سعدون صدام: نفتقد الى الدعم
أحمد رحيم نعمة – تصوير: صباح الامارة /
من المدربين المخضرمين، عاصر بل خرّج أجيالاً من اللاعبين زجّ بهم نحو المنتخبات الوطنية العراقية، كان لاعبا معروفا مثّل أغلب الأندية العراقية، ثم أتجه نحو التدريب، ليستقر في العام 2001 بالمدرسة الكروية بعد أن دعاه رحمه الله عمو بابا للعمل معه في المدرسة التي كانت وما زالت الرافد الرئيس للاعبي المنتخبات الوطنية العراقية..إلا أن المدرسة الكروية عانت الكثير من الإهمال في السنوات السابقة، لا سيما الوزارة او الأولمبية واتحاد الكرة الذين همّشوا دور هذه المدرسة من ناحية الدعم وتوفير الساحات، عن مسيرة خبير التدريب سعدون صدام وارتباطه الطويل بهذه المدرسة ومسيرته الكروية، حدثنا عنها في هذا الحوار:
الانطلاقة من الفرق الشعبية
*من أين كانت الانطلاقة الرياضية؟
– لعبت في بداية حياتي للفرق الشعبية في منطقة الكيارة في مدينة الصدر عام ٦٨ أيام صبانا مع فريق التحرير الذي كان يشرف عليه المرحوم جاسم محمد جبر (ابو حيدر) وكان الفريق آنذاك يضم جيلاً راقياً من الشباب الواعي المدرك أمثال كاظم وعل، حنون مشكور، مهدي جاسم، فاضل مشكور، صباح مشكور، غافل عباس، طارق حنيص، سعد جاسم والكثير ممن مثلوا منتخباتنا الوطنية والعسكرية، لعبت خلال مسيرتي لأكثر من ناد معروف، واعتزلت الكرة عام 1988، أصبحت ضمن الكادر التدريبي لنادي البحري، بعدها أشرفت على قيادة فريق الفيلق الأول وأحرزنا ثلاث بطولات متتالية، وكان الفريق يضم خيرة اللاعبين من المنتخبات الوطنية، بعد ذلك أشرفت على تدريب بعض فرق الدوري، إذ عملت مع نادي السلام؛ أنا والمرحوم كاظم وعل ثم عملت مدربا لنادي السلام عام ١٩٩٦ بعدها عملت مساعد مدرب مع الكابتن عباس برازيلي لفريق نادي سامراء.
بعد ذلك طلب مني المرحوم الكابتن عمو بابا عام 2001 العمل معه في المدرسة الكروية وما زلت أعمل بها حتى يومنا هذا، إذ خرّجت العديد من اللاعبين أمثال علي عدنان، أمجد وليد، بشار رسن، عبد القادر طارق عزيز، صفاء هادي، مهيمن سليم ملاخ، حسين علي لاعب الزوراء، مهند علي (ميمي)، والكثير من اللاعبين الذين يمثلون الآن أندية النخبة، فالمدرسة تعمل بدون ملعب بعد أن سرق ملعبنا عنوة.
*من يشرف حاليا على مدرسة عمو بابا؟
– بالنسبة للمشرفين على المدرسة الكروية أربعة أشخاص، أولا دكتور قحطان جليل بمنصب مدير المدرسة، الدكتور المجتهد حامد صالح إشراف فني والكابتن كاظم صدام أيضا إشراف فني ومستشار، والاخ سالم الشيخلي الذي يدير المدرسة من ناحية الجانب الإداري وتقع عليه كل مسؤوليات المدرسة.
*أي جهة تدعم المدرسة؟
– حقيقة لا يوجد داعم للمدرسة منذ عدة أعوام، نعتمد على الآباء بالنسبة للدعم فقط، من ناحية التجهيزات هم الذين يقومون بشراء التجهيزات لأولادهم ونحن بدورنا نشكر جميع الآباء الذين يقدمون العون للمدرسة.
سرقوا أحلام الأطفال
•كانت الساحات داخل الملعب، هل تتدربون عليها؟
-أحلام أطفالنا سرقت من عيونهم، بعد أن أبعدتنا الوزارة السابقة من ملعبنا وبقيت تجهيزاتنا في العراء وراح الأطفال يتدربون خلف اتحاد كرة القدم في الملاعب الخماسية وبدون انتظام، لأن الملاعب الخماسية التي هي خلف الاتحاد لا تكفي لأطفال المدرسة الذين تزيد أعدادهم على ٢٥٠طفلا من مختلف الأعمار، بعد كل هذا قامت الوزارة السابقة بإعطاء يوم واحد لتدريب المدرسة ولفترة قصيرة جداً بحجة تبديل أرضية الملعب او إدامة سقي الملعب في اليوم الذي نتمرن فيه، وبقينا لأيام نبحث عن ملاعب تؤوينا.
يومان لا تكفي
* وزارة الشباب الحالية ماذا قدمت لكم؟
– في زيارة للكابتن عدنان درجال وزير الشباب والرياضة إلى مدرسة عمو بابا قام بإلقاء محاضرة لكل فريق، وشكر القائمين على المدرسة من أطفال وإدارة ومدربين وأوعز بإضافة يوم ثانٍ للاكاديمية التي تشرف عليها الوزارة ليصبح مجموع أيام التدريب هي يوما الجمعة والسبت، وهذا لا يكفي لتعليم الصغار وتطويرهم من أساسيات كرة القدم والمهارة وكما تعلمون أن تدريب الصغار أصعب بكثير عن الفئات الاخرى من جميع النواحي، ولدينا مدربون جيدون أصحاب شهادات تدريبية عليا، مثل الــA والــB والــS فضلا عن الشهادات الدولية التي حصلوا عليها.
* من هم المدربون الحاليون الذين يشرفون على المدرسة؟
– خرّجت مدرسة عمو العديد من اللاعبين، ما يقارب 100 موهوب في أيام تغيير النظام، وكانت مدرستنا تباشر تدريباتها بملعب الفروسية التابع لفروسية الشرطة لفترة أربعة أيام في الاسبوع وبدون توقف، حتى أعطت شهداء اثنين من المدربين وطفل موهوب اسمه سلام عباس، حتى استتب الأمن وعدنا نزاول تدريباتنا في ملعب الشعب، كان وقتها الاتحاد والاولمبية يوفران الملابس والكرات وكل شيء، خرّجنا كما ذكرت أعلاه العديد من اللاعبين، كما التحق بالمدرسة أيام عمو عندما كان مشرفا عليها المدربون صباح عبد الرزاق، صباح عبد الحسن، رزاق طبرة، صادق موسى، حبيب جعفر، أسامة نوري، رياض نوري، جليل صالح، ابراهيم سالم، هاشم خميس، مثنى حميد، رائد خليل، عصام خليل وغيرهم.
لا يوجد دعم للمدرسة
*من يجهّز المدرسة؟
– بالنسبة للتجهيزات في السابق كان من اتحاد الكرة والأولمبية، أما اليوم فنعتمد على أنفسنا وعلى آباء اللاعبين ولا يوجد أي دعم؛ لا من قريب ولا من بعيد سواء من الوزارة أو الاولمبية، ومن خلالكم نناشد معالي الوزير الكابتن درجال بان يضعوا المدرسة نصب أعينهم وأن يعيدوا اليهم ملعبهم، وللأسف أي وزير يأتي يعد ويخلف في كلامه ( اواعدك بالوعد واسكيك يا كمون)، كلامهم هواء في شبك، نتوسم في درجال أن يسد الدين الذي في رقبته لعمو بابا، بأن يعيد ملعب أطفال عمو بابا الذين باتوا مشردين، لا يعرفون أين يحطون الرحال! هناك العديد من المدارس والأكاديميات لكنها بالواقع فقط اسم ويجنون المبالغ المالية وهذه الاكاديميات لجني الأرباح من الصغار، وتوجد مدارس تستوفي من الطفل ٧٥ ألف دينار، وهناك اكاديمية تحصل من الطفل ١٠٠ ألف دينار، ومنهم من يأخد مبلغا زهيدا مثلا خمسين ألف دينار، باستثناء مدرسة عمو بابا التي تعمل على تسجيل الاطفال مجانا وبدون مقابل، وكل ما يصل المدرسة من المساعدات الرياضية مثلا من المحافظة او مؤسسة خيرية توزع فورا للاطفال مجانا، نتمنى أن تمد يد العون من محبي عمو بابا بمساعدتها ودعمها، سواء كان الدعم من الحكومة أو ميسوري الحال.