الأولمبي يعيد الثقة، التي أضاعها “الوطني”، إلى الكرة العراقية..
أميرة محسن /
عزف المنتخب الأولمبي سيمفونية كروية رائعة على ملاعب المنامة في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس آسيا تحت23 عاماً، بعد أن حقق العلامة الكاملة إثر فوزين: على جزر المالديف بأربعة أهداف دون رد وعلى البحرين بثلاثة أهداف دون رد أيضاً، ليضمن بطاقة التأهل الى النهائيات الآسيوية 2022 في أوزبكستان.
قدم الليوث أروع ما يمكن تقديمه من أداء في المباراتين الحاسمتين ليفرح بهذين الفوزين الجماهير الرياضية العراقية التي كانت –ومازالت- غير راضية عن أداء المنتخب الوطني العراقي الأول الذي أخفق في جميع مبارياته التي خاضها ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم، فالليوث أبدعوا وكانوا عناوين للشجاعة في أرض ملعب الخصم..
عن تأهل ليوث العراق الى نهائيات كأس آسيا 2023 حدثنا النائب الأول لرئيس الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم علي جبار قائلاً:
منتخب المستقبل
جهود كبيرة بذلها الكادر التدريبي للمنتخب الأولمبي الذي يقوده التشيكي ميروسلاف سوكوب مع الليوث خلال المرحلة السابقة، فالرجل وعد وأوفى عندما قال في مناسبات سابقة إن الساحة الرياضية العراقية مليئة بالمواهب الكروية التي ستعيد أمجاد الكرة العراقية الى سكة الانتصارات، وقد تحقق ذلك فعلاً من خلال المستوى الرائع الذي قدمه المنتخب الأولمبي في مباراتيه أمام المنتخبين الأولمبيين البحريني والمالديفي، إذ تأهل الليوث على حسابهما بعد أن قدموا أداء لافتاً للنظر استحقوا من خلاله المركز الأول بجدارة واستحقاق ليضمنوا التأهل الى نهائيات كأس آسيا العام المقبل في أوزبكستان.
أضاف جبار: أن المنتخب الأولمبي سيحصل على دعم كبير من أجل الاستعداد الأمثل للمنافسات المقبلة، كونها الأهم لمستقبل الكرة العراقية، فالفريق يضم مجموعة مميزة من اللاعبين الذين باستطاعتهم تحقيق الإنجاز للكرة العراقية مستقبلاً، بل نسعى الى إعداده بشكل مميز من أجل خطف بطاقة التأهل الى الأولمبياد المقبلة التي ستكون في باريس عام 2024.
الأمل الجديد للكرة العراقية
فيما قال المدرب سعد حافظ، الذي يعمل ضمن الكادر التدريبي للمنتخب الأولمبي: إن الجهود الكبيرة التي بذلها الكادر التدريبي لليوث الرافدين مكّنت الأولمبي من قطف ثمارها من خلال النتائج المميزة والأداء الرائع الذي قدمه اللاعبون على أرض الملعب، حيث حققنا العلامة الكاملة لنتأهل بجدارة الى النهائيات الآسيوية في أوزبكستان العام المقبل، لقد كان ملعب المنامة في البحرين مسرحاً لليوث في حصد النقاط الست إثر الفوز على جزر المالديف برباعية رائعة أعطت الليوث حافزاً لتقديم الأفضل في مباراة البحرين التي كانت –هي الأخرى- عنواناً للتألق والإبداع عندما أحرز الفريق ثلاثة أهداف نظيفة كانت كفيلة بتأهل الأولمبي العراقي، الفوز الكبير الذي تحقق يمثل بارقة الأمل الجديد للكرة العراقية بعد سلسلة من الانتكاسات السابقة التي منيت بها منتخباتنا الوطنية، وأن القادم سيكون خيراً على الكرة العراقية بوجود هذه المواهب الجديدة.
