هل قلص المحترفون فرص ظهور المواهب الكروية؟

321

أميرة محسن /

خلال عقود سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كان الدوري العراقي لكرة القدم يعتمد بالدرجة الأساس على اللاعب المحلي، إذ لا يوجد أي لاعب محترف في فرق الأندية العراقية، لكن في مقابل ذلك كان باب الاحتراف مقفلاً أمام اللاعب العراقي.
ومع أن أبواب الاحتراف فتحت في منتصف التسعينيات أمام اللاعب العراقي، لكن منتخباتنا كانت تتصدر البطولات العربية والآسيوية، بل كان الدوري الكروي شعلة من نار بين الأندية، وظهرت خلال تلك الفترة المواهب المتعددة على مر السنين. وفي السنوات الأخيرة اعتمدت الأندية المترفة مادياً على اللاعب الجاهز المحترف، ما أثر على فرص المواهب العراقية في الظهور بالدوري، وانعكس هذا التأثير على نتائج المنتخبات العراقية التي فقدت بريقها!
وخلال اجتماع اتحاد الكرة العراقي مؤخراً، أكد النائب الأول لرئيس الاتحاد علي جبار أن ستة محترفين في النادي عدد كبير ومبالغ فيه ويحد من ظهور اللاعب المحلي، مطالباً بتقليص عدد المحترفين في الأندية العراقية، مجلة “الشبكة العراقية” كانت لها وقفة بشأن هذا الموضوع…
ظهور اللاعب المحلي
المدرب ثائر أحمد قال: في زمننا لم يكن هنالك لاعبون او مدربون محترفون في الدوري العراقي، فقد كنت أمثل فريق نادي الطلبة ومعي نجوم في الفريق قدمنا أروع مايكون على أديم المستطيل الأخضر، بل وكانت منتخباتنا الوطنية في أوج عطائها وخطفت بطولة الدورات العربية والآسيوية، وحتى أنديتنا عندما كانت تذهب الى بطولة خارجية يكون المركز الأول من نصيبها، لكن عندما فتح باب الاحتراف في الأندية تراجع مستوى اللاعب المحلي وفقد الدوري بريقه، كما أن احتراف لاعبينا في دوريات خارجية أيضاً كان تأثيره واضحاً على ضعف الدوري، وهذا الأمر هو الذي دفع اتحاد الكرة مؤخراً الى التفكير في تقليل الأندية للاعبين المحترفين في الدوري وهو قرار أعتقد أنه يصب في مصلحة الكرة العراقية، فالاعتماد على المواهب العراقية أفضل السبل للنهوض بواقع الكرة العراقية.
حماسة الدوري
وكان للمدرب كريم حسين رأي مغاير إذ قال: إن تعاقدات الأندية العراقية مع لاعبين محترفين شيء مفرح للغاية، إذ يساعد الاحتراف على رفع المستوى العام للدوري العراقي ويلهب حماسة اللاعبين والأندية، وقد تبين ذلك من خلال الاداء العالي الذي ظهرت عليه فرق الدوري العراقي في هذا الموسم الذي يتصدره نادي الشرطة بفضل لاعبيه المحترفين، ولاسيما المهاجم المواس الذي يتصدر قائمة هدافي الدوري العراقي، لكن من الجانب الآخر فإن المشكلة تكمن في احتراف نجوم العراق في الخارج وفي دوريات ضعيفة، وهذا ما يضعف الدوري ويؤثر أيضاً على نتائج المنتخبات الوطنية العراقية، لأن لاعب المنتخب عندما يبتعد عن الدوري العراقي لن يعرف المدرب مستواه في النادي الخارجي الذي يلعب له، وهل ظل على نفس عطائه أم تدنى مستواه.
مستويات ضعيفة
فيما قال الحكم الدولي السابق حسين تركي: إن مستوى الدوري العراقي لغاية الآن يمر بحالة متذبذبة في غالبية الأندية رغم ضمها لمجموعة جيدة من اللاعبين المحترفين، ولاسيما الأندية التي صرفت المليارات، التي مازالت تعيش حالة (النشوة المليارية)، إذ لم تقدم الفرق التي ضمت المحترفين الأجانب شيئاً ماعدا لاعبي فريق الشرطة، بل إن مستوياتها ضعيفة جداً رافقتها الإخفاقات مع أندية لاتمتلك حتى أجرة الباص الذي تأتي به الى بغداد، فالذي يجري في الدوري العراقي الجديد حالة غير مستقرة من قبل بعض الفرق، رغم امتلاكها المستلزمات كافة. نتمنى أن يستقر الدوري الكروي العراقي وأن تظهر الفرق على حقيقتها ولاسيما أن أغلبها ضمت مجموعة جيدة من اللاعبين، فضلاً عن المدربين المميزين أصحاب الخبرة، أملنا كبير في تطور الدوري العراقي، وهذا يساعد على ولادة جيل من اللاعبين الذين سيدافعون عن ألوان الكرة العراقية من خلال مشاركتهم مع المنتخب الوطني في البطولات الخارجية، وإذا طبق نظام تقليل اللاعبين المحترفين في الدوري العراقي أعتقد أن اللاعب المحلي سيبرز دون شك.
المتضرر الأول
كذلك تحدث المدرب علي صابر قائلاً: العراق يمتلك خزيناً من المواهب الكروية التي باستطاعتها إعادة الكرة العراقية الى الواجهة الأمامية، ولاسيما النجوم الموجودين في منتخبات الأشبال والناشئين والشباب، فمشاركة هذه الفئات في الدوري ضمن فرق الأندية تعطي حافزاً كبيراً لبقية اللاعبين، لكن يبقى اللاعب المحترف هو الأبرز لأن غالبية الأندية حالياً تعتمد بالدرجة الأساس على اللاعب المحترف الذي تعاقدت معه، البعض من اللاعبين المحترفين قدموا مستويات عالية في مباريات فرقهم في الدوري، بينما البعض الاخر لم يقدم، إلا أن المتضرر الوحيد في احتراف اللاعبين الأجانب في الدوري العراقي هو اللاعب المحلي الذي يتمنى البروز في الدوري، لكن تواجد هذا الكم الهائل من المحترفين يؤجل ظهوره! فالقرار الأخير الذي اتخذه اتحاد الكرة العراقي بتقليل عدد المحترفين في الأندية أعتقد أنه يصب في مصلحة اللاعب المحلي من أجل الظهور في الدوري وبالتالي الاستدعاء للمنتخبات الوطنية،