أمنيات بذمة العام الجديد!
خضير الحميري /
الأمنيات لعبة جميلة، مُخدر موضعي، مُسكن للآلام، نتعاطاها بوصفة طبية معتمدة كتب عليها :عند الحاجة. ولأن حاجتنا للأمل والخلاص لاحدود لها، فإننا نحملها معنا في حلنا وترحالنا مثل مصباح علاء الدين، ندعكه بلا هوادة ونغمض أعيننا ونغوص في التمني.
والأماني مثل الحياة، دائمة التجدد، بغض النظر عن واقعنا (الزاهر) الذي يدور حول نفسه مثل الناعور، تتجدد وتتبدد، مثل الألعاب النارية التي تنير السماء بتوهجها الخلاب للحظات ثم تختفي، غير أن عيوننا لا تحتفظ هنا سوى بذلك التوهج المفرح، وتتغاضى عن إختفائه السريع..
الإنسان مجبول على التمني، ويرتب أموره سراً أو علناً لتتوافق مع ما يتمنى، ويحاول أن يوجه مقود حياته دائماً نحو الهدف المرتجى، إلا أن المشكلة تتمثل بأن هناك من يقفز ويتبرع ليمسك بالمقود ويوجهه نيابة عنه، فيضطر إلى إفلات مقوده والتشبث بمقود آخر لايمتّ لأمانيه بصلة!
لعبة جميلة أدمنت على مزاولتها كاريكاتيرياً منذ عقود، أختار من بين حشد الأماني المتزاحمة في ذهني أخفّها وطأة، وأكثرها قابلية للتحقق، أختار في حقل الأماني ما يمكن عدّهُ من البديهيات الحياتية في أي زقاق من أزقة المعمورة، إلا أنها تعود لي خائبة في أول (سيطرة) للتفتيش عن.. الأماني الضالة!