الشعر النسوي العراقي يضيء ليل القاهرة

1٬018

سامي الجابري /

دأبت الشاعرة العراقية نجاة عبد الله على كتابة الشعر بلا انقطاع منذ أكثر من ثلاثين عاما وقد توَّجتْ تلك الرحلة بثماني مجاميع شعرية ومجموعة قصصية ومخطوطة رواية ومخطوطة كتاب في أدب الرحلات عن الأماكن التاريخية في القاهرة فضلاً عن عملها مستشارة ثقافية في مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي.
كانت لها مشاركات عدّة على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي انتهت أعماله في الرابع من شباط/ فبراير، وكانت أولى مشاركاتها ضمن فعاليات بيت الشعر المصري الذي يشرف عليه الشاعر الكبير محمد عبد المعطي حجازي، إذ شاركت في جلسة شعرية مع عدد من الشواعر العربيات قدَّمها الشاعر المصري السماح عبد الله، فقرأت عدداً من النصوص التي ضمّت صوراً شعرية متفرّدة وذات طابع وطني.. ثم أردفتها بقراءة شعرية ثانية في قاعة الشعر في بلازا 1 على أرض معرض القاهرة، وكانت قد أهدت قراءتها إلى شهداء العراق وإلى العراق بكل طوائفه ومذاهبه، كما شاركت بمحاضرة ضمن أعمال الندوة التي أقيمت على قاعة إبداع في بلازا 2 تحت عنوان (راهن الشعر العربي وقضايا الواقع) تركّزت مداخلتها على أسئلة الشعر الراهنة، تقول:
هل ما زال الشعر يمتلك تلك الإمكانية الخارقة في الإتيان بطاقة جبارة كفيلة بسن لغة يعتنقها الحراك الثقافي؟.. هل باستطاعة القصائد الآن أن تُسقط حكومات وتُنصّب أخرى؟ وأي نوع من القصائد تلك التي تمتلك هذه البذرة وذاك الطموح؟.. هل يقرأ الشعراء لبعضهم؟ ولمن يكتب الشعراء؟.. تطوّر قصيدة النثر هل يوازي تطوّر ذائقة المتلقي؟.. هل توقف الشعر عند أسماء شعرية معينة؟.. وهل نحن مقبلون على ثورة شعرية جديدة بعد قصائد الهايكو في اليابان والومضة الشعرية في الوطن العربي؟.. شعر المهرجانات الذي يقام في المحافل غير الشعرية من يوقفه؟ هذا الشعر الذي جمهوره موظفو تلك المؤسسات وبعض عامليها فقط؟.. من يشتري كتب الشعر؟ ولماذا يبتعد الناشرون عن الشعر ويقبلون على الرواية؟..
ثم عرجت الشاعرة على عدة نقاط جوهرية أخرى منها تطوّر الأشكال الشعرية التي بدأت تبحث في العرفانية والروح وما ينتج عنهما من علاقات فلسفية خاصّة جدَّاً.. كذلك ولجت إلى ظاهرة التصوُّف التي بدأت تهيمن على فضاء قصيدة النثر حتى أنَّنا نستطيع سماع هذا الصوت الدافئ المكلوم، بعد أن أسمعتنا القصائد العمودية والشعر الحر صوت الكلمات عاليا.. أي إنَّ تلك الأشكال الشعرية الجديدة بدأت تميل إلى الخروج من لغة الجسد والايماءات الحسيّة وسحر الرومانسية، وكانت قد خرجت قبلها على الرمزية والاسطورة..
وتابعت بقولها:
الشعر في ظل التغيرات الآن وفي ظل التكنولوجيا بدأ يفقد هيبته، وهذا ما أسهمت فيه بعض القنوات الفضائية التي تجذب الشعراء في مسابقات بمعطيات واختيارات يكون الشعر فيها في آخر القائمة، وتجعل من الشعر تجارة رابحة.. كذلك تحدّثت عن الهم في الشعر العراقي الآن الذي بدأ يستفحل في نصوص العديد من الشعراء تناغما مع الواقع الذي يغلي به الشارع العراقي.. والأهمية التي تمتاز بها قصيدة النثر في الأوساط الثقافية العراقية، حتى أنَّ نصوص بعض شعراء قصيدة النثر بدأت تُعلق في ساحة التحرير..وتحدَّثت عن الأسماء الشعرية الكبيرة والمؤثرة الآن في ديمومة الشعر العراقي..وعرجت على جوائز الإبداع التي تقيمها وزارة الثقافة العراقية التي هي جوائز ذكورية بامتياز وكأن العراق يخلو من المبدعات وهذا الأمر يعد فجوة خطيرة في النزوح إلى الذكورية مجددا.
وفي لقائها الأدباء العراقيين المغتربين دار الحديث عن الأجواء الثقافية في المنفى وما يقابله من واقع ثقافي داخل العراق، وكان اللقاء مع أصحاب دور النشر العراقية القادمين من خارج العراق ومن داخله فرصة لمناقشة واقع المطبوع العراقي وأهم المطبوعات العراقية التي رُشحت لجوائز عربية وعالمية، وهذا يدل على أنَّ الإبداع العراقي بخير، وأهمية اضطلاع الإعلام بالترويج لهذه المطبوعات وعقد اللقاءات مع الأدباء الفائزين وضرورة التعريف بهم على نطاق عالمي.