إنتظارات!

1٬180

خضير الحميري /

ماذا أعطتنا الأنتظارات، وماذا أخذت منا؟
طالما شغلني هذا السؤال مع إني أحب الأنتظار شكلا ومضمونا، وأنتمي طوعا لفئة المنتظرين المخضرمين، الذين ما فتئوا يتقافزون من إنتظار الى إنتظار من دون أن يحظوا بالنتيجة المنتظرة، أحب مشهد النظر الى الساعة، تفحص “عقاربها” وربط النبض مع تكتكاتها، أحب لهفة الأنتظار خاصة اذا كان الشخص أو الحدث أو المُنجز المنتظر يستحق تلك اللهفة، إلا ان للأنتظارات إنكساراتها المشهودة، ومع ذلك تبقى راية المنتظرين في حلف دائم مع الأمل، في إنتظار النجاح، في إنتظار تخرج الأولاد، في إنتظار العلاوة القادمة ” مع إنك لم تحظى بالعلاوة السابقة” في إنتظار سحبة اليانصيب القادمة ” مع انك لم تفز في كل اليانصيبات التي جربتها” في إنتظار يوم مشرق أو ممطر، في إنتظار خبر سار، في إنتظار هدية غير متوقعة، على شكل إطراء، كلمة جميلة، لفتة وفاء، إبتسامة عذبة، في إنتظار غد مختلف، مزاج مختلف، مآل مختلف، عالم أقل تجهما، شاشة خالية من الأخبار العاجلة..
هل راقبتم وجوه المنتظرين، على الرصيف، في الحدائق العامة، في المقهى أو الكافتيريا، أو عند باب الدار وكيف تمتزج فيها السعادة مع القلق بشكل محير، تزداد هذه أو تقل تلك، تبعا للشخص المنتظر ومناسبة الأنتظار، تطفح السعادة ويتوارى القلق مرة، أو يسود القلق وتشح إمارات السعادة مرات.
وأعود للسؤال الذي بدأنا به حكايتنا:
ماذا أعطتنا الأنتظارات ، وماذا أخذت منا؟
يبدو إنها..أعطتنا كل ما نحن فيه، وأخذت ..كل ما نتمناه!