ياء شين!
خضير الحميري /
إحترت في وصف هذين الحرفين حين يلتحقان بمفردة معينة في لهجتنا المحلية ويحرفانها عن معناها تماما، هل هما حرفا نفي أم إستفهام أم أداة للإستنكار، جربوا معي: نظام..نظاميش، أمل..أمليش، بالسرة..سراويش، نظافة..نظافتيش، تعيين..تعيينيش، هذه الفتاة حلوة..حلوتيش، هذا الشاب موهوب..موهوبيش، وهكذا، فهما يلعبان دور أداة تقوم بنسف المعنى، إبطاله وتسفيهه، والسخرية من مضمونه، فحين تقول تفاءلوا بالغد، ويجيبك الآخر”غديش” فهو يخبرك بمجرد لصق الياء والشين في آخر الكلمة بأنه غسل يديه من الغد الذي تريده أن يتفاءل به.
وغالبا ما تقال الكلمة المردوفة بهذين الحرفين بنغمة صوتية تساهم في تجسيد المعنى التهكمي وقد يصاحب النغمة حركة من إحدى اليدين أو كلتيهما، ليثبت المعنى الأستنكاري التسفيهي بشكل لا يقبل التأويل.
هما حرفان ولدا من رحم التهكم واليأس لمجابهة الكلمات الكبيرة المفخمة التي نلفظها ونتغنى بها بإعتبارها ذات مكانة مرموقة على المستويين اللفظي والتطبيقي، نقولها من دون أن يساورنا الشك من وقعها السحري على آذان المستمعين: المستقبل، السيادة، الأيمان، الجيل، الإباء، الشمم، القدوة، التراث، المجد، المثابرة، فيعيدها اليائس المتهكم اليك مكسورة الخاطربعد أن يركل مؤخرتها.. بالياء والشين!