روح قتالية
أما مكتشف المواهب المدرب بسام رؤوف فقال عن تأهل الأولمبي العراقي: بلا شك هو جيل المستقبل لما قدمه من مستوى رائع في المباراتين، لايسعني إلا أن أقول مبارك للجهاز الفني واللاعبين على هذا الأداء المميز والروح القتالية والمهارة الفنية العالية والثقة بالنفس التي ظهر عليها جميع لاعبي الفريق، حقيقة نشعر بالأمل بهذا الجيل المبدع من اللاعبين، أقول مرة أخرى لأبنائي اللاعبين الذين ترعرعوا في مركز الرياضية لكرة القدم: أنتم من سيضع الكرة العراقية على السكة الصحيحة بعد أن فقدنا الأمل في عودتها بسبب الإخفاقات التي رافقت المنتخبات الوطنية العراقية في المرحلة السابقة.
نتائج الأسود مخزية
كذلك تحدث الصحفي الرياضي نعيم حاجم عن سر تألق المنتخب الأولمبي في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس آسيا عندما قال: يبدو أن ليوث الرافدين حفظوا ماء وجه الكرة العراقية بعد المستوى الرائع الذي قدموه في مباراتين، إذ تأهل الليوث بجدارة متناهية، بل إنه فريق يستحق الاهتمام من قبل المسؤولين على الكرة العراقية، إنه جيل يحمل في طياته خامات مميزة يمكن أن تعيد كرتنا الى السكة الصحيحة، ولاسيما أن المدرب التشيكي ميروسلاف سوكوب عرف كيف يختار، فهو قريب جداً من اللاعبين، لذلك كانت النتائج التي تحققت للأولمبي رائعة، وربما يتصاعد بأدائه في البطولات المقبلة بفضل انسجام اللاعبين في تنفيذ الواجبات المكلفة من قبل الكادر التدريبي، بعكس مدرب المنتخب الوطني أدفوكات الذي لم يحضر أية وحدة تدريبية للمنتخب الوطني في بغداد ولا يعرف من هذا اللاعب أو ذاك، يومياً المنتخب في تشكيلة مختلفة، لذلك كانت نتائج الأسود مخزية في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم برغم سهولة المجموعة، لكن التخطيط الذي اتبعه الاتحاد والطاقم التدريبي في اختيار اللاعبين خاطئ، إذ أن غالبية لاعبي المنتخب لايستحقون اللعب ضمن صفوفه، إلا أن التدخلات والمحسوبية والمنسوبية وبعض الأمور جعلت البعض من اللاعبين ضمن التشكيلة الوطنية، أتمنى أن يشارك المنتخب الأولمبي بدلاً من الوطني في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لأنه الأفضل حسب رأي الكثير من المتابعين للكرة العراقية.
تألق الأولمبي
وقال المدرب علي صابر: لا يختلف اثنان على أن هناك فرقاً واضحاً في الأداء والنتائج بين المنتخبين الأولمبي والوطني برغم أن مدربَي الفريقين أجنبيان، فالمدرب سكوب -المشرف على الأولمبي- يحضر مع اللاعبين طيلة الفترات الماضية والحالية، بينما مدرب الوطني أدفوكات لا يشاهده اللاعبون -إلا ماندر- وفي البطولات فقط! إذ أن مرافقة المدرب للاعبين أهم شيء في كرة القدم لمعرفة مستوى وإمكانية اللاعب ولاسيما عندما يشارك مع فريقه في الدوري، وهذا الشيء بعيد عن أدفوكات، لذلك كانت نتائج المنتخب الوطني سيئة!! حتى أصبح منتخبنا محطة عبور سهلة لأضعف المنتخبات التي كانت تحسب للأسود ألف حساب، بل إن الاختيار الخاطئ لنوعية اللاعبين كان السبب في تراجع المستوى وهزال النتائج، إلا أن الوسط الرياضي العراقي -قبل أيام- فرح جداً عندما شاهد الليوث وهم يرسمون سمفونية عراقية جديدة من خلال الأداء والنتائج المميزة التي تحققت على ملعب المنامة.