معجونية!

1٬656

خضير الحميري /

رغم حداثة سنّها والغموض الذي يكتنف تاريخ ميلادها، فقد ذاع صيتها سريعاً بين الناس، وباتت المعجونية تتداول على نطاق واسع في أروقة الدوائر الرسمية وشبابيك المراجعات والتعاملات البسيطة، أما التعاملات الثخينة فلا تنفع معها المعجونية، وقد تتطلب صناديقاً أو تريلات من (المعاجين).
في البداية كانت التسمية أشبه بالشيفرة، أو الغمزة التي يطلقها طرف ويفهمها الطرف الآخر من دون ترجمان، فيسارع الى تحريك رأسه صعوداً ونزولاً دليل الموافقة، أما إذا تحرك رأسه يميناً ويساراً فلا يلومنّ إلا نفسه.
وعلمنا من البحث والتقصي أن تسمية المعجونية التي أطلقت على ورقة (الخمسة وعشرين الف دينار) رافقتها تسميات أخرى (أقل شهرة) تم إطلاقها على العملات الورقية الأخرى مثل (أبو زركة) على الخمسة آلاف و(الصحراوي) على (الخمسين ألفاً) فضلاً عن استخدام الإشارة البصرية المعتادة باستخدام أصابع الكف الواحدة وأصابع الكفين.. لإيصال الرسالة لمن تهمه تمشية أموره بـ.. الإشارة.
وهكذا ارتبطت المعجونية بالرشوة والطرافة معا، وأثبت المرتشون حرصهم على اختصار وتذليل الإجراءات الروتينية.. بكلمة واحدة، لا تنقصها خفّة الدم !!