أطعمة الشوارع.. من اللبلي العراقي إلى ساندويج دونر الألماني
ترجمة: آلاء فائق /
الطعام والسفر، من التقاطعات الرائعة في الحياة، فعلى الرغم من أننا نتمتع بنصيبنا من المأكولات المميزة والوجبات المتطورة في المطاعم الراقية، لكننا غالباً ما تستهوينا كذلك الأكلات التي يقدمها الباعة المتجولون وأصحاب الأكشاك في الشوارع حول العالم. أكلات الشوارع تعكس أصالة تلك البلدان وتحيط السائح -وابن البلد- بجو أكثر مرحاً ومتعة. إليك دليلنا لأفضل أطعمة شارع حول العالم مع أطباق طعام مفضلة لدول عدة.
يعمل الطعام –عموماً- كبوابة طبيعية لفهم أعمق للثقافة والتاريخ والأشخاص والمكان، ويجذبنا طعام الشارع بشكل طبيعي للاستكشاف والتقدم إلى أبعد من ذلك، ما يسمح لنا باكتشافات شخصية أكبر، ليس فقط عن نكهة الأطعمة المحلية، لكن أيضاً عن جوهر الثقافات التي يمثلونها.
الوجبات التايلندية
مراسلو موقع أرامكو بدأوا رحلتهم من تايلاند، التي كانت بمثابة رحلة حبهم لأطعمة الشوارع، ولمحبي الأكلات وغيرهم ممن لا يولون اهتماماً للطعام، فإن اغلب أصحاب مطاعم الشوارع في تايلاند يعتمدون على عملهم لكسب لقمة عيشهم، فهي مصدر دخلهم الرئيس.
الوجبات التايلندية هي من أشهر الوجبات العالمية التي وجدت طريقها حتى إلى خارج حدود تايلند، وانتشرت في العديد من الدول الأوروبية، فقد تناسبت منذ سنوات طويلة مع المذاق الأوروبي.
قلما يوجد طبق تايلاندي منزلي لا يبيعه بائع متجول في تايلاند، إذ تخصص بعض الباعة في طبق واحد أو طبقين، بينما يقدم بعض الباعة قائمة كاملة تنافس تلك الموجودة في المطاعم الراقية.
يبيع بعض الباعة أطعمة مطبوخة مسبقاً، والبعض الآخر يصنع الطعام حسب طلب الزبون وأمام انظاره، من هذه الأطباق: طبق البطاطس المقلية سريعة التحريك مع الأرز، وأطباق الكاري السريعة، وطبق سمك السلور المقلي بعجينة الكاري الأحمر.
قهوة إثيوبيا الشهيرة
القهوة الإثيوبية مشروب تراثي تفوح رائحته في الصباح من كل مقاهي وطرقات العاصمة أديس أبابا، ومن المحتمل أن تستغرق مراسم تقديم القهوة الإثيوبية التقليدية على الأقل 20 دقيقة لتناول فنجان القهوة الصباحي، لكن الأمر يستحق الانتظار، فسواء كنت في أكواخ القرى النائية أو في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فإنك لا تستطيع تجاهل عبق رائحة القهوة التي تفوح رائحتها في الصباح من كل مقاهي وطرقات العاصمة، حيث يتم تحميص البن في المقاهي الصغيرة بالشوارع الجانبية في الصباح من أجل إعداد كوب القهوة للزبائن الذين يصطفون سعياً للنشاط واليقظة.
اللبلبي والباقلاء في العراق
اللبلبي والباقلاء يتصدران أكلات الشوارع في بغداد، حيث تنتشرعربات اللبلبي على أرصفة الشوارع، تحديداً في فصل الشتاء، يتناولها الزبائن وقوفاً على رصيف الشارع لإضفاء أجواء دافئة لهم وسط أيام الشتاء الباردة.
واللبلبي هو الحمص المسلوق الذي يضاف إليه الليمون وبعض المطيبات، وهو لا يختلف كثيراً عن مثيله في باقي الدول العربية، أما “الباكلة” او الباقلاء، فتطبخ بنفس الطريقة مع إضافة “البطنج” الذي يضفي عليها طعماً حاراً لدى تناولها.
تتزين عربة بيع اللبلبي بقنان زجاجية مختلفة تضم زيت الزيتون، زيت الثوم، والحامض، يقوم البائع بتعبئتها ليستعملها الزبون حسب رغبته، كما تضم العربة مختلف أنواع التوابل، كالفلفل الحار، والبطنج والزنجبيل، والكمون، وكل زبون يضيف حسب رغبته.
الكنافة وحلوى “الشعر بنات”
ليس شرطاً دائماً أن يكون طعام الشارع مالحاً أو متبلاً، فالكنافة هي حلوى شرق أوسطية لذيذة مصنوعة من الجبنة البيضاء اللزجة، أو القشطة، وتغلف بطبقة من الشعرية المخبوزة من الأعلى وتستند على طبقة من السميد وتغطى بشراب حلو. على الرغم من أننا ننتهز كل فرصة لتناول الكنافة، إلا أننا لم نجد حتى الآن أطيب من كنافة صاحب حلويات (حبيبة) وسط مدينة عمان، الأردن، فكل شخص تحدثنا إليه وزار محله يذكر كنافته بتنهيدة شوق.
نوع آخر من الحلوى يزين شوارع العاصمة الأردنية عمان، يُطلق عليها محلياً “الشعر بنات”، وهي واحدة من أكثر الوجبات الخفيفة التي يجري تناولها أثناء التنقل، ولاسيما إذا كان لديك أطفال، فالجميع ينغمسون في إشباع رغباتهم بين الحين والآخر بتناول هذه الحلوى التي يبيعها الباعة المتجولون في أكياس نايلون مصطفة على عصي خشبية طويلة، ويتم تحضيرها من خليط من الماء والسكر بتركيز عالٍ وباستخدام الطرد المركزي.
السميت التركي
فضلاً عن شهرة تركيا بالأسماك والشاورما، إلا أنها معروفة بما تقدمه لسياحها من مختلف أنواع الأكلات والمعجنات، ومنها (السميت) الذي تُباع أرغفته اللذيذة في عربات الشوارع المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، وتكدس أرغفته عالياً في (صواني) تعلو رؤوس بائعيها.
السميت هو أحد أطعمة إسطنبول الأساسية، وغالباً ما يتناوله البعض كفطور سريع أثناء التنقل في شوارع تركيا صباحاً. يخبز السميت على شكل حلقة كبيرة ويغطى بالسمسم المحمص، فهو أخف من الكعك، وحبذا لو تناولته مع (استكان) شاي.
معجنات أخرى يشتهر بها أصحاب الأكشاك في تركيا، منها (البورك)، يقول مراسل موقع أرامكو “استمتعنا بتناول البورك المقرمش المحشو بالجبن خلال مدة زيارتنا لإسطنبول، وانتظمنا بالذهاب يومياً إلى صاحب الكشك طيلة فترة إقامتنا، ولاسيما أن كشكه كان مطلاً على الشارع وقريب من شقتنا”.
طبق الشارع الهندي الشهير- Aloo Tikki
ينتمي طبق الـ (ألو تيكي) إلى عائلة المقبلات المقلية التي تباع في الأكشاك وعربات البائعة المتجولين، ويعتبر من أشهر المقبلات في المطبخ الهندي، حيث لا يخلو أي بيت أو مطعم منه. تعني كلمة ألو البطاطس أما كلمة تيكي فتعني (الكرات المقلية) وتصنع كرات الألو تيكي من البطاطس المهروسة التي يضاف إليها بعض التوابل كالتمر الهندي والزنجبيل والكزبرة والنعناع وتقلى في زيت ساخن، وغالباً ما تؤكل ساخنة أو دافئة، وتشتهر معظم المدن الهندية بطبخها، ومنها مدينة فاراناسي المقدسة، واحدة من أقدم المدن بالعالم.
فريق موقع أرامكو شدتهم جاذبية بائع طبق الو تيكي وهو يقلي البطاطس، لكنهم يحذرون السائحين بضرورة الالتزام بتناول الأطعمة المطبوخة فقط، كذلك الحذر من الأعشاب الطازجة والخضراوات التي ربما تغسل بماء غير نظيف.
عصير قصب السكر في مصر
يعد عصير قصب السكر المشروب الأكثر شعبية في مصر خلال فصل الصيف، ولاسيما في إقليم الصعيد، الأكثر زراعة لمحصوله، فلا يخلو شارع من شوارعه إلا وتنتشر فيه محال بيعه التي تحظى بإقبال المواطنين، فهو يعد طازجاً لكونه سريع الأكسدة، كما يمتاز بفوائد صحية عديدة.
ساندويج دونر
(دونر كباب) كما يطلق عليه في المانيا هو نوع من الشاورما المصنوعة من اللحم المطبوخ على مشواة عموديّة، يعرف الجميع هذا النوع من الشاورما في برلين، لكن مطعم مصطفى في شارع ميرينغدام في كروزبرج ليس هو طبقك المعتاد، فبدلاً من رقائق اللحم البقري أو لحم العجل، تسقط نشارة الدجاج مع الخضار المشوية من سيخ مصطفى، ويتم تقديمها مع مزيج رائع من البطاطا الحلوة والسلطة والجبن الشبيه بالفيتا والليمون الطازج والصلصة الغامضة.