تشوّه بسيط ينهي علاقة عائلية
افتح قلبك
صفحة تُعنى بالمشكلات الأسرية التي تصل المجلة عن طريق البريد الإلكتروني أو أرقام هواتف المجلة نضعها أمام مجموعة من المتخصصين بقضايا الأسرة والمجتمع لإيجاد حلول لها.
المشكلة…
بعث السيد ق. ك برسالة الى صفحة “أريد حلاً” يعرض فيها مشكلته مع أهله وأقاربه الذين اعترضوا على زواجه، ومازالوا معترضين عليه رغم مضي أكثر من ست سنوات على هذا الزواج. الغريب في هذه الرسالة أنها تقطر حباً من بين سطورها، ولا تكمن الغرابة في هذا وإنما في ما وراء تلك السطور من مشكلة يريد أن يضخمها الأهل والأقارب بعد أن ضخمها واستغربها الأصدقاء في الكلية أثناء الدراسة وإعلان الخطوبة.
يقول السيد ق في سطور من رسالته: “أحببت زميلتي غ أثناء دراستنا الجامعية، وبدأت خيوط علاقتنا تتوطد بعد النصف الثاني من السنة الأولى، لم تكن غ من البنات الجميلات في المرحلة الدراسية، لكنها كانت تتميز بمواصفات جذبتني إليها فتعلقت بها. وفي أحد اللقاءات سألتها عن إصرارها على وضع وشاح على رقبتها بشكل يومي لافت للنظر، ترددت في البداية بالإجابة عن الاستفسار خشية أن أتركها أو أتخلى عنها، لكني أكدت لها ما يلغي شكوكها، عرفت منها فيما بعد أنها تعرضت الى حروق حين كانت في المرحلة المتوسطة من جراء انفجار فرن الطباخ الغازي، ما ترك آثاراً واضحة في جسمها من الرقبة حتى أعلى الساقين مروراً بالبطن.”يواصل السيد ق تفصيل حكايته: “أعرف أن الكثير من صديقاتها يعلمن بقصة احتراق جسمها واستغربن تقربي منها وتعلقي بها، فأنا أحببت فيها روحها العذبة، الشفافة، الصادقة، ولامني الكثير من أصدقائي، حتى أنها في أكثر من مرة طلبت مني أن أبتعد عنها وأختار أخرى من جميلات مرحلتنا، لكني تمسكت بها وقررت خطبتها، هنا تفجر الموقف ضدي من الزملاء والأهل والأقارب بعد أن شرحت لهم الحادث وآثاره، ورفض الأهل هذا الخيار وتذرعوا بأننا ما زلنا طلاباً في المرحلة الأخيرة.”
يسترسل السيد ق: “ظن الأهل أنهم في ذلك يبعدوني عن اختياري وعرضوا على ترشيحاتهم، وكانت الترشيحات أجمل من حيث الشكل الخارجي او المستوى المادي، لكني بقيت مصراً على موقفي. حصلت على وظيفة مناسبة بعد التخرج وأعدت طرح المحاولة على الأهل، وفي هذه المرة بإصرار شديد، فإما الزواج بهذه الإنسانة أو مغادرة بيت الأهل والاقتران بها، كان هذا قراري الأخير، سواء رضوا أم أبوا، خضعوا أخيراً للأمر الواقع وتزوجنا.”
في ختام رسالته، أخبرنا عن الضغوطات التي تعرض لها في السنوات الماضية من زواجه وحتى يوم كتابة رسالته هذه التي يطلب فيها الأهل الافتراق عن زوجته لأنها لم ترزق بطفل حتى الآن، فضلاً عن جسمها المحروق، لكنه مصر على حبها ولا يريد أن يخسر علاقته بأهله التي تشنجت من جراء تلك الضغوطات التي أخذت تسمم أجواء العائلة، وهو بذلك يطلب النصح والإرشاد لإبعاد هذه الأجواء المشحونة عن حياته الأسرية.
الحل…
الدكتورة شيماء العباسي الاختصاصية التربوية النفسية أجابت على رسالة السيد ق. ك قائلة: بداية نرحب بك في صفحة (أريد حلاً) ونشكر ثقتك بنا، ونسأل الله أن يوفقنا ويسددنا لنصحك ابني العزيز وبعد،،،،، حقيقة أسعدت كثيراً وانا اقرأ رسالتك وكم انا معجبة بحسن تربيتك وأخلاقك العالية التي ندرت في وقتنا الحاضر،،، بارك الله فيك ووفقك الله بكل حياتك،، ابني العزيز احب ان اجيب على رسالتك واذكرك ان الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى اشكالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم واعمالكم،،، وانت ذلك الانسان الراقي المتخلق بأخلاق الله، إذ انك تنظر إلى الخلق والسلوك والتربية ولاتعطي الأولوية للشكل والمظهر الخارجي،،، ابني العزيز.. انصحك بأن لاتكثر من الهم والتفكير فأنت انسان قوي الشكيمة، واضح ، وصاحب مبادئ، بدليل انك لم تتخل عن حبيبتك رغم معرفتك بتعرضها لحادثة حرق اصاب جسدها وهذا قدر من الله لم تكن هي السبب فيه ومن الممكن لأي منا ان يتعرض لمثل هذا الحادث او حوادث أخرى يكون الضرر فيها اكثر إيذاء من الحرق كأن يفقد رجليه او يديه او يصاب بالشلل، هنا يكون الحرق اهون كثيرا من الحالات الأخرى، او قد نتعرض لمثل هذا الحادث بعد الزواج، وإن اعتراض الاهل على الفتاة هو لحبهم لابنهم لأنهم يتمنون لك أفضل الأشياء في الحياة فلا تتأثر بالكلام، وأنا أثمن واشيد بموقفك تجاه حبيبتك وإصرارك على أن تكون زوجتك أمام الجميع رغم معارضة الاهل والأقارب لهذا الزواج. بهذا الاصرار اثبتّ انك انسان صاحب مبادئ وقيم وتتسم بشخصية قوية واثقة من نفسها، لذا فأنا أنني على موقفك الأصيل واصرارك على الإخلاص مهما حصل، وان تبقى ذلك الإنسان الوفي المخلص في موقفك الرجولي هذا والا تقبل بأي تدخل من قبل الآخرين في حياتك الزوجية حتى من اقرب الناس إليك، عليك أن تحافظ على زوجتك وحياتك مادمت سعيدا معها، فهي لم تقصر في واجباتها تجاهك وتجاه بيتها وحياتكم فلا تهدم هذه الحياة الجميلة بيدك وتقعد بعدها ملوماُ محسوراً لأنك وحدك من سيكون الخاسر -لا سمح الله- في الأول والآخر.
فمن خلال قراءتي لرسالتك انتبهت لشيء لم تذكره، هو من المسؤول عن عدم الإنجاب أنت، أم زوجتك؟ واذا كانت زوجتك، فهل ثبت طبيا بأنها لم تستطع الإنجاب وانها تعاني من خلل؟ مع ذلك لا تجعل تأخر الإنجاب ذريعة للطلاق وانت انسان واع ومثقف وتعلم جيدا ان العلم متجدد ومتطور في كل المجالات ومنها المجال الطبي فلم تعد هناك مشكلة في الحمل والانجاب بل توجد كثير من الحلول الطبية لهذه الحالة، وقد لايكون هناك سبب في تأخر الحمل وان هذا رزق من عند الله يرزق به عباده متى شاء ويمتحن به صبر عباده، فهناك من الأزواج ممن لم يرزقوا بأبناء لاكثر من خمس عشرة سنه، ولكنهم لم ييأسوا ابدا، ورزقهم الله بعد ذلك بأبناء فاصبر يابني فان الله مع الصابرين، ولا تقنط من رحمة الله ابدا وعش حياتك مع المرأة التي احببتها واسعدتك وواجهت الأهل والاقرباء بالارتباط بها وبنيت علاقتكما الزوجية بالحب والتفاهم وانا اعتقد من خلال كلامك في الرسالة ان علاقتكما اكبر من مجرد الإنجاب.
وفي ختام كلامي معك ياعزيزي.. أسأل الله أن يعوضك خيرا في صبرك، والا تفكر في الفراق ابدا، وان يقدر لك ولزوجتك كل الخير، وأن يرزقكما الرضا بما قدر لكما،، ومن الله التوفيق.