مشاركات عربية وعراقية غير مسبوقة

1٬126

أحمد سميسم /

أقامت لجنة الحفاظ على تراث الراحل الأديب “ناجي جواد الساعاتي”، وبالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في بغداد، الحفل السنوي لتوزيع جوائز الدورة العاشرة لمسابقة “ناجي جواد الساعاتي لأدب الرحلات”، تزامناً مع حلول الذكرى الحادية عشرة لرحيل رائد أدب الرحلات المرحوم ناجي جواد الساعاتي، إذ ضمت اللجنة المشرفة على هذه المسابقة رئيس اللجنة الدكتور واثق الهاشمي، والكاتب والباحث توفيق التميمي، فضلاً عن الخبراء المكلفين بتقييم النصوص المتقدمة للمسابقة، وبحضور الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة جابر الجابري وعدد كبير من الأدباء والكتّاب والإعلاميين.
شهدت هذه الدورة مشاركة غير مسبوقة عربياً وعراقياً، مقارنة بحجم المشاركات في الدورات السابقة، من مصر وفلسطين والجزائر وعمان، ما يدل على الاهتمام المتزايد بالجائزة ومكانتها في الوطن العربي. وقد خصصت اللجنة المشرفة على المسابقة، وبمبادرة من راعي الجائزة نجل الراحل الساعاتي الدكتور سعد ناجي الساعاتي، جائزتين: مالية، واعتبارية تقديرية لعائلة الشهيد الروائي والأكاديمي المرحوم علاء مشذوب.
“مجلة الشبكة” حضرت حفل توزيع الجوائز وخرجت بهذه المحصلة:
علامة مضيئة
الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة جابر الجابري قال: إن إطلاق جائزة “أدب الرحلات” في العراق يمثل بادرة مهمة من أسرة المرحوم ناجي جواد الساعاتي، وأيضاً كان اتحاد الأدباء والكتّاب شريكاً بهذا المنجز الثقافي الذي نحن بصدده اليوم، لذا يجب على جميع الكتّاب في العراق ومنظمات المجتمع المدني أن يستذكروا، بين مدة وأخرى، هذا المنجز الثرّ لأدب الرحلات لأنه علامة مضيئة من علامات الأدب العربي الذي لربما يعاني انحساراً بين الصنوف الأدبية الأخرى.
من جهته، أوضح رئيس لجنة الحفاظ على تراث الأديب ناجي جواد الساعاتي الدكتور واثق الهاشمي أن جائزة أدب الرحلات بدورتها العاشرة حققت نجاحاً باهراً من خلال عدد المشاركات الأدبية المهمة من مختلف الدول العربية، تلك الجائزة التي حرص على إقامتها ودعمها مادياً نجل الراحل الساعاتي الدكتور سعد ناجي الساعاتي استذكاراً لروح والده وبصمته في الأدب العراقي، وسعادة لجنتنا كبيرة بسبب سلسلة النجاحات التي حققتها المسابقة على الصعيدين العراقي والعربي.
جوائز رائدة
وقال المشرف على المسابقة الكاتب والباحث توفيق التميمي: في هذه المناسبة العزيزة التي تمر على الوسط الأدبي العراقي أشعر بالغبطة والسعادة بتكليفي بالإشراف على مسابقة “ناجي جواد الساعاتي” للدورة العاشرة على التوالي، فرغم المكابدات المضنية التي يتحملها الفريق المكلف بفحص وتقييم الأعمال المشاركة كل عام منذ تسلمها وفرزها ومدى مطابقتها لشروط المسابقة وقراءتها، ثم التداول من أجل اختيار الأعمال الفائزة، لكننا نلمس النجاحات التي حققتها الجائزة طيلة السنوات التسع الماضيات والتجاوب الكبير من الوسطين الثقافي والإعلامي اللذين كان لهما الأثر الفعال في تخفيف مشوار التعب الذي واكب مراحل الجائزة.
وبيّن الكاتب الدكتور حسن عبد راضي أن جائزة الساعاتي لأدب الرحلات تعد من الجوائز الرائدة في بابها، إذ لا يوجد اي اهتمام بهذا الفرع من الآداب باستثناء جائزة (ابن بطوطة) التي تطلق سنوياً من مؤسسات عربية كبرى، وقد شاركتُ هذه السنة بكتابي الموسوم (طريق البلقان) وتكللت هذه المشاركة بالفوز بالجائزة الثانية مناصفة مع أحد الكتاب المصريين، واعتقد أن هذه الجائزة ملهمة لكثير من المؤسسات التي تحاول تشجيع الفنون والآداب بجهود ذاتية او مشتركة مع مؤسسات المجتمع المدني، وأشيد هنا بالجهود المضنية التي بذلها القائمون على هذه الجائزة بدءاً بأعضاء اللجنة المشرفة وكذلك نجل الراحل الساعاتي، الدكتور سعد ناجي الساعاتي.
النصوص الفائزة
منذ أن تم الإعلان عن موعد المسابقة تسلّمت لجنة الإشراف على مسابقة “ناجي جواد الساعاتي” نصوصاً بلغ عددها حتى نهاية الموعد المحدد لتسلم النصوص عشر مخطوطات تنافست على المركزين الأول والثاني حسب تواريخ تسلمها وهي :
– مصاطب الرمل/ خمس سنوات في ليبيا : للكاتب العراقي محمد سهيل أحمد من البصرة
– أميركا كما اكتشفها لأول مرة / للعماني أيوب عيسى
– عابر سبيل/ للكاتب الدكتور حلمي محمد القاعود من مصر
– تطواف الغريب/ للمؤلف العراقي حسن النواب المقيم في استراليا
– جزائري في الأندلس/ للكاتب سفيان مقنيين من الجزائر
– أغاني الرمل والمانجو، رحلة الى نواكشوط – بامكو/ للكاتب العراقي زهير كريم المقيم في بروكسل
– رحلة لم تكتمل/ للكاتب سعد العبيدي من العراق
– مخطوطة رحلة الى بلاد نيرون/ للكاتب محمد جهاد إسماعيل من فلسطين/ غزة
– طريق البلقان/ للكاتب الدكتور حسن عبد راضي من العراق
النتائج
منحت الجائزة الأولى لهذه الدورة (العاشرة) من المسابقة وقيمتها المالية (700) دولار للكاتب العراقي زهير كريم عن مخطوطته (أغاني الرمل والمانجو، رحلة الى نواكشوط/ بامكو)، لتميزها عن بقية النصوص في سردها الأخّاذ ولغتها الرشيقة، ولتقارب مخطوطتي الدكتور حلمي محمد القاعود (عابر سبيل) من جمهورية مصر العربية مع مخطوطة (طريق البلقان) للدكتور حسن عبد راضي من العراق من حيث مستواهما الفني والأدبي، قررت اللجنة المشرفة على المسابقة منح الكاتبين الجائزة الثانية وقيمتها (600) دولار مناصفة بمبلغ (300) دولار لكل منهما.