بعد حظر دام ثمانية وثلاثين عاماً.. الملاعب العراقية تعود لاحتضان المبار يات الدولية

557

بغداد/ أحمد رحيم نعمة / أميرة الزبيدي
بعد عقود من الحرمان، تعود الملاعب العراقية لاحتضان المسابقات والمباريات الدولية الرسمية، بعد أن قرر الاتحاد الدولي رفع الحظر عن الملاعب العراقية. جملة عوامل ساعدت على تحقيق هذا الإنجاز الرياضي، من بينها الأمن الذي ينعم به العراقيون بفضل قواتنا الأمنية البطلة، وامتلاك العراق لمجموعة من الملاعب الكبيرة.
سيكون الجمهور العراقي على موعد مع مباراة منتخبنا الوطني أمام شقيقه الإماراتي التي ستقام في بغداد كفاتحة خير على الكرة العراقية. قرار رفع الحظر عن الملاعب العراقية، وما يفتحه من آفاق جديدة، كان محوراً لأحاديث “الشبكة” مع عدد من الشخصيات الرياضية العراقية …
نجاح كبير
يقول رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال: “لقد اقتنع الاتحاد الدولي –أخيراً- بقدرة العراق على استضافة المباريات الكروية الرسمية، ولاسيما أن صدور القرار أنصف جمهورنا الرياضي الكبير الرائع، إذ جرى تحديد ملعب المدينة في العاصمةِ بغداد لاستضافة مباراة منتخبنا الوطني وشقيقه الإماراتي في الرابع والعشرين من هذا الشهر.” وأشار درجال إلى أن “النجاح الكبير الذي تحقق بكسب قرار رفعِ الحظر عن ملاعبنا، كان ومازال بدعم مباشر من رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، أيضاً بدعم وإسناد الاتحادِ الآسيوي والاتحاداتِ العربية الشقيقة، ورئيس اتحاد مجلس التعاون الخليجي والإعلام الرياضي، لكن الدور البارز يبقى للجماهير الرياضية العراقية التي أعطت صورة حضارية في المباريات الدولية الودية التي أقيمت على ملاعب البصرة وكربلاء وأربيل.”
جهود كبيرة
من جهته، أكد النائب الثاني لرئيس الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم يونس محمود على أن رفع الحظر عن الملاعب العراقية جاء نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل رئيس الاتحاد الذي وضع أولويات عمل رفع الحظر عن ملاعبنا.
واوضح محمود أن “جهوداً كبيرة اجتمعت أسهمت في رفع الحظر، من مسؤولين كبار الى دعم ومساندة الإعلام الرياضي العراقي، فالنجاحات السابقة للمباريات الدولية التي أقيمت في مختلفِ ملاعبنا ساعدت بشكلٍ كبير في الحصول على قرار رفع الحظرِ الدولي، لايسعني إلا أن أشكر جميع الجهود التي بذلت من أجل تحقيق هذا القرار، أيضاً أهنئ الجماهير الرياضية العراقية التي حرمت من متابعة الأسود على أديم الملاعب الرياضية العراقية.”
ملاعبنا بخير
وأعرب اللواء طه عبد حلاته، رئيس لجنة الانضباط في اتحاد الكرة عن فرحته بهذا الإنجاز، مبيناً إنه لأمر رائع أن يتنفس الجمهور العراقي كرة القدم، مشيراً الى أن “هذا الإنجاز الكبير لم يتحقق من فراغ، بل عن جهد وتعب كبيرين جداً من قبل وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، أيضاً كانت هناك مفاوضات سابقة بهذا الاتجاه من الوزراء السابقين، لكن من أكمل الحالة وصولاً الى النجاح الباهر هو الكابتن درجال، أكيد إنه ليس وحده، وإنما بجهود جبارة من قبل الإعلام الرياضي ومساندته، القرار السياسي أيضاً كان دافعاً معنوياً وقوياً في إعادة البنى التحتية، وذلك من خلال بناء الملاعب، كل هذه العوامل كانت مقومات لرفع الحظر عن الملاعب العراقية.”
أضاف اللواء طه: “هناك بعض النقاط أود التطرق إليها: أولها أن الجميع يعلم أن البنى التحتية والملاعب المتوفرة في العراق كثيرة ومتطورة، وهناك بعض من الدول لاتتوفر فيها ملاعب توازي ملاعبنا، لكن لايوجد عليها حظر، فالبنى التحتية والملاعب العراقية الآن اصبحت في مصاف الدول المتقدمة، لذلك فإن هذه نقطة يجب أن ينتبه إليها القاصي والداني، كذلك الحضور الجماهيري الغفير للجمهور الرياضي العراقي في جميع المباريات، حتى إن كانت المباريات على المستوى الأول أو الثاني والثالث، إذ تجد جمهورنا يملأ المدرجات، لايسعني إلا ان أقول مبارك للجميع رفع الحظر عن ملاعبنا.”
جمهورنا مثقف ورائع
فيما قال الدكتور عدي الربيعي، عميد كلية التربية الرياضية السابق إن “رفع الحظر عن الملاعب العراقية خطوة رائعة وفرحة كان ينتظرها الشارع الرياضي العراقي، لا أبالغ عندما أقول إن كل الشعب العراقي كان ينتظر هذه الخطوة المباركة، من خلال مجلتكم أحب أن أشكر كل من أسهم في رفع الحظر عن الملاعب العراقية، سواء أكانو إعلاميين أم جماهير أم وزراء تعاقبوا على قيادة وزارة الشباب والرياضة، والإخوة في الاتحاد العراقي لكرة القدم، السابقين والحاليين، وأخص بالذكر الجهود الكبيرة التي بذلها الكابتن عدنان درجال، أتمنى من الله -سبحانه وتعالى- أن نستثمر هذه الخطوة في مباراتنا المقبلة أمام المنتخب الإماراتي والظفر بالنقاط الثلاث كي نكون مواكبين في المنافسة على البطاقة الثالثة لتصفيات كأس العالم، كما أتمنى على جماهيرنا العراقية الواعية، المثقفة، الرائعة، المحافظة على سمعة الكرة العراقية واستثمار هذا الحدث المهم لإيصال رسالة للعالم أجمع بأن الرياضة العراقية كانت مظلومة.”
الجميع أسهم في رفع الحظر عن ملاعبنا
كذلك أشار الدكتور فراس راضي، رئيس اتحاد كرة السرعة العراقية، الى أن “رفع الحظر عن الملاعب العراقية هو إنجاز يحسب -في البداية- الى وزارة الشباب والرياضة والكابتن عدنان درجال والوزراء السابقين أيضاً، الذين حاولوا وبذلوا الجهود في المخاطبات من أجل رفع الحظر، وفي النهاية تكللت الجهود بالنجاح.” وأضاف أن “الذي تحقق لا يحسب لشخص معين، بل إن الكل أسهموا في هذا الإنجاز الرائع الذي تحقق في رفع الحظر عن الملاعب العراقية، فالجماهير العراقية الوفية التي حرمت من متابعة المنتخب العراقي، وحتى الأندية، ستعود إن شاء الله الى الملاعب لتؤازر الأسود من المدرجات العراقية هذه المرة، لا يسعني إلا أن أشكر جميع من أسهم في رفع الحظر عن الملاعب العراقية.”
اللعب على أراضينا حق مشروع
بينما كان لمدرب فريق نادي النفط باسم قاسم رأي قال فيه: إن “رفع الحظر عن الكرة العراقية مؤشر إيجابي على العراق بشكل عام، وليس فقط على كرة القدم، إذ كان من الممكن أن يرفع الحظر قبل هذا الوقت، فقد تأخر كثيراً، ولم يكن من الإنصاف والواقع أن يستمر لغاية الآن، ولاسيما مع الاستقرار الكبير الذي يشهده العراق أمنياً ورياضياً، مع افتتاح الملاعب المؤهلة لاحتضان المباريات، كذلك التجارب العديدة التي شهدتها هذة الملاعب باستضافة مجموعة من المباريات التجريبية ومستوى الحضور الجماهيري، والتنظيم العالي من قبل الجهات المسؤولة، وكانت هناك رسائل واضحة تدل على عودة وإمكانية العراق الى الأسرة الدولية وإعطائه الحق الشرعي بإقامة المباريات الرسمية على ملاعبه، وحق جماهيره الكبيرة بمساندته ودعمه وتحقيق تطلعات هذه الجماهير المشروعة.”

أمر متوقع
بدوره، أوضح مسؤول الشعبة الرياضية في جريدة الصباح، الزميل بلال زكي، أن “قرار رفع الحظر عن ملاعبنا أمر توقعنا حدوثه منذ أمد بعيد، لكنه تأخر لأسباب مبهمة، ولاسيما أن مدن أربيل والبصرة وبغداد قد نالت علامات الثناء والاستحسان من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعد النجاح الكبير في تنظيم بطولة غرب القارة الأخيرة.”
وأشار إلى “أن الكاميرون، التي استضافت نهائيات أمم إفريقيا -قبل فترة قريبة- ليست بأفضل حال من العراق، لا على الصعيد الأمني ولا على صعيد البنى التحتية، إذ كانت وفود المنتخبات الإفريقية حبيسة أماكن إقامتها، لا تخرج منها إلا للضرورات القصوى، بينما كانت حال أرضية الملاعب بائسة إلى أبعد الحدود، وهو خلاف ما هو موجود في بلدنا الذي يمتلك منشآت رياضية متطورة جداً، ويتمتع باستقرار أمني كبير أشره مراقبو (الفيفا) أثناء زياراتهم للاطلاع على الملاعب العراقية.”
وحذر زكي من الركون إلى خانة الاطمئنان بعد صدور قرار رفع الحظر عن ملاعبنا، مشدداً على أن “المسؤولية المقبلة ستكون أكبر، سواء على اتحاد الكرة أو جماهيرنا الرياضية، وحتى وسائل الإعلام، إذ تتركز مهام الاتحاد على تنظيم مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره الإماراتي بأفضل صورة ممكنة عبر الاستعانة بالطاقات المبدعة والشركات الاحترافية المتخصصة بإدارة المباريات والبطولات الرسمية، أما الجماهير فينبغي أن لا يقل دورها عن دور اتحاد اللعبة إطلاقاً من خلال التشجيع الحضاري الملتزم البعيد عن التشنج، بغض النظر عن نتيجة اللقاء، ولاسيما أن نجاح هذا الكرنفال سيفتح آفاقاً أوسع لإمكانية استضافة منتخبات أخرى وبطولات قارية وإقليمية في المستقبل القريب.” وتابع أن “وسائل الإعلام، بمختلف مسمياتها، مطالبة بركن الخلافات الهامشية حالياً والتركيز على جوهر الهدف المتمثل بإنجاح لقاء الإمارات، لما لهذا الهدف من مردودات إيجابية كبيرة على الصعيدين الوطني والرياضي.”
إنجاز كبير
ووصف المدرب كريم حسين رفع الحظر عن الملاعب العراقية بأنه إنجاز مهم للرياضة العراقية، فقد تزامن مع خروج العراق من البند السابع. وأشاد بدور وزير الشباب والرياضة الكابتن عدنان درجال واستغلال علاقته الطيبة مع دولتي قطر والسعودية، وكل هذا أسهم في رفع الحظر، أيضاً بناء الملاعب الحديثة في العراق كان له تأثير إيجابي، وهناك جملة من الأمور الناجحة أسهمت في فرحة رفع الحظر، كما لا ننسى الدور الكبير للجماهير العراقية الكروية، ولاسيما في أربيل وكربلاء والبصرة، وتشجيعهم المثالي الرائع الذي أعطى فكرة حسنة عن الجمهور، وبالتالي أصبح بمقدور لاعبينا أن يلعبوا على أرضهم وبين جماهيرهم ما سيعطي اللاعبين والمدربين دافعاً معنوياً كبيراً، ولاسيما أن العراق حرم من اللعب على أرضه منذ ثمانية وثلاثين عاماً.”