أمنيات العام الجديد

633

حسن العاني /

لا يتحقق نصف ما نتمنى أو ثلثه أو ربعه، وقد لا يتحقق شيء، ومع ذلك تبقى الأمنيات المشروعة نوعاً من الأمل الجميل والثقة بالمستقبل. ولعل كل عام جديد يعد واحداً من أحلى الفرص التي جرى العرف خلالها على البذخ في بسط أمانينا، والاندفاع بها إلى حدود المستحيل، كأن يفتح أحدنا (زيجه) وينظر إلى السماء ويتمنى أن تكون سنة 2021 مثلاً سنة الانتصار على الفساد!!
أعترف أن الطمع أخذني وتماديت بحيث تمنيت البقاء على قيد الحياة هذا العام لكي أخفف من أحزان حبيبتي التي بهذلها الحظ في تحقيق ابسط أحلامها… وبمناسبة عامنا المبارك أتمنى على الجهات المالية المعنية في البلد أن تقلع عن عادتها في إشعار المتقاعدين بأنهم عالة عليها، وأنها تصرف رواتبهم (بالمنّية) وكأنهم لم يدفعوا الأوقاف التقاعدية لمدة ثلاثين سنة أو أربعين، وأن تقلع عن تخويف الموظفين بعدم وجود رواتب أو أنها تنوي استقطاع نسبة من رواتبهم، ولو أرادت اتخاذ مثل هذا الإجراء حقاً فأتمنى أن تجري عمليات أرشيف الرواتب (سكتاوي) حفاظاً على مشاعرهم المهزوزة، كما أتمنى الكشف عن سر الخزينة (الفارغة) 13 شهراً في السنة، مع إن هناك تحسناً كبيراً في واردات النفط والمنافذ الحدودية، وزيادة في عائدات الرسوم والضرائب وتقليصاً في رواتب (رفحا)…
أتمنى لو يتم حسم مشكلة واحدة من مشكلاتنا الكثيرة من دون تشكيل لجنة تختفي تحت يديها أعظم القضايا… أتمنى تغيير اسم (البطاقة التموينية) إلى (البطاقة العاطلة عن العمل)… أتمنى لو حدثت معجزة وجرت الانتخابات في موعدها وأن ندلي بأصواتنا من دون شتائم ولا تُهم ولا تسقيط…. ولا وعود كاذبة، ويتمنى رجل مثلي على الحكومة -التي يحبها بجنون- لو تخلت عن عدالتها المفرطة، لكونها لا تفرق بين المقصِّر والمبدع، لأن الجميع في عرفها مواطنون صالحون.. سواسية كأسنان المشط، أتمنى على الرؤوس الكبيرة في البلد أن ترى شعبها بقلبها وعقلها وضميرها لا بلسانها، أتمنى رؤية فاسد واحد حجم (إكس لارج) يحاسب على شاشة التلفزيون… أتمنى أن تنتهي مسرحية (الخصومة) بين المركز والإقليم التي ما زال عرضها مستمراً منذ 18 سنة بلا تغيير على الفصول والمشاهد… أتمنى على الدجالين من الرجال الكفَّ عن المطالبة بحقوق المرأة لأنها أخذتْ حقوق الدنيا كلها ومازالت تطالب بحلب الرجال، كما أتمنى على المخلصين من طبقتنا السياسية ومن السلطات التنفيذية والتشريعية لو جعلونا هذا العام نضحك على الحرامية (6) ساعات مثلما ضحكوا علينا (6 آلاف) ساعة…
أتمنى أن لا نتوحد عند الشدائد فقط كما توحدنا في مواجهة داعش والإرهاب، بل أن نتوحد كذلك في حالات الفرح والسلم والبناء وسوف نكتشف أن توحدنا حلاوة أطيب من برحي البصرة، وأطعم من قيمر الحلة، وأشهى من بوسة الحبيب… أتمنى هذا العام، وكل عام، أن تعلو سارية العراق من زاخو إلى الفاو… وأن تتواصل مواكب العرسان والعرائس من أربيل إلى الناصرية، ومن الأنبار إلى النجف، ومن السليمانية، لديّ أمنية خاصة جداً جداً…. لو (……لاتصلح للنشر مع الأسف!!)