كاميرا الموبايل..شاهد إثبات !

848

خضير الحميري/
شئنا أم أبينا، فقد أصبحت كاميرا الموبايل شاهداً حاسماً على الأحداث الخاصة والعامة، فهي تتطفل على كل التفاصيل وتسارع لزرع حصادها اليومي في أرض خصبة للنمو والشهرة والانتشار، متمثلة بوسائل التواصل. في الماضي كانت كاميرات التلفزيون هي من تحتكر هذا الدور، ولكن بشكل محدود وانتقائي للغاية، بحدود انتشار المراسلين، أو من هم بمنزلتهم. أما مع الموبايل فإن عديد (المراسلين) الناشطين لاحد لهم، فقد تجد في الحي الواحد، أو الشارع الواحد، أو الحدث الواحد، عشرات أو مئات المراسلين الذين ينقلون لك الحدث من زوايا مختلفة، ويتركونك لتحلل وتحكم على طريقة (حكم الفار).. فلا فرار من سلطة كاميرا الموبايل وتوثيقها وتفنيدها لكل ما نعيشه ونصادفه في حياتنا اليومية، وكأنها تقول إن عهد (لغمطة) الأمور و(طمطمتها) قد انتهى.. بلمسة زر..
وقد شهدت الأسابيع والأشهر الماضية أكثر من حدث، كانت لكاميرا الموبايل الكلمة الفصل فيه، وشهدنا كيف تدخلت الجهات الرسمية أكثر من مرة لحسم الأمور وإحقاق الحق استناداً إلى أقوال شاهد إثبات جديد اسمه كاميرا الموبايل.. من دونه كانت الأمور ستُقرأ بصورة معكوسة أو معلوسة ..!
ولا غرابة في أن نجد الشباب من الجنسين يسارعون (لإشهار) موبايلاتهم في التصدي لكل حدث يصادفونه أو يعيشونه مهما كان صغيراً أو كبيراً، وكأن حياتنا أصبحت مربوطة بشبكة كاميرات للبث المباشر على مدار الساعة، كما يحصل في برامج تلفزيون الواقع التي اشتهرت في التسعينيات، التي جسدها فيلم (بث حي) لجيم كيري، إذ تلتقط الكاميرا كل ما يفعله وما لا يفعله وتبثه على العامة.
الكاميرات المتحركة، أو العيون المتطفلة، أصبحت جزءاً من عالمنا، وحين يحدث حدث معين فنحن ننتظر ما تدلي به هذه الكاميرات أكثر من انتظارنا لتصريح الناطق الرسمي، فالتصريح قد يجامل أو يُجَمل ..إلا أن الكاميرات تحجيها ..طك بطك!