست هنكاريا 2002، وثلاث جداريات في الجزائر 2007، جدارية في الجامعة المستنصرية في بغداد كلية التربية الأساسية، جدارية العراق الجديد في احدى قاعات مطار بغداد الدولي عام 2010، جدارية المصالحة الوطنية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء عام 2010 .