هَمْبلَ.. يُهَمبلُ ..
خضير الحميري /
الهمبلة من المفردات الشعبية التي يصعب وضعها بالصيغة المدرسية المعتادة (الكلمة : معناها) لأنَّ أي كلمات تذكر لشرحها تقلّل من دلالتها المتفردة، فهي همبلة وكفى، ولدت هكذا من اتحاد الهاء والميم والباء واللام والتاء المدورة بنغمات صوتية خاصة لكل حرف، فمثلا..حرف الباء واللام فيها يُلفظان بالتفخيم كما في كلمة (دمبلة) حين يعلن أحدهم عن فوزه بجائزة الزوايا، وأي إخلال في نغمتيهما تنحرف الكلمة عن مسارها التهكمي.
فعندما تجتهد وتعرّفها بأنّها (الكذب المسفط) فقد أصبت ربع المعنى، وحين تقول هي (النفخة الكذابة) فقد أصبت الربع الثاني، وحين تقول (إنَّ أحدهم يطيّر فيالة) فقد أصبت الربع الثالث، وحين تقول هي (المبالغة غير المحسوبة) فقد توصلت إلى الربع الرابع من المعنى.. وحين تخلطها جميعا وتقول هي (الكذب المسفط والنفخة الكذابة وتطيير الفيالة والمبالغة غير المحسوبة) فقد أضعت كلّ المعنى!!
الطريقة الوحيدة لتوضيح الهمبلة هي أن ترفقها بتسجيل صوتي أو فديوي لأحد المهمبلين العظام في حياتنا المعاصرة وتقول لمن يسألك عن معناها هذه هي الهمبلة، فهي مزيج يقارن بين الوعود الصادرة و(الإنجازات) الواردة، التهديدات الكاسحة والإجراءات الكسيحة، الادعاء الكبير والتنفيذ الفطير، الصوت العالي والصدى الناصي !!..
وتدعي مفردات عديدة بصلة قربى تربطها بالهمبلة مثل (الهوبزة) و(المزامط) و(البوخة) وهي ادعاءات تظلّ بحاجة إلى فحص (DNA) لتأكيد صحّة النسب!