قُبَّة بغداد الفلكية ساحرة الأجيـــــال

386

ميساء الفيلي/

قبَّة فلكية محمّلة بالغموض تطوي بين حيطانها الداكنة شغفاً وتفاصيل أخاذة عن ألغاز النيازك الهاربة وأسرار النجمات وما تخفيه ربّات الخلائق من أساطير وميثولوجيا كنا نسمعها في الصِغر عما ورائيات الكواكب، كيف لا وهي صرح علمي وتاريخي فريد من نوعه في العراق والشرق الاوسط وتعدّ مقصدا للعلماء والباحثين والطلاب المختصين بمجال علوم الفلك والفضاء من كافة أرجاء العالم،
ويعود أصل وجود هذا الصرح الشامخ لتاريخ افتتاح القبة الفلكية عام 1981 وتحديدا في متنزه الزوراء بتصميم متميز وظاهر للعيان كمعلم مهم من معالم بغداد الجميلة، إذ تعدّ من بين أشهر عشر قباب في العالم، وفي وقتها عُدّت من القباب ذوات الحجم الكبير ووجهة مفضلة يرتادها الباحثون والعلماء والطلاب المتخصصون بعلوم الفلك والنجوم والفضاء، زوارها من مختلف أنحاء الوطن العربي يأتون لرؤية مختلف العروض التي تجري فيها مثل العروض التعليمية والترفيهية الفلكية حيث يتم توليف الافلام بتقنية علمية عالية الجودة وعرضها بحيث يشعر الجمهور بجسده وذهنيته داخل هذا العرض.
“مجلة الشبكة” التي تجولت داخل القبة ووقفت تحت سمائها، كانت لها دردشة فلكية لطيفة مع د.زينب قاسم صالح، مسؤولة شعبة المنشآت العلمية في دائرة الرعاية العلمية.
*القبَّة الفلكية، مفردة سحرية شكّل غموضها العلمي الملغز بأسرار الكواكب ذاكرة كل الاجيال، ماذا حلّ بها؟
-لقد تعرضت القبة الفلكية بعد عام 2003 الى تخريب وتمت سرقة محتوياتها القيمة بشكل كامل، إذ كانت القبة تضم أجهزة ومعدات فلكية عديدة وأصبحت بوقتها عبارة عن مجرد هيكل، لكن عام 2008 أحيلت القبة الى شركة لغرض إعادة تأهيلها لكن توقف العمل لكون الشركة كانت غير مؤهلة وغير متخصصة لمثل هكذا عمل وفشل المشروع مما تسبب بخلافات قانونية بين الوزارة وهذه الشركة واستمرت الخلافات لعدة سنوات لدرجة كلما فكرت الرعاية العلمية بمبادرة إعادة القبة الفلكية اصطدمت بهذه المشكلات التي كان من المفترض أن تحل وبعد ذلك يجري إعادة التأهيل.
*طيب، ألّا تعتقدين أن نصيب القبَّة من التأهيل العلمي والانعاش التقني لا يزال مهمشاً ويعاني الاهمال؟
-من حسن حظ هذا الصرح الفلكي الفذّ أنه في 2019 انتهت هذه الخلافات وتمت تسويتها وبدأت دائرة الرعاية العلمية بتقديم الكتب لاستحصال الموافقات الرسمية والمخاطبات الاصولية ولكن ولأسباب مختلفة أيضا لم يحصل أي تقدم او تأهيل بالقبة الفلكية ومع ذلك عاودنا الاجراءات في عام 2022 وتم وضع دراسة لها ومخاطبة شركات عالمية متخصّصة بالقبب وتمت مخاطبة وزارة التخطيط لإدراج موضوع التأهيل ضمن مشاريع الموازنة للوزارة لعام 2023 ورصد لها مبلغ لتجهيزها بأحدث الاجهزة الدقيقة والعلمية.
*سمعنا أن من بين المساعي الحثيثة لإحيائها وفتح أبوابها للعالم، هنالك فرق شبابية فلكية من المعاهد والكليات وبالتعاون مع وزارة الشباب؟
-بصراحة هناك متابعة مستمرة من قبل وزير الشباب والرياضة احمد المبرقع ومدير دائرة الرعاية العلمية احمد سعد عليوي بالتعاون مع الدائرة الهندسية والجهات المختصة بالموضوع وبخطوات متقدمة ومرسومة بعناية وتطور وخطط تسر الجمهور، حيث وبمجرد إكمال القبة وتأهيلها فستكون أبوابها مفتوحة أمام الزيارات العلمية والجمهور ولكافة الفئات العمرية، باعتبار أن الرعاية العلمية منذ عام 2022 قامت بتسجيل الفرق الفلكية بعد إعلانها عن تأهيل القبة الفلكية وإبداء اهتمام كبير من قبل الشباب وقامت الرعاية العلمية ايضاً بتجميع فرق الهواة في العراق من شماله الى جنوبه وشكّلت فرقا فلكية بأعداد كبيرة من قبل المدارس والمعاهد والكليات لإنعاش الحياة بداخلها.
*على ذكر فلكية القبة ومكانتها عالمياً، هل هنالك حلقة مشتركة مابين الاتحاد العربي وجمعية القباب؟
-بالطبع، نظراً لكوننا دائرة رعاية علمية فإننا على تواصل مع الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء ومع جمعية القباب الفلكية وهم على خط تواصل ومتابعة معنا لإنعاش وتأهيل وإحياء هذا الصرح العلمي الذي له تاريخ وثقل كبير بالوطن العربي، وطبعاً الى الان القبة الفلكية في بغداد هي أكبر قبة في الوطن العربي وهي من القباب المهمة، رغم أن أحدث قبة حالياً في الوطن العربي هي قبة الشارقة بقطر شاشة 18 مترا والقبة الفلكية في بغداد يبلغ قطر الشاشة فيها 20 مترا ومن الداخل الحجم أكبر وبعد التأهيل ستتصدر قائمة أفضل القباب الفلكية بالشرق الاوسط.