مينا الجميلي.. أوّل محترفــــــة تصويــــــر في طويريج
علي لفتة سعيد /
مصورة شابة بعمر الزهور، ولدت وهي تحتضن الكاميرا، متأثرة بوالدتها التي تعد من أقدم المصورات الصحفيات في العراق، بل واحدة من مصورات الحقل الرياضي، حيث كانت الوحيدة كمصورة في بطولة خليجي 25 التي أقيمت في البصرة.. هذه الشابة، مينا الجميلي، هي ابنة المصورة أمل النصراوي. مينا.. ذات الخامسة والعشرين ربيعاً، لم تكتف بحب التصوير بل توجهت لافتتاح أول ستوديو لها في مدينة الهندية، أحد أقضية محافظة كربلاء المقدسة.
تقول مينا إن والدتها هي صاحبة الفضل في عشقها للفن، فقد كانت ترى الكاميرا وتداعبها منذ الصغر، ثم تعلمت كيف تلتقط الصور من خلال الكاميرات الفوتوغرافية قبل كاميرات الموبايل، حين كانت في الخامسة من عمرها. وكانت أمها تساعدها. وتضيف: “كنت أرى حب أمي للكاميرا، فزرعت هذا الحب مبكراً في داخلي، حتى تمنيت أن أقضي عمري معها..” وتكمل: “كانت أجمل هدية لي هي كاميرا فوتوغرافية، وإن كانت من النوع القديم في حينها، لكنها كانت تعادل كل التقنيات التي لم أكن أدركها بعد، مثلما تعد أكبر فرحة حين التقط صورة، ويقال عنها إنها جميلة وتصويرها رائع.” وتشير إلى أن “هذا الحب مع مرور الأيام تكلل بأن أكون أول امرأة تفتح ستوديو في مدينة الهندية (طويريج).”
وعن الفرق مع الستوديوهات الأخرى، تقول الجميلي إن “الستوديو ليس فقط للنساء وبكادر نسائي، بل إنه أيضا للرجال وبكادر رجالي.” وتؤكد أن “لا معارضة تواجهها من أهل المدينة، بل إن أهل القضاء متعاونون معي ومساندون لي، ولم أواجه أية معوقات أو نقد.” معتبرة أن ما تقوم به هو لصالحهم وصالح عوائلهم، ولاسيما في تصوير المناسبات والأفراح العائلية والأعياد والجلسات. وعن الخبرة التي اكتسبتها طوال هذه السنوات، تشير الجميلي إلى أنها لم تكتف بما تعلمته من أمها من فنون التصوير وكيفية التعامل مع الكاميرا، بل دخلت أكثر من دورة لصقل الموهبة التي تطورت لديها لتكون حرفة ومهنة معاً. وتعود مينا لتتحدّث عن علاقتها بوالدتها، فتقول إنها هي التي زرعت البذرة الأولى وهي التي طوّرتها، ولها يعود الفضل، لذا اطلقت اسم (الأمل) على الستوديو تيمناً بالاسم الذي يحمل الكثير من المعاني والدلالات والقيم والفرح.. بحسب قولها.
وتشير الى إنها تحب تصوير وجوه الأطفال والكبار، حيث تبدو الملامح واضحة، مثلما هم يبعثون على العمل والتحدي معا. وتبين أنها تصوّر أي شيء يصادفها، إذ لا تكتفي بالعمل في الستوديو، بل في أيّ مكان يكون فيه التصوير متاحاً.
مصورة خليجي الوحيدة
والدتها المصورة أمل النصراوي، التي أمضت أكثر من 40 سنة مع الكاميرا، ربما هي من أقدم المصورات الصحفيات في كربلاء، وربما حتى في الفرات الأوسط .. تقول عن ابنتها إنها “زرعت فيها حبّ العمل والثقة بالنفس والاعتماد على الذات، مثلما علّمتها أن الصورة هي الإبداع كونها تعني الحياة..” وأضافت أنها “وجدت في ابنتها شغف التصوير منذ طفولتها، لذا كانت تتابعها وتعلمها كيف تحضن الكاميرا وتتعامل معها.”
ونؤكد النصراوي أن حياتها تختلف عن حياة ابنتها، وتقول: “نعم شجّعني الأهل، لكن ليس كما شجّعت ابنتي.” وتشير إلى أن الأهم هو زرع الإصرار والتحدّي. ولهذا تؤكد أنه “لا يجب على المرأة أن تكتفي بوجود الموهبة في داخلها، بل إن عليها ممارستها، ليس على نطاق ضيّق، بل عليها أن تنفذها في المكان الذي يجب أن تكون فيه، وهذا ما عملت عليه وعملت عليه مينا أيضاً، إذ يمكن أن تحقق أمنيتها وموهبتها ومستقبلها بما تحب وترضى وتريد.” وأضافت أن طموحها الشخصي كان هو الدافع الذي أوصلها إلى العمل كمصورة صحفية وميدانية، إذ أنها تحب الطبيعة وتصوير كل ما يصادفها. وتشير إلى أنها كانت المصورة الوحيدة في بطولة خليجي 25 في البصرة، حيث نقلت بأمانة ما دار في هذه البطولة، التي جعلتنا كعراقيين نفرح كثيراً بالفوز وبالعمل معاُ.. وتذكر أنها كرمت من قبل هيئة الإعلام والاتصالات كمصورة فوتوغرافية تثميناً لجهدها في بطولة الخليج.
وعن التصوير الصحفي تقول “إنها حقا مهنة المتاعب، إذ أن التصوير ليس سهلاً في الميدان، لذا يتوجب على المصورة أن تكون صبورة وقادرة على التحمل، وان تكون لها عين باصرة ودقيقة، ومعرفة جيدة بتفاصيل المكان. فالعمل الصحفي -كما تقول النصراوي- صعب، ولاسيما للمصور، فكيف بالمرأة المصورة؟” لكنها تستدرك فتقول إن “الكثير من الناس والدوائر بدأوا يتعاونون معي بشكل جيد.” وأضافت أن التصوير في الستوديو ليس سهلاً، كما يظن البعض، لأنه يحتاج إلى قدرة وموهبة وحب. وتشير إلى أن على الأهل مراقبة أبنائهم لمعرفة ماهي مواهبهم ومن ثم دعمها. مثلما على الدولة أن تراعي الموهبة، وعلى الصحافة احتضان المصورات العراقيات الميدانيات.