مهرجان ليالي دجلة الساحرة محاكاة سينمائية وجذب سياحي

405

ميساء فاضل – تصوير : يوسف مهدي /

على ضفاف دجلة الساحرة ولطافة النسيم البغدادي المفعم بالحضارة والتراث، التي انتعشت بها باحة القصر العباسي المعتق، وبحضور وزير الشباب والرياضة والسفير الفرنسي في العراق، أقيم “مهرجان ليالي دجلة” في بغداد برعاية معهد غوتة الألماني والمعهد الفرنسي في العراق، بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار، بحضور مدير الهيئة العامة للآثار والتراث، حيث عرضت أفلام قصيرة متنوعة عدة، ألمانية وفرنسية وعراقية، تحاكي مختلف أصعدة الحياة من الماضي والحاضر، وتطرقت إلى مواضيع متعددة تتلخص فيها الأحداث بشكل مختصر.
فنون مشتركة
السيدة (لورنس لواسير)، مديرة المعهد الثقافي الفرنسي بالنيابة، حدثتنا عن هذا المهرجان وإلى ماذا يهدف، قائلة:
مهرجان ليالي دجلة بنسخته الثانية أقيم برعاية معهد غوتة الألماني والمعهد الفرنسي في العراق، بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية.. هذه الأفلام ليست بالضرورة أن تكون معروفة مسبقاً بالنسبة للعراقيين أو الألمان أو الفرنسيين، ومن الممكن أن يجري التعامل مع مخرجين ربما يكونون مشهورين، أو اشتهروا عن طريق هذه الأفلام، ولقد جرت دعوة فنانين ومخرحين مسبقاً عن طريق السفارة الفرنسية في العراق، ولكن ليس فيما يخص هذه الأفلام، ومن الممكن أيضاً دعوة ممثلين ومخرجين لحضور مهرجانات وعرض أفلام في الفترة المقبلة، لذلك فإن عرض هذه الأفلام في العراق هو ربط حضاري بين ألمانيا وفرنسا والعراق، والفكرة من عرض هذه الأفلام في القصر العباسي هي لكونه مكاناً مهماً جداً وتاريخياً بالنسبة للعراقيين، وأيضاً لربط الماضي بالحاضر، والسفارة الفرنسية في العراق مهتمة جداً بتاريخ العراق وبالعراقيين شخصياً.
مواهب وإبداعات
مسؤول القسم الثقافي في معهد غوتة الألماني في العراق – مكتب بغداد- السيد (حسام مزاحم محمد) حدثنا من جانبه قائلاً:
مهرجان أفلام ليالي دجلة بنسخته الثانية، الذي يعرض في باحة القصر العباسي في بغداد، تضمن عرض أفلام عراقية وألمانية وفرنسية عدة قام بعملها مجموعة من الشباب العراقيين من مختلف المحافظات العراقية فيما يخص الأفلام العراقية، ومجموعة من الشباب فيما يخص الأفلام الألمانية والفرنسية، وكان لدينا عرض أفلام في أربيل، ومن الممكن إقامة مهرجان في قلعة أربيل تقدم فيه أعمال عراقية وفرنسية وألمانية وأعمال ناطقة باللغة الكردية، وبنفس الفكرة، ونتأمل أن تعاد الفكرة في العام المقبل بمشاركة أفلام جديدة وأفكار جديدة وممثلين جدد وتوفير مساحة لعرض أكبر عدد من الأفلام وبأفكار مختلفة.
جدير بالذكر أنه كان من بين الحضور شباب من مختلف الأعمار وشخصيات مهمة مهتمة في مجال الأفلام والمسرح والتمثيل، وهي تجربة جميلة لإظهار إمكانية الشباب العراقي في هذا المجال
وإيصال الأفكار بطريقة تحاكي الماضي والحاضر وتتضمن مختلف المواضيع الاجتماعية من قصص عاشها أجدادنا وآباؤنا.
تمازج ثقافي
وعن التعاون بين معهد غوتة والمعهد الفرنسي ومدى عائديته بالنفع لتنشيط الأماكن السياحية التاريخية، ولاسيما أن هذه الفعاليات يحضرها الكثير من الأجانب، أجابت المسؤولة عن شعبة المراكز الثقافية الأجنبية في دائرة العلاقات الثقافية العامة (شيماء بدر ناصر) بقولها:
كما تعرفون فإن العراق يزخر بالكثير من المعالم الحضارية والتاريخية، ما يمثل ركيزة مهمة في قطاع الثقافة والسياحة في البلاد، وأن عملية تنشيط الحركة السياحية تعد واحدة من ستراتيجيات إدارة المؤسسة الثقافية في البلد، كما أن اقامة الفعاليات والنشاطات الثقافية على أرض هذه المعالم التي تشكل رمزاً من رموز الهوية الوطنية العراقية يسهم في تحفيز وتنشيط حركة الجذب السياحي، سواء لأبناء المجتمعات العراقية أو السياح من البلدان الأجنبية الأخرى، وبالتالي فإن اقامة مثل هذه الفعاليات تسهم في اطلاع الجمهور على هويتنا وتاريخنا الزاخر بالإرث التراثي والحضاري، وبما يشكل جسراً للتمازج بين الثقافة العراقية والثقافات الأخرى.
وفي سؤالنا عن التعاون بينهم وبين المعهد الفرنسي ومعهد غوتة سابقاً ، في مثل هذه الفعاليات، أوضحت:
أن خطط وزارة الثقافة والسياحة والآثار تتضمن جوانب مختلفة عدة تستهدف تنمية واستدامة الإبداع الثقافي الفني والأدبي، ومن أهم الجوانب في خارطة عمل الوزارة هو ملف التعاون الثقافي الدولي، إذ تشرف دائرة العلاقات الثقافية في الوزارة على ملفات العمل الخاصة به، وتتضمن خطط هذا الملف جوانب عديدة شملت إقامة سلسلة مستدامة من الفعاليات الثقافية المشتركة مع المعهد الثقافي الفرنسي ومعهد غوتة الألماني ومراكز ثقافية أجنبية أخرى تنشط في تقديم نتاج ثقافات بلدانها في قطاعات الأدب والفنون في العراق ولاسيما العاصمة بغداد، حيث سبق وأن جرى إعداد خطة للأنشطة الثقافية المشتركة مع هذه المراكز، كذلك تنظيم فعاليات ثقافية ضمن جوانب ومحاور ثقافية وفنية مختلفة، كان أهمها مهرجان سوق الشعر الدولي بتعاون دولي مشترك، وتنظيم فعاليات أخرى شملت إقامة ورش عمل تناولت مجالات ثقافية ووطنية وفنية إبداعية ومحاور اجتماعية، ما يسهم في دعم وتحفيز الأدب والإبداع الأدبي والفني للمشتغلين في فضاءات الثقافة والمعرفة.
حراك حضاري
وبخصوص فكرة وجود أفلام من فرنسا وألمانيا، وإقامة المهرجان في القصر العباسي باعتباره مكاناً سياحياً تاريخياً يكون بمثابة الرابط بين ثقافات مختلفة.