ملعب الحبيبية الأول في العراق صديقاً للبيئة
أميرة محسن /
الإنجازات والأعمال المميزة التي قامت بها وزارة الشباب والرياضة في السنوات القليلة الماضية من ناحية بناء الملاعب شيء يدعو للتفاؤل بمستقبل كبير للرياضة العراقية. إذ افتتح في السنة الماضية والحالية أكثر من ملعب في العراق، ومن أبرز الملاعب التي ستفتتح قريباً ملعب الحبيبية الذي يقع بالقرب من مدينة الصدر.
وهي من أكثر أحياء بغداد إنجاباً للمواهب الرياضية، ورافد طالما رفد الكرة العراقية بلاعبين علِقت أسماؤهم في ذاكرة الجماهير الرياضية.هذه المدينة كُرِّمت أخيراً بملعب حمل اسم الحبيبية، وهو واحد من ملاعب عدة شيدتها وزارة الشباب والرياضة لتسهم في تطور الرياضة العراقية، واستعداداً لرفع الحظر الرياضي. (مجلة الشبكة) زارت الملعب والتقت السيد فلاح منفي المدير التنفيذي للشركة المنفذة ليحدثنا عن الملعب وتفاصيله وموعد افتتاحه.
يقول السيد فلاح منفي: إن ملعب الحبيبية من الملاعب الحديثة والمتكاملة فهو يتسع لـ(30) ألف متفرج ويحتوي على ملعبين جانبيين للتدريب: الأول يتسع لـ(2000) متفرج والثاني لـ(500) متفرج، فضلاً عن كراجات للسيارات وبنايات الإدارة والخدمات الخاصة بصيانة الملعب، فهو مسقف من جهة مدرجات الجمهور، وفيه ثلاثة طوابق مجهزة بمصاعد كهربائية.
يضيف منفي: بدأ مشروع الملعب في سنة 2012 ولكن توقف العمل وانسحبت الشركة المنفذة، وأعيد العمل في 2018 من قبل شركتنا بمدة إنجاز سنة كاملة.
الافتتاح في أيلول
وأشار منفي الى نسبة الإنجاز قائلاً : نسبة العمل في الملعب بلغت 85% تقريباً، وسوف نسلّم الملعب بداية شهر آب المقبل، والوقت المقرر للافتتاح منتصف شهر أيلول، ونحن اليوم في أواخر مراحل العمل فيه إذ بدأنا بالتشغيل النهائي للمنظومات الصوتية والكهربائية والتلفزيونية والإنارة، وركّبنا شاشات عملاقة في ساحة الملعب، كما وصلت المصاعد وسيجري نصبها، فضلاً عن منظومة التبريد، أما الديكور الخارجي فبدأنا به قبل عشرة أيام، وتم الانتهاء من تركيب خطوط الصرف الصحي وخط شبكة مياه الأمطار وخط الإطفاء ومنظومة السقي.
الطاقة الشمسية
أضاف منفي: إن ملعب الحبيبية أول ملعب في الشرق الأوسط سيعتمد كلياً على الطاقة الشمسية في تشغيل مرافقه كافة، فالملعب يشتمل على خلايا شمسية بمساحة قدرها (7000) متر مربع مركبة على سقف الملعب ستزوده بـ1200 كي في تكفي للإنارة والمصاعد والتبريد والإنارة الحديثة المتكونة من 136 بروجكتراً ذات قدرة “200 واط” خاصة بالملاعب وستكون مسلطة بشكل عمودي على الملعب وهذه الطاقة تشغل مرافق الملعب لما يقرب من 6 ساعات. فضلاً عن هذا توجد لدينا مولدات 1250 كي في عدد 2 للاحتياط اضافة الى الكهرباء الوطنية، ولمواكبة التقنيات الحديثة في كرة القدم، خصصنا غرفة تستعمل لتقنية الـ”فار” أو غرفة سيطرة في المستقبل وجهزناها بالبنى التحتية، وما على الإدارة سوى أن تشتري الأجهزة والمنظومة لهذه التقنية.
أرضية مميزة
وعن أرضية الملعب قال: استعملنا لأرضية الملعب نوعية حديثة من الثيل وهو من أرقى انواع الثيل في العالم من شركة إيطالية، غالي الثمن ورعايته صعبة وهو نفس الثيل الموجود في الملاعب الإسبانية والإنكليزية، إذ تتألف البنية التحتية لأرضية الملعب من الحصى والرمل الخشن والناعم والبتموس وسماد كيمياوي، بعدها يفرش الثيل الصناعي الذي يحتوي على فتحات بقياسات معينة وبعدها يرش الرمل مضافة إليه مواد كيمياوية وبعدها تُرش البذور وتُسقى بالماء حتى تدخل في فتحات الثيل الصناعي ليتشابك الثيل الصناعي بالثيل الطبيعي، وهذه النوعية من الأرضيات جنّبت الملاعب الكثير من المشكلات منها اصفرار الثيل والتشابك بين الجذور وموت الثيل في منطقة حراس المرمى وكذلك في منطقة مراقبي الخطوط، ناهيك عن كثير من الإصابات الرياضية.
معوقات كثيرة ومتشعبة
وعن المعوقات والتجاوزات قال منفي: نعم كانت هناك قبلنا شركة تركية وقد أنجزت 50% من العمل ولكنها لم تكمل العمل، ونحن أكملنا ما بدأته الشركة ولكن توقفنا عن العمل لأسباب، أهمها التجاوزات التي عرقلت عملنا!! فثمة تجاوزات في المساحة المخصصة لبوابة الدخول وبوابة التذاكر! ولا نستطيع البناء ونحن مطالبون بتوقيتات محددة! فالمتجاوزون مشكلتنا الأولى الآن، ومشكلتنا الثانية أمانة بغداد، إذ كان يفترض أن تعطينا أربعة شوارع فارغة حول الملعب في الشهر الخامس، ولغاية الآن لم تعطنا أي شارع! وبعد أيام سوف يزور الفيفا الملعب، وسنكون محرجين حينها، فماذا ستشاهد؟ وستأتي لجان فحص رفع الحظر عن مدينة بغداد ولجنة من الفيفا، وكان المأمول أن يجدوا بدل التجاوزات هذه مطاعم وباركات للسيارات وغيرها من الأماكن الجميلة وليس كما موجود من نفايات وخراب، ولقد خاطبنا جهات عدة، منها أمانة بغداد وعمليات بغداد والمجالس البلدية وحتى وجهاء العشائر، ولكن لم نتلقّ أية استجابة! والمشكلة أن بناء التجاوز في ازدياد ملحوظ حول الملعب، فنحن نبني والمتجاوزون يبنون! ولا نعرف ما الحل!!
خاطب وزير الشباب أمينة بغداد مرات عدة وأعطته وعداً أن تسلمه الشوارع فارغة ولكن لم يحصل شيء حتى الآن، فنحن في الداخل ليست لدينا مشكلات في البناء، لكن لدينا معاناة أخرى هي عدم وجود ماء لسقي ثيل الملعب منذ شهر رمضان حتى اليوم، وصرنا نستعين بالسيارات الحوضية “التناكر” للسقي، والمفارقة انه يوجد مشروع ماء بجانب الملعب، فليس هناك أي تعاون من قبل المؤسسات الخدمية كالمجاري والماء ولدينا عتب كبير على أمانة بغداد.