أهوار جنة عدن.. هياكل وأطلال
ميسان – عبد الحسين بريسم /
لم يكن يدور في مخيلة الحاج عطية المرياني من سكنة قضاء الميمونة المطلّة على هور العودة أن يأتي يوم ويجفّ الهور الذي طالما كان يتغنّى به الجميع وفيه من رزق الله الخير الكثير، أسماك بمختلف الأنواع والأحجام فضلا عن البردي والقصب وطيور الماء الخضيري والهربان وغيرها التي غادرت مع شحّ المياه في الأهوار، من قصّة الحاج عطية المرياني أطلقت مجلة الشبكة العراقية تحقيقاً موسّعاً لتسليط الضوء على معاناة الأهوار في محافظة ميسان.
بسبب شحّ المياه توقّف عدد من محطات تصفية وضخ المياه الصالحة للشرب في ناحية بني هاشم التابعة لقضاء الكحلاء بميسان بسبب انخفاض مناسيب المياه في الانهر الفرعية والاهالي يطالبون بزيادة الاطلاقات المائية كذلك الحكومة المحلية؛ كون هذه المناطق تقع على ذنائب الانهر.
الأهالي في مناطق الأهوار تحدّثوا عن معاناتهم جراء شحّ المياه والاستعانة بالحوضيات لتأمين مياه الشرب.
معالجة شحّ المياه
المهندس سلام سعدون جاسم مدير إدارة مشاريع الأهوار في ميسان قال: نتابع ميدانيا قاطع الأهوار الوسطى وناظم الخمس بالإضافة الى ناحية السلام، إذ تجري متابعة تصاريف المياه من نهر البتيرة والعريض وقناة الخمس الى الأهوار الوسطى.
ومن ضمن الإجراءات التي يقوم بها المركز لمعالجة شحّ المياه تحرص إدارة مشاريع الأهوار والأراضي الرطبة في ميسان وبشكل مستمر على تشغيل محطات التحلية صباحاً ومساءً وفي أوقات متأخرة من الليل لتوزيع المياه الصالحة للشرب للتخفيف من معاناة المواطنين في قرى الأهوار.
بيئة ميسان
وأكدت مديرية بيئة ميسان ومن خلال زيارة ميدانية لمكون هور الحويزة التابع لقضاء الكحلاء متابعتها للوضع المائي وتقييم الواقع البيئي، تنفيذا لمفردات الخطة الوزارية ومتطلبات لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسيكو، وقال مدير بيئة ميسان باسم محمد حسين: إن تلك الزيارات تأتي استكمالا لمتطلبات منظمة الـ(UNESCO) والاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN) لمتابعة الصيد الجائر للاسماك والطيور ومسح أنواع وأعداد الطيور المائية المهاجرة والمتوطنة فضلا عن معرفة وتحليل نوع المهدّدة بالانقراض.
مشيرا الى النقص الكبير في أعداد وأنواع الطيور والنباتات والزواحف بصورة عامة والأسماك بصورة خاصة وعدم وجود عمليات للصيد الجائر.
مُشدِّداً على ضرورة توفير حصة مائية كافية لهذه الأهوار للحفاظ على مكوناته الإحيائية وضرورة إيجاد الحلول المناسبة لمنع تكرار المشكلات البيئية الناتجة عن حدوث الجفاف والحرائق والنظر في استثماره كموقع سياحي بيئي متكامل.
من جانب آخر كانت هناك زيارة ميدانية لمكوّن هور العودة التابع لقضاء الميمونة لمتابعة وتقييم الواقع البيئي فيه، تنفيذا لمفردات الخطة الوزارية بشأن متابعة الصيد الجائر ومسح ومراقبة التنوع الإحيائي وتقييم حالات الجفاف.
التنوع الإحيائي
وقال مدير شعبة الأهوار في المديرية السيد خضر عباس سلمان إنه ومن خلال الجولة الميدانية في الهور لاحظنا جفاف المسطح المائي بنسبة (١٠٠٪) وانعدام تام للتنوع الإحيائي عدا أجمات القصب المصفرّة وأفراد قليلة من أنواع الطيور، إذ أثر الجفاف سلبا على عودة التنوع الإحيائي في المسطح المائي وللعام الثاني على التوالي يمر الهور بهذه الحالة من دون أي معالجة تذكر.
مشيرا الى ازدياد معاناة الاهالي ومربي الجاموس لا سيما في القرى المحاذية للهور نتيجة للشحة المائية في الانهر الفرعية والرئيسة المغذية له.
مطالبا الجهات المعنية بتوفير الحصة المائية المخصّصة لإنعاش الأهوار بصورة عاجلة للحفاظ على مكوناتها الإحيائية وضرورة إيجاد الحلول المناسبة لمنع تكرار المشكلات البيئية الناتجة عن الجفاف.
تنمية وإنعاش الأهوار
من جانب آخر ناشد المهندس ماجد جمعة الساعدي رئيس تنمية وإنعاش الأهوار في مديرية زراعة ميسان الجهات المعنية بإيجاد الحلول السريعة لإنقاذ هور الحويزة (أم النعاج) في ناحية بني هاشم.
وكشف الساعدي عن واقع الأهوار وتراجع التنوع البيئي والإحيائي والثروة السمكية فيها وهجرة مربي الجاموس منها.
وأضاف: لقد تبيّن وجود انخفاض واضح في مناسيب المياه بنسبة كبيرة وهنالك عدة أسباب منها عدم إطلاق الحصة المائية للأهوار وكذلك التجاوزات وشحّ الأمطار أدت لحصول انخفاض في هور الحويزة.
هذا وقدمت تنمية وإنعاش الأهوار مناشدة الى وزارة الموارد المائية والاراضي الرطبة والأهوار في ميسان للالتفات الى واقع الأهوار والنظر بما يحصل ووضع الحلول السريعة قبل تفاقم الأزمة، إذ إن انحباس المطر يؤدي الى مشكلات خطيرة على مناطق الأهوار (سكان – حيوانات – وأسماك) من جفاف مستمر وملوحة في المياه، مما يؤدي الى تداعيات خطيرة على جميع الأصعدة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والزراعية.
مركز إنعاش الأهوار
وقال المهندس سلام الموسوي: نعمل على إيجاد المعالجات الآنية في ظل نقص الواردات المائية التي يعاني منها البلد بصورة عامة.
وبحسب قوله تشهد التصاريف الواصلة الى مداخل الأهوار ضعفاً واضحاً ومن الضروري إجراء رصد مشترك ورفع مواقف أسبوعية بكميات المياه الواصلة، وأضاف الموسوي: هناك تأكيد على توجيهات الوزارة بضرورة إسناد كوادر مديرية الموارد المائية في أعمال المراشنة وإزالة التجاوزات، والعمل داخل بركة أم النعاج وتوسيع مجرى أم الطوس الذي تقوم بتنفيذه إدارة مشاريع أهوار ميسان بالتعاون مع دائرة كري الانهر في المحافظة.