مجالس الآباء والمعلمين.. حلقات إصلاح أم حلقات زينة؟
هند الصفار /
وداد الشمري، والدة لطالبتين، تحدثت عن تجربتها مع مجلس الآباء والمعلمين، إذ قالت: “أنا أحب جداً الاشتراك في النشاطات الخدمية، وقد رشحت لعضوية مجلس الآباء والمعلمين في مدرسة بناتي في العام الماضي، لكني فوجئت بعدم استدعائي، ولو لمرة واحدة، في اجتماع لهذا المجلس، ولم يطلب منا القيام بأية مهمة، أو المساعدة في أي أمر يخص المدرسة، ولهذا لم أرشح لهذه السنة، مع العلم أن المديرة تقول إن رئيس المجلس كان فاعلاً وقام بأعمال عديدة، وحل مشكلات متعددة، وأنها في هذا العام تبحث عن شخص فاعل مثله لأن ابنته قد تخرجت وغادرت المدرسة.”
معلوم أن مجالس الآباء والمعلمين هي حلقات وصل بين أهالي الطلبة والإدارة إذ يتكون المجلس من:
رئيس المجلس: من أهالي الطلبة
نائب الرئيس: مدير المدرسة
أعضاء المجلس: بحدود 6 أعضاء من أهالي الطلبة وأعضاء هيئة تدريسية لديهم أبناء طلبة في ذات المدرسة على الأرجح، يجري انتخابهم خلال الاجتماع الأول للمجلس من السنة الدراسية، وهو جزء من مراسم إقامة هذا الاجتماع. ويقوم المجلس بمهام عديدة، ربما أهمها حل المشكلات التي تمر بها المدرسة، التي لها علاقة بالطلبة ووفق الصلاحيات.
الدكتورة آيات يوسف (أستاذة جامعية)، رئيسة مجلس الآباء والمعلمين في مدرسة ابنتها، تحدثت عن إنجازات المجلس خلال شهر واحد فقط: “استطعنا -كمجلس آباء ومعلمين- إنجاز أعمال كثيرة تخص مدرسة (المأمونية الأساسية)، منها ترميم السطوح، وصبغ جدار المدرسة والواجهة الأمامية والممر الداخلي، كذلك تصليح الرحلات، وتركيب شمعات، وعمل سياج للحديقة. كما وفرنا عاملة نظافة للمدرسة، وهناك أمور أخرى سوف تنجز خلال العام الحالي، وهذا كله بفضل تبرعات أهالي الطلبة والمجلس، وكذلك بعض المعلمات.” وتعتبر الدكتورة آيات أن ذلك كله نعتبره غير كاف، وهو يصب بمجمله في خدمة الطلبة.
أم سجاد تعتقد أن “مجالس الآباء والمعلمين حلقة زائدة لا فائدة منها، فقط حين يتوسط الآباء لأبنائهم.” وقد أيد رأيها بعض أهالي الطلبة.
فيما يؤكد مدير (إعدادية الفارابي المهنية) محمد عامر محمود على أهمية تعاون المدرسة مع مجلس الآباء والمعلمين وتشجيع الآباء على تقديم الدعم للمدرسة من أجل السير بالعملية التربوية إلى الأمام، إذ قال ان “نجاح المجلس في أداء مهامه في توثيق العلاقة بين المدرسة والبيت والإسهام في حل المشكلات الخاصة بالطلبة ورفع المستوى العلمي لهم وبناء شخصيتهم السوية.” ويعتبر مدير الإعدادية أن المجلس هو حلقة مهمة تربط إدارة المدرسة بأولياء أمور الطلبة.
قد تواجه المدراس الإعدادية والمتوسطة مشكلات أكبر من مثيلاتها في المدارس الابتدائية بحكم أعمار الطلبة الذين يكونون في سن المراهقة، وهؤلاء يحتاجون إلى جهد أكبر في ضبط سلوكهم وإيجاد طرق تربوية مناسبة في التعامل معهم .
ومن أجل مستقبل أفضل تتحدث مديرة (الإعدادية المركزية للبنات) شيماء محمد العزاوي، عن دور مجلس الآباء والمعلمين فتقول إن “مجلسنا هذا العام فاعل جداً، فهو متعاون معنا في حل كل المشكلات العالقة، سواء التي تخص المدرسة وبنايتها، أو فيما يخص الطالبات أنفسهن، وكل ذلك يصب في مصلحة بناتنا الطالبات كي نرسم لهن مستقبلاً أفضل.”
لذلك تبقى مجالس الآباء والمعلمين حلقات مهمة لمن يستطيع فعلاً أن يتعامل معها بصورة صحيحة في اختيار أعضاء فاعلين قادرين على التعاون مع المدرسة وليس فقط أعضاء كحبر على ورق.
وتختتم مديرة الاعدادية المركزية قولها: “إن التعليم المهني عالم جميل وملاكاته التدريسية هي ملاكات متخصصة ومن حملة الشهادات العليا، علماً بأني أنا نفسي خريجة إحدى المدارس المهنية وتدرجت علمياً حتى وصلت إلى إدارة المدرسة.”
ولا يختلف الأمر في الثانويات الأكاديمية عنه في المهنية من حيث أهمية مجالس الآباء والمعلمين لحل مشكلات الطلبة في سنوات مراهقتهم الحرجة. وربما تنقطع هذه الحلقة عند عزوف الأهل عن متابعة أولادهم في المدرسة ومراجعتها بين الحين والآخر، وهذا ربما يعود إلى ثقتهم بأن أولادهم لا يحتاجون إلى متابعة، وهو أمر لا يحبذه التربويون، لأن الأبناء يستطيعون إخفاء الكثير عن ذويهم، ولهذا تتوجب عليهم المتابعة المستمرة لأبنائهم.