أنوشكا لـ “الشبكة”: أعترف بالخطأ دون وجل
حوار: أحمد سميسم – تصوير: أحمد مبارز – تنسيق : سامي الجابري /
فنانة من طراز خاص، مكتنزة الذات بثقافة فنية عالية. استطاعت أن تضع بصمتها الأنيقة والجريئة في عالمي الغناء والتمثيل. بدأت مشوارها الفني مطربة في ثمانينيات القرن الماضي عبر اشتراكها في مسابقة عالمية نظمتها (الفيدوف العالمية)، المسؤولة عن تنظيم مهرجانات الغناء الدولية ورعايتها، وانضمت إليها بأغنية فرنسية حصدت المركز الأول.
اضافة الى العربية، تجيد الغناء بلغات عدة؛ الأرمنية والإنكليزية والفرنسية. أداؤها وصوتها يحملان كثيراً من الذكريات إذ تعد من الفنانات اللاتي يحترمن عملهن ويُحاولن اختيار الأدوار والأغاني بعناية فائقة، لذلك أصبحت من الأصوات والمُمثلات الأكثر تميزاً على المستوى العربي. أبدعت في حقل التمثيل بأدوارها المميزة مع أغلب النجوم العرب في المسلسلات (قانون المراغي) و(فرقة ناجي عطا الله) و(جراند أوتيل) وغيرها من الأعمال الناجحة، كما أنها تعتز بلقب (الفنانة) كثيراً دون الحاجة إلى عنوان آخر للتعريف بها كـ (المطربة) أو (الممثلة).
النجمة العربية الفنانة أنوشكا حلّت ضيفة عزيزة على مجلة “الشبكة العراقية” عبر هذا الحوار..
* دخلتِ عالم الفن مطربة في ثمانينيات القرن الماضي وتميزت بلونك الغنائي الفريد حين أطلقت ألبومات غنائية عدة، ما الذي جعلك تلجين مجال التمثيل بعد ذلك وأنت مطربة معروفة؟
– لا بد للفنان من أن يكون شاملاً في مجالات الفن، عملتُ في مجال التمثيل الإذاعي والمسرحي والتلفزيوني والسينمائي إلى جانب موهبتي وعشقي الأول للغناء، ما شجعني أكثر على دخول التمثيل حينها كان المخرج التلفزيوني الراحل عادل صادق الذي كان له الفضل الكبير في ولوجي عالم التمثيل، إذ أتاح لي الفرصة لأقف أمام كبار الممثلين، التمثيل عالم جميل لا يقل جمالاً عن الغناء، ولأني خضت الغناء والتمثيل فإنني أعرف مكامن الإبداع في كل من هذين الحقلين المهمين.
* تعرضتِ لكثير من النقد في بداياتك الفنية، منهم من انتقد اسمك، ومنهم من انتقد طريقة غنائك على المسرح، رغم ذلك واصلت مشوارك الفني حتى النهاية، كيف استطعت أن تقفزي فوق أقلام النقاد القاسية؟
– هذا صحيح، تعرضت للنقد في بداياتي الفنية من بعض النقاد الذين حاولوا النيل من عزيمتي وإصراري الفني، إلا أن من انتقدني سابقاً أصبح يدعمني ويشجعني على المضي في مجال الفن بعد أن أثبتُّ نجاحي وتميزي للجميع، إذ أن لي لوني الخاص بي بشهادة المختصين في الفن.
* تجيدين الغناء بلغات عدة كالفرنسية والأرمنية والإنكليزية، كيف ثقفتِ نفسك فنياً وأكاديمياً؟
– موضوع التحدث بأكثر من لغة جاء عبر دراستي في مدارس الأرمن كوني من جذور أرمنية، إذ كنا ندرس الإنكليزية والفرنسية معاً إلى جانب اللغة الأرمنية، والعربية طبعاً، فضلاً عن ذلك كان لدي ميل كبير لدراسة اللغات لاستثمرها في مجال الغناء، وكنت أتمرن في البيت على عزف البيانو بمساعدة أساتذتي في الموسيقى وأمرِّن صوتي أيضاً.
* نشاهدكِ دائماً في أدوار (أرستقراطية)، هل ذلك لأن شكلك يتلاءم مع هذه الأدوار أم أن هناك سبباً آخر؟
– أعتقد أن الأمر متروك للمخرج، فهو من يوزع الأدوار، ولاسيما إذا نجح الفنان في دور معين، فمن الممكن أن يكرر ذلك الدور في أعمال فنية أخرى، أنا أحاول قدر المستطاع ألّا أكرر أدواري حتى إن كانت ضمن نطاق الأرستقراطية، أحاول أن أجعلها مختلفة غير مملة للمشاهدين، ولله الحمد كانت اختياراتي التلفزيونية موفقة حتى الآن ولها مقبولية جيدة، إلا أنني أطمح إلى أن أجسد أدواراً استعراضية غنائية سينمائية وأقدم شيئاً مميزاً ولافتاً.
* أيهما تفضلين أن يسبق اسمك دائماً؛ المطربة أم الممثلة؟
– صدقني أفضل أن يسبق اسمي لقب الفنانة فقط، مع اعتزازي بكوني مطربة وممثلة في الوقت ذاته، لكنني أجد لقب الفنانة يحمل بين طياته كثيراً من الصفات الفنية والتأثير والعمق الإنساني والاجتماعي، أعتز بكوني مطربة لأنني صنعت مجدي في الغناء بنفسي وبجهودي الذاتية في كل كبيرة وصغيرة، إذ لم تدعمني شركات إنتاج في ذلك الوقت بل كنت أنتج أعمالي بنفسي، لذا أرى أن أنوشكا المطربة حملت مسؤولية كبيرة للغاية في بداياتها أكبر من مسؤولية التمثيل، لأنها كانت منتجة ومطربة يقع على عاتقها حمل كبير في ظل غياب وسائل الدعم الإلكتروني والتقنيات، خلافاً لما يتمتع به الفنان اليوم من دعم وإسناد ودعاية عبر المنصات الإلكترونية، لكنني حظيت بتشجيع من أساتذة كبار أمثال الموسيقار عمار الشريعي والملحن حلمي بكر والإذاعي وجدي الحكيم والكبير محمد الموجي الذي منحني ثلاثة ألحان جميلة ومختلفة، أما شغف التمثيل فولد عندي منذ الصغر أيام الدراسة في المدرسة وتجارب المسرح المدرسي إذ تعلمت أصول التمثيل المسرحي وانضباطه، من هنا كانت الشرارة في مجال التمثيل.
* ماذا تحمل ذاكرتكِ عن العراق؟ وهل يستهويكِ الغناء العراقي؟
– لم أزر العراق، لذا ما تحمله ذاكرتي عن العراق يأتي مما أشاهد وأقرأ عبر السنوات عن تأريخ العراق وثقافته وحضارته العريقة، نعم، أحب الغناء العراقي وتستهويني جداً المواويل العراقية بألحانها الجميلة، ولاسيما تلك المواويل القديمة المغناة بصوت الفنان كاظم الساهر والفنان ماجد المهندس.
* ما الشيء الذي ندمتِ علية كثيراً في حياتك؟
– لم أندم على شيء في حياتي، فأنا أتعلم من أخطائي، ولو أخطأت بحق أحد أعترف بذلك دون وجل.
* ماذا أخذ الفن منكِ وماذا أعطاك؟
– هذا سؤال عميق للغاية، الفن لم يأخذ شيئاً مني رغماً عني إطلاقاً، لكن بالمقابل أعطاني نعمة الرضى وحب الناس على ما قدمت من أعمال فنية أفتخر بها طوال مسيرتي.
* لو قلت لك هل أخذ الفن منكِ حلم الأمومة مثلاً؟
– بالعكس، لا أرى أن الفن كان سبباً في عدم إنجابي وأن أصبح أماً في يوم ما، كنت ومازلت مؤمنة بأني غير مستعدة لأتحمل مسؤولية تربية الأطفال، لكني أنحني لكل الأمهات اللاتي يتحملن مسؤولية التربية والبيت، ولا أخفيك أن بمقدور الفنانة أن تكون أماً وفنانة ناجحة في الوقت ذاته.
* لو عاد بكِ الزمن إلى الوراء، هل ستختارين الفن أم أن هناك مجالاً آخر يستهويك؟
– لو عاد بي الزمن فسأختار أيضاً العمل في مجال الفن كونه عشقي منذ الصغر، لا أستطيع أن أبتعد عنه، لكن يستهويني العمل في الزراعة أيضاً، إذ أجد متعة في مزاولة زراعة النباتات في حديقة المنزل.
* ما الدور الذي تتمنين أن تجسديه بشغف كبير؟
– أحب دائما أن أجسد الأدوار الواقعية الاجتماعية المستوحاة من الحياة العامة، فلا تستهويني الأدوار الخيالية العلمية، لم أجد نفسي فيها، على الرغم من انجذابي لمشاهدتها.
* لُقبتِ في الخليج بـ (الفراشة السوداء) ما سبب منحك هذا اللقب؟
– أعتز بكل الألقاب التي أطلقت عليّ سواء من الجمهور أم من الصحافة، أما لقب (الفراشة السوداء) فجاء بسبب ارتدائي اللون الأسود في أغلب إطلالاتي الفنية.
* ما الحلم الذي يراودكِ وتسعين إلى تحقيقه؟
– حلمي أن أسافر أكثر، لكن ليس بدافع العمل، بل السفر الذي يجعلني اكتشف عوالم جديدة من الطبيعة والثقافات المختلفة وطبيعة خلق الله سبحانه، هذا ما أطمح إليه فعلاً.
* من الفنان الذي تمنيت أن تقفي أمامه في عمل درامي أو سينمائي؟
– فنانون كثيرون جداً، قدماء راحلون وجدد، كالفنان ماجد الكدواني، والفنان خالد النبوي، والفنان محمود مرسي، والفنان يحيي شاهين، والفنان رشدي أباظة، والقائمة تطول..
* أخيراً ما مشاريعكِ المقبلة على المستوى الفني؟ وماذا تقولين لجمهورك العربي عبر مجلة “الشبكة العراقية”؟
– حالياً لديّ مسلسل جديد في مرحلة التصوير اسمه (نجيب زاهي زركش) بمشاركة الفنان الكبير يحيى الفخراني وعدد من الفنانين سيعرض في رمضان 2021، أقول لجمهوري عبر مجلة “الشبكة العراقية”: أشكر كل من يتابعني ويكتب لي كلمة حلوة، أو حتى كلمة نقد آخذها في الحسبان، أمنياتي بالصحة والسلامة للجميع وبغدٍ أجمل بإذن الله، وشكراً على إتاحة الفرصة للتواصل مع الجمهور عبر هذا الحوار